تتواصل لليوم الثاني على التوالي، الاشتباكات “الداخلية” بين الفصائل المقاتلة في الغوطة الشرقية بريف دمشق، والتي خلفت عشرات القتلى بينهم مدنيون، وسط تصاعد الاتهامات والوعيد بين الفصائل، وذلك في الوقت الذي تواصل فيه قوات الأسد وميليشيات إيران احتلال مناطق في شرقي دمشق.
أسلحة ثقيلة ومتوسطة
واستمرت اليوم السبت الاشتباكات بين “جيش الإسلام” من جهة و “هيئة تحرير الشام وفيلق الرحمن” من جهة أخرى، في عدة مناطق بالغوطة الشرقية، وتركزت الاشتباكات التي استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، في مدن وبلدات “حزة وعربين والأشعري”.
أكثر من 100 قتيل
وأكد ناشطون أن الاشتباكات بين “رفاق السلاح” في الغوطة الشرقية، خلفت أكثر من 100 قتيل في صفوف “جيش الإسلام وهيئة تحرير الشام وفيلق الرحمن”، إلى جانب سقوط عدد من الضحايا في صفوف المدنيين.
تحرير الشام تتهم جيش الإسلام بـ”الغدر”
ووجهت هيئة تحرير الشام” اتهاماً إلى جيش الإسلام بـ”الغدر” وتصفية أسراها، واقتحام البيوت في الغوطة الشرقية دون مراعاة للأعراض والنساء، وهددته بالمعاقبة والمحاسبة على ذلك.
وذكرت هيئة تحرير الشام، في بيان نشرته الجمعة على قناتها في “تلغرام” بأن جيش الإسلام حاصر مقرات الهيئة في عربين ومحور الأشعري في الغوطة الشرقية، وقاموا بتصفيات ميدانية للأسرى، وقنص وقتل المارة من عوام الناس، بحسب البيان.
وأشار البيان إلى أن جيش الإسلام لم يرضَ المشاركة في المعارك الأخيرة في الغوطة الشرقية، معللاً ذلك بأنه يحضر لمعركة ضد النظام.
ووعيد بالعقاب والمحاسبة
وأضافت الهيئة في بيانها أنها لا تملك أي حاجز داخل الغوطة الشرقية، “وما جاء في بيان جيش الإسلام عار تماماً عن الصحة، بما يخص إهانتهم والاعتداء عليهم خلال عبورهم على حواجزنا”.
واعتبرت أن اعتداء جيش الإسلام لم يقتصر عليها، “بل طال الناس وأشرافهم من مختلف الشرائح، وقد شيع اليوم أهالي الغوطة عاصم القاضي القائد العسكري لفيلق الرحمن في كفربطنا”.
وشددت الهيئة على أن الغوطة الشرقية لن تكون “مسرحاً للتفاهمات السياسية، ومنصة للمهادنات والمصالحات مع النظام”، متوعدة في ختام بيانها بالقول “إن ما قام به فصيل جيش الإسلام اليوم بتصفية للأسرى، واقتحامه للبيوت وعدم مراعاته للأعراض والنساء، لن يمر دون عقاب ومحاسبة، والأيام بيننا دول”.
أحرار الشام
“حركة أحرار الشام” ذكرت في بيان لها أن “جيش الإسلام” هو من بدأ الهجوم على مقرات الفصائل، الذي طال أيضاً وفق البيان مقرات للحركة في الغوطة، داعياً جميع الفصائل والعقلاء إلى وقف المعارك وحقن الدماء.
جيش الإسلام
وكان “جيش الإسلام” قد أعلن أن الاقتتال الحاصل في الغوطة الشرقية، جاء بعد اعتداءات متكررة لـ”هيئة تحرير الشام” مؤكداً أنه أطلع الفصائل المحلية على صورة الحدث منعاً للتداعيات.
وذكر “جيش الإسلام” في بيان له نشره مكتبه الإعلامي أن “هيئة تحرير الشام” صعّدت من اعتداءاتها على “جيش الإسلام”، وآخرها اعتقال مؤازرة كاملة ، كانت متوجهة نحو جبهة القابون وأحياء دمشق الشرقية، الأمر الذي استدعى التعامل مع هذا “الاعتداء” ورد هذا البغي بحزم ومسؤولية، لإطلاق سراح المؤازرة.
وشدد “جيش الإسلام” على أن الخلاف محصور مع “هيئة تحرير الشام”، مضيفاً “نحن على وفاق تام وتواصل دائم مع جميع الفصائل الأخرى، التي وضعناها في صورة الحدث وتفاصيله، منعاً لأي مضاعفات وتورطات لا تحمد عقباها”.
وختم “جيش الإسلام” بيانه بالقول “نؤكد لإخوتنا في فيلق الرحمن أننا وإياهم في خندق واحد وهدف واحد، وهو حماية الغوطة من طغيان الأسد وعصاباته ومن تنطّع الغلاة وبغيهم، كما ندعوهم إلى احتواء الأزمة بالحكمة والحوار”.
فيلق الرحمن
في المقابل، نفى “فيلق الرحمن” في بيان له نشره مكتبه الإعلامي، تواصل “جيش الإسلام” معه بشكل مسبق”، معتبراً رواية الأخير حول “احتجاز مؤازراته” مجرد “محض كذب وافتراء”.
وقال “فيلق الرحمن” في بيانه إن “جيش الإسلام اعتدى على مقرات فيلق الرحمن في كل من مدينة عربين وبلدتي كفربطنا وحزة”، مشيراً إلى أن “الاعتداءات” أسفرت عن مقتل القائد العسكري عصام القاضي، بالإضافة إلى عدد من الجرحى، بحسب البيان.
وأشار “فيلق الرحمن” إلى أن “جيش الإسلام” أعد وحشد لأسابيع لـ “الاعتداء على فيلق الرحمن في بلدات الغوطة الشرقية، وحضر لذلك الذرائع والرواية الإعلامية التي يسوق بها لفعلته”.
الفصائل تحيي الذكرى السنوية لاقتتالها بتكراره
وكان “جيش الإسلام” قد شن الجمعة هجوماً على مواقع “هيئة تحرير الشام” في الغوطة الشرقية، وذلك بعيد توجيه عضو المكتب السياسي في جيش الإسلام “أبو عمار دلوان” اتهاماً مباشراً إلى “الهيئة باختطاف رتل مؤازرة بالكامل يعود لجيش الإسلام كان متوجهاً من الغوطة الشرقية إلى حي القابون شرقي دمشق، بهدف تحصين الجبهات ضد محاولات قوات الأسد لاقتحام المنطقة.
وخرج عشرات المدنيين وعلى رأسهم أعيان ووجهاء مدن وبلدات الغوطة الشرقية وحي جوبر شرقي دمشق بمظاهرات دعت من خلالها إلى التهدئة ووقف الاشتباكات لحقن الدماء، وسحب المظاهر المسلحة في الغوطة.
وتزامن اندلاع الاقتتال الحالي بين الفصائل في الغوطة، مع ذكرى “الاقتتال الكبير” في 28 نيسان من العام الماضي، بين “جيش الإسلام” وفيلق الرحمن” المتحالف مع “جيش الفسطاط” المكون من “جبهة النصرة وفجر الأمة وأحرار الشام” على خلفية محاولة اغتيال تعرض لها الشيخ “سليمان طفور”، حيث أسفر الاقتتال عن مقتل وجرح عشرات العناصر من كلا الطرفين وسط تبادل الاتهامات عن اقتحام مقار عسكرية لهما، والتي انتهت بواسطة قطرية.
اترك تعليقاً