Views: 166 إلى الله أشْكُو أنّنَا بِمَنَازِلٍ تحكّمُ في آسادهنَّ كلابُ – الرقة بوست-Raqqa Post

إلى الله أشْكُو أنّنَا بِمَنَازِلٍ تحكّمُ في آسادهنَّ كلابُ

هيئة التحرير 

ليست أيام داعش كما يبدو لنا طويلة فهي أدّت وظيفتها ووجب رحيلها، فقد شيطنت المجتمع الذي زعمت أنها تدافع عنه، وجعلته عرضة لسهام الملل، وشيطنت المدن والبلدات والقرى التي زعمت أنها تدافع عنها وأباحتها لكل معتد، وشيطنت السكان الذين أجبرتهم الظروف على البقاء مرغمين تحت سيطرتها، فكانوا أهدافاً مشروعة لكل أفّاقي الأرض، ليموتوا بكل أنواع الموت المتاحة عند غربان السماء السوداء، وعقارب الأرض الصفراء. ومع هذا الموت والاستباحة يأتي هذا العيد الأخير الذي يمر على أهلنا وهم بين حراب الموت والتهجير، نقول فيه لكل عظّم الله أجركم، ورحم ميتكم، وفكّ أسيركم، وأعادكم إلى دياركم كراماً كما ينبغي أن تكونوا. فرّقت هذه الحرب “على الإرهاب” العائلات، وانتهت إلى منافٍ ومعسكرات احتجاز. كما فعلت داعش من قبل في حروبها لفتح روما، وكما فعل حزب الله في ثاراته للحسين في القصير، ترتفع الرايات الملوّنة لتحتفل بدماء السوريين جاعلة أعيادنا أحزاناً، وتجمعنا افتراقاً، وهمّنا هو كيف نُبقي أبناءنا أحياءً. أي شيء يمكن أن نقوله لأهلنا في العيد: أهل الجنوب في الشمال، وأهل الغرب في الشرق، أم نقول مدناً وحواضر غاب عنها حماتها، وأصبحت مرتعاً للطاعون. نقول كل عام وأنتم بخير في شتاتكم الموزّع بين القبر والقبر؟ نقول عام سعيد وهو موت متجدّد بكل أنواع القنابل؟ إذا اتّجهتم شمالاً رفضكم الديمقراطيون، وقنصكم حراس الحدود. وإذا اتّجهتم جنوباً قابلتكم ميليشيات الأصفر التاريخي فيأخذون من أولادكم وقوداً لحروبهم.. ليس لكم من أحد، فكل عام وأنتم وحدكم بخير.. ربّما نختصر كل الألم والفراق ونقول ما قال أبو فراس الحمدانيّ:

إلى الله أشْكُو أنّنَا بِمَنَازِلٍ تحكّمُ في آسادهنَّ كلابُ

 


Posted

in

by

Tags:

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »