هيئة التحرير
ليس سهلاً أن تستمرّ في مشروع إعلامي ثقافي منحاز للثورة من الألف إلى الياء في ظروف بالغة التعقيد، وليس صعباً أن تحافظ على سلامة وجهتك، وأنت تعرف أن الضريبة كبيرة، والنتيجة متأخّرة.
منذ البداية لم تكن الطريق مفروشة بالورود، ولم يكن موقع “الرقة بوست” يدغدغ أحلام مَن رأوا في الإعلام استثماراً يحقّق ما يرغبون، أو مطيّة يصلون من خلاله إلى مآرب عزّت عليهم في مجالات أخرى، وعلى الرغم من ذلك فإن “الرقة بوست” عمل وسيبقى على أن يكون صورة للرقة بكل ما فيها، آلامها ومعاناتها وأفراحها وإنجازات شبابها وأماني أهلها الطيّبين، يفتح لهم -ما استطاع- الطريق، ويشعل شمعة في ظلامه، ويقيل عثرة إن عرضت روّاده.
خمس سنوات مرّت على الرقة، ونحن معها يوماً بيوم وحدثاً بحدَث، نرصد ونحلّل ونعلّل ونتلمّس استنتاجات أقرب للواقع، أداتنا عقلية مهنيّة، ولغتنا وطنية بعيدة عن الكراهية، وأفقنا مستقبل حرّ ومتحرّر من الاستبداد والجهل والتخلف.. ربما أخفقنا في الوصول حيناً، أو تعثّرت خطانا، أو أصبنا في مواقف أحياناً، فالهدف الكبير يستحقّ أكبر المعاناة وأعظم الجهد.
خمسة أعوام و “الرقة بوست” منبر لكل سوريّ، لأنه يرتبط بالحدث السوري في مجمل تنويعاته السياسية والمدنية والعسكرية والثقافية، على الأرض السورية وفي دول اللجوء والشتات، ويطمح أن يكون شاهداً يواكب الحدث الثوري الذي يطوّح بسورية النظام الشمولي الديكتاتوري المافيوي العائلي والفئوي الضيّق، الدموي والمتخلف، وأن يساهم في تأسيس سورية الجديدة، سورية التعددية المدنية الديمقراطية الحداثية، والتي تسعى لكي تخرج من بين الركام وقوة العطالة التي سعت وتسعى إلى تدميرها يومياً.
إن “الرقة بوست” يحتفل اليوم بمتابعتكم لاستمراره حثّاً على المزيد من بذل الجهد، وعوناً على تجاوز المصاعب، ليكون الأكثر تميّزاً، ويصل بصدقيّته وموضوعيّته ومهنيّته إلى تحقيق الرؤية الكاملة المتكاملة التي تنشدونها.
اترك تعليقاً