الرقة بوست ـ سعد الصبر
أن يكون بينك وبين فرع المخابرات الجوية في دمشق عشر دقائق مشياً على الأقدام من ساحة مخفر سوق الحميدية ، إعلم جيداً إن كنت من الرقة سيتم استجوابك ولو عن طريق المزاح فعناصر المخابرات الجوية تملئ سوق الحميدية من كل حدب وصوب ، لا أتذكر جيداً ما كنت ذاهب إليه حتى مررت من أمام المخفر حينها كنت من شاب من أقربائي وزميلي في الجامعة ، أوقفنا حينها أحد العناصر المدججين بالسلاح وطلب مننا إبراز هوياتنا الشخصية مع التأجيل الدراسي حيث لايوجد في هوياتنا مايثبت أننا من الرقة لأن قيدنا مدينة عين عيسى شمال الرقة وهناك أكثر من مدينة في سوريا بهذا الأسم فهناك مدينة في اللاذقية تحمل الأسم ذاته أيضاً ، متحدثاً معنا بلسان ساحلي عنجهي .
من وين ياشباب ؟
نحن : من الرقة ..
خارجاً نص الحديث كانت أخبار الرقة تعصف المدن السورية وذلك بعد قيام داعش بالسيطرة على الثكنات العسكرية الكبيرة التابعة للنظام في الرقة وهي (الفرقة 17 و اللواء 93 والمطار الطبقة العسكري) أن تقول من الرقة هي أنك خطوت خطوة نحو أحد سجون دمشق فالرقة أول محافظة تخرج عن سيطرت حكومة دمشق. الرجوع إلى صياغ الحديث الدائر ..
وين بتدرسوا ؟
نحن : بالجامعة السورية الخاصة هندسة بترول حينها أبرزنا بطاقاتنا الجامعية والتي كانت تشبه البطاقة الشخصية (الهوية) ليست كباقي جامعات سوريا ورقة والجامعة نفسها أحد استثمارات رامي مخلوف ومقرها المؤقت كان مدرسة اللاييك (معهد باسل الأسد) فمن الممكن أنه قد عرفها .
حينها سألنا بالعامية ، كيفو معلمنا البغدادي ؟
في الجامعة كان لدينا دكتور الفيزياء اسمه أحمد البغدادي يُلقب بالبغدادي إشارةً لعائلته لم أكن أظن أبداً أنه يسأل عن أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم الدولة ظننت أنه يسأل عن هذا الدكتور والذي حملت مادته مرتين رغم أنني أحصل على علامة عالية في العلمي لكن ثقل دم هذا الدكتور جعلني أُعيد مادته مرتين ولم أرفعا ، قلت بداخلي ممكن أن يكون هذا قريب للدكتور فأعرض عليه بعض المال لتسريب أسئلة المادة وصديقي صامت يُنصت للحديث.
أجبته : أحلى معلم ياريت كل المعلمين مثله تفاجىء العسكري كيف وضعو ان شاء الله تمام تمام الحمدلله اللي اعرفه انه كويس
رد علي متفاجئاً : ليش شفتو أنت ؟
أجبت الله أكبر يومياً نشوفوا
هو : وين بتشوفوه ؟
أنا : بالجامعة
هو : أنو جامعة ؟
جامعتنا ظن أنني أتحدث معه بسخرية ؟
قال : في عندكن قتل بالرقة عم نسمع أنو تبعين البغدادي بيذبحوا وبيصلخوا .
وقفت صامتاً متحيراً من أمري ھل سيكون هذا اليوم الأخير قلت له أنت طول الوقت تسأل عن البغدادي تبع داعش ؟
رد علي ليش في كم بغدادي عنا ؟ قلت له انت سألتني عن المعلم البغدادي ودكتورنا بالجامعة أسمه البغدادي وأنا أتكلم معك وأجاربك عن الدكتور لأني لم أذهب إلى الرقة منذ نهاية ٢٠١٤.
رد علي بعنجهية كبيرة : يارجل مع تمديد ضمة الجيم (يارجووووووول) ليش كم بغدادي معلم عندنا ؟
متحدثاً إليه : أكفني شرك يارجل ، الله وكيلك أكلمك عن بغدادي الجامعة بغدادي داعش لا بعمري شفته ولا طبيت الرقة ألا زيارة ومن أخر الـ 2014 ماعتبت رجلي الرقة
قال : والله لو ما شفتك تتكلم على نيتك كان ماشفت الضوء بعد اليوم خوذ هويتك وروووح وأحمد ربك ماالله وقعك بشي واحد غيري. من ذلك اليوم وحتى خروجي من دمشق نحو تركيا لم أدخل من ذلك الطريق ، أحيان تكون نيتك أحد الأبواب التي تجعلك تعيش إلى يومنا هذا.
اترك تعليقاً