Views: 83 إعدام الأكراد.. مطلب ومطب: افتتاحية الموقع – الرقة بوست-Raqqa Post

إعدام الأكراد.. مطلب ومطب: افتتاحية الموقع

خرجت تل ابيض عن سيطرة النظام، وخرجت بعدها عن سيطرة المعارضة، وخرجت أخيرا عن سيطرة داعش، كل خروج من هذه الخروجات كانت تعني إعداما وتصفية وامعانا في التشويه للحالة السابقة.

ففي تحررها من النظام كان الهجوم شديدا على ازلام النظام ومؤيديه، حتى انها ربما خلت تماما منهم، حتى بالمعنى الطائفي فقد كانت هناك حسينية لاحد المتشيعين حديثا جرى الاستيلاء عليها، واعلانها فندقا لـ”لمجاهدين”، وهذا مثال رمزي لا أكثر، في ذات الوقت كانت محركات القوى المسيطرة بكل تلويناتها الثورية والسلفية والعائلية و”الحاراتية ربما” مختلفة ومتجاذبة أولها السلطة وليس اخرها المال.

وما جرى بعد ذلك من تهجير للكرد من تل ابيض تحت ذرائع وحجج متنوعة، أو تهجير للكرد والعرب المعارضين لداعش، أو تهجير العرب والتركمان ومنعهم من دخول قراهم وحاراتهم متشابه في كل الحالات..

إنه إعدام للحالة السابقة، وهو منطق اقصائي غير مقبول بكل أنواعه، ولا يؤسس أبدا للحالة المنشودة.

تفتح هذه المقدمة الباب للتساؤل التالي: هل هو حقا إعدام للحالة السابقة أم إعدام الحالة لذاتها، انه إعدام للقبول والتعايش المبني على الثقة والحقوق المتسأوية والعدالة للجميع.

يفتح حزب الاتحاد الديمقراطي هذا الباب للتساؤل، ويغلقه على إجابة حتى الان واضحة، وهي أنّه لا مكان لمن ليس معنا في مناطق سيطرتنا، ينسحب هذا القول على كل مناطق سيطرة “الرفاق”، من القامشلي حتى منبج، وليس مهما إلى من تنتمي عرقيا، سواء أكنت كرديا معارضا، أو عربيا معارضا.

هذا المنطق بالضبط هو المنطق الذي استقوى به حافظ الأسد ودولته القومية على الأكراد والعرب عبر إقصاء معارضيه المطالبين بحقوقهم التي يرونها مشروعة.

الإعدام الرمزي هذا للمختلفين، يحمل بذور الانهيار الذاتي لحامله مهما طال الزمن، وليست المشاركة الشكلية للموالين، بمختلف انتماءاتهم، مفيدة في إزالته وإنما قد تؤجله فقط.

من هنا نقول أنّ الإعدام الكردي للمكونات الأخرى المعارضة “مطلبٌ” آنيٌ، يحقق الأهداف الصغرى لهذا الحزب ويداعب الأحلام القومية للكرد السوريين، ولكنه “المطب” الذي يجبر المعدومين “رمزيا” على إيجاد وسائل المقاومة التي تحقق هويتهم الوطنية والسياسية.

الاستقواء بالسلاح والسلطة والمال لا ينتج “الامة الديمقراطية” المنشودة -حسب شعارات هذا الحزب-، وانما تقرّب نهايته وتستثمر في معاناة جديدة لكل المستفيدين منه.

 

 


Posted

in

by

Tags:

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »