على الرغم من الانتشار المتزايد لمصادر الطاقة البديلة حول العالم، فلا يزال الوقود الأحفوري، بشقيه السائل والغازي، يلعب دوراً مهماً في الاقتصاد العالمي، ويُعد المصدر الأول اللازم لتحريك عجلة التنمية داخل الاقتصادات العالمية الكبرى.
في ظل أزمة الطاقة الكبيرة التي تشهدها الاقتصادات العالمية بسبب تأثيرات جائحة كورونا، ومع تنامي الطلب العالمي على النفط والغاز من بدء تعافي الاقتصاد العالمي، حلت أمريكا في المرتبة الأولى في إنتاج كل من النفط والغاز المسال في قائمة البلدان المنتجة، واستعادة السعودية مرتبتها الأولى من روسيا كأكبر منتج للنفط داخل مجموعة “أوبك+”.
وسنوياً، فإن المنتج الأول الذي يتم تصديره في العالم هو النفط، والذي يشكل أكثر من 1.3% من إجمالي الناتج المحلي العالمي. وفقاً للبيانات التي جمعتها إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA)، بلغ متوسط إنتاج النفط الإجمالي أكثر من 94.185 مليون برميل يومياً في عام 2020 (آخر عام تتوفر عنه بيانات كاملة حالياً).
وبينما خسر مٌنتجو النفط والغاز العالميين مليارات الدولارات في عام 2020 بسبب جائحة كورونا، فضلاً عن الركود الذي صاحب الحرب التجارية بين أمريكا والصين، إلى انخفاض أسعار النفط والغاز بشكل حاد، لكن الحال تغير في عام 2021 بعدما بدأت الإيرادات في الانتعاش عقب تعافي أسعار النفط الخام تحديداً أكثر من مرة. إليكم في هذا التقرير الدول الكبرى المهيمنة على إنتاج النفط والغاز على المستوى العالمي.
أكبر مُنتجي النفط العالميّين
تاريخياً، قادت المملكة العربية السعودية العالم في صادرات النفط الشهرية، ولكن نتيجة لارتفاع إنتاج الصخر الزيتي وسياسة استقلال الطاقة، أصبحت الولايات المتحدة أكبر مصدر للنفط في العالم خارج “أوبك+” حالياً، على الرغم من أنه لا يزال يتعين رؤية ما إذا كان النفط الأمريكي قادراً على ذلك.
ومنذ عام 2018، تفوقت الولايات المتحدة على روسيا والمملكة العربية السعودية لتصبح أكبر مُنتج للنفط الخام في العالم، بواقع 12.1 مليون برميل يومياً. فيما استعادت السعودية في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي صادرة منتجي النفط من روسيا داخل “أوبك+”، وذلك بعدما أنتجت 10.01 مليون برميل يومياً، لتحل روسيا بالمرتبة الثانية بواقع 9.95 مليون برميل يومياً.
لتلحق بهم العراق (4.6 مليون برميل يومياً) وكندا (4.1 مليون برميل يومياً) بالمرتبتين الرابعة والخامسة، ويليهما تباعاً كلاً من الصين (3.8 مليون برميل يومياً) والإمارات العربية المتحدة (3 مليون برميل يومياً) والكويت(2.65 مليون برميل يومياً)، بالإضافة إلى البرازيل (2.6 مليون برميل يومياً) وإيران(2.2 مليون برميل يومياً). وذلك وفقاً لآخر إحصائية نشرها موقع (worldpopulationreview).
أكبر مُصدري الغاز المسال
وكما هو حال إنتاج النفط، أصبحت الولايات المتحدة أكبر مُصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، متجاوزة بفارق ضئيل قطر التي تربعت على عرش مصدري الغاز المسال في العالم في السنوات الأخيرة. ووفقاً لشبكة CNN الأمريكية أدت أزمة الطاقة في أوروبا والنقص في الصين إلى ارتفاع الطلب على الشحنات الأمريكية.
وحتى منتصف عام 2021، كانت الولايات المتحدة في المرتبة الثالثة في قائمة أكبر الدول المصدّرة للغاز الطبيعي المسال، بعد أستراليا وقطر، لكن الصادرات الأمريكية من الغاز المسال وصلت إلى 7.7 مليون طن في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وفقاً لبيانات تتبع السفن من (ICIS LNG Edge)، متجاوزة بفارق ضئيل المنتجين المنافسين قطر وأستراليا للمرة الأولى.
وبينما تشير التقديرات إلى أن الولايات المتحدة ستتربع على عرش مُصدري الغاز المسال خلال عام 2022 ككل بسبب الطلب المرتفع في أوروبا مع وجود مخاوف بشأن إمدادات الغاز الطبيعي من روسيا في ظل تصاعد التوترات بشأن التعزيزات العسكرية على حدودها مع أوكرانيا، والتي من شأنها أن ترفع الصادرات الامريكية إلى 13.9 مليار متر مكعب يومياً بحلول نهاية 2022.
لكن المنتجين المتنافسين يبنون أيضاً بنية تحتية جديدة، إذ تخطط قطر لزيادة قدرتها من الغاز الطبيعي المسال إلى 139 مليون طن سنوياً، وفقاً لـICIS، الأمر الذي سيسمح لقطر باستعادة لقب أكبر مصدر في العالم بحلول 2025.
روسيا.. أكبر مُصدِّر للغاز الطبيعي عالمياً
تعتبر روسيا أكبر مُصدر الغاز الطبيعي (غير المسال الذي يُنقل عبر الأنابيب) حول العالم، إذ تبلغ صادراتها قرابة 197 مليار متر مكعب سنوياً. ليس هذا فحسب، بل تمتلك روسيا أيضاً أكبر احتياطي مؤكد من الغاز الطبيعي في العالم، والذي قدرته منظمة أوبك بـ49 تريليون متر مكعب، ما يمثل أكثر من 24% من إجمالي الاحتياطيات العالمية المؤكدة.
وروسيا هي أيضاً ثاني أكبر مُنتج للغاز الطبيعي على مستوى العالم، بإنتاج سنوي يقدر بـ638 مليار متر مكعب عام 2020، وذلك بعد أن انفردت الولايات المتحدة بالصدارة في إنتاج الغاز الطبيعي منذ عام 2011، ليصل بفضل الاحتياطات الصخرية إلى 914 مليار متر مكعب عام 2020.
وعلى الرغم من محاولات الاتحاد الأوروبي لخفض اعتماده على الغاز الروسي منذ سنوات، لكن عدداً من دول الاتحاد الأوروبي لا سيما تلك الأقرب إلى روسيا لا تزال تعتمد بشكل شبه كامل على موسكو في الحصول على الغاز. ويحصل الاتحاد الأوروبي على نحو 40% من الغاز الطبيعي المستورد من روسيا، وأكثر من 80% من الغاز يمر عبر الأراضي الأوكرانية.
وكالات
اترك تعليقاً