الرقة بوست
{قالوا: ياشُعيبُ مانفقهُ كثيراً مما تقول، وإنّا لنراكَ فينا ضعيفاً، ولولا رهْطُكَ لرجمناكَ، وماأنت علينا بعزيز} ـ هود: 91 ـ
منذ تاريخ 2 كانون الأول/ديسمبر 2016، وحتى تاريخ 18 نيسان/أبريل الحالي، وهو تاريخ الإعلان عن المجلس المدني للرقة الذي أعلنته “قسد” قبل أيام، وصرحت بأنها تستبق من خلال تشكيله مرحلة ملء فراغ سوف تعقب تحرر الرقة من تنظيم داعش، مضت حتى تاريخ اليوم أكثرمن أربعة أشهر، كانت الرقة بوست قد نشرت خلالها، وعلى فترات، خمسة تقارير إخبارية استقصائية مفصلة، ما بين تقرير ميداني موثق ودراسة متوسعة حول موضوع المجالس المحلية، وما كان يجري على الأرض قُدُماً من إجراءات ماضية على قدم وساق في السعي لتشكيل المجلس.. ولقد استبقت الرقة بوست الحدث بعدة أشهر، وفصلت بالتفصيل الممل كل ما كان يجري ويتمُّ تداوله.. حتى أنها ذكرت جميع الأسماء التي تم الإعلان عنها بتاريخ 18 نيسان الجاري، ولم يَزد ما أعلنته “قسد” عما ذكرناه بحرف أو تفصيل صغير.. المقالات والدراسات والتقارير الإخبارية بروابطها وتواريخها كانت كالتالي:
1 ـ ((الرقة: ثلاثة مجالس محلية، إعادة تجربة الماضي الفاشلة والتكسب على أكتاف الرقيّين)).. نشر بتاريخ: 2/12/2016 وهذا رابط المقال:
ومما جاء في المقال المنشور قبل أربعة أشهر وثمانية عشر يوماً ما يلي: (تنهضُ مساعٍ متعددة ونشاطات محمومة لتشكيل عدة مجالس محلية لمحافظة الرقة يستبق طرد تنظيم الدولة الإسلامية“داعش”الافتراضي، ويستقبل وعوداً بالتحرير ما زالت في عالم الغيب والتوقعات.
موقع(الرقة بوست) تابع عن طريق مصادره الخاصة الجهود التي تصب في هذا الإطار، ولقد رصد حركة محمومة يسعى لها بعض رموز ميليشيات صالح مسلم، أبرزهم عمر علوش، القيادي المعروف في ميليشيات صالح مسلم ومتعهد البناء عبدالرحمن محمد، من أجل تحقيق السبق في هذا المسعى، وأكد البيان الذي ألقته “إلهام أحمد”، الرئيسة المشتركة لما يسمى“مجلس سورية الديمقراطية”على العمل على تشكيل مجلس محلي للمدينة، ليؤكد ما كان قد وصلت إليه الرقة بوست.).
2 ـ ((ميليشيات صالح مسلم تشكل مجلس محلي للرقة برئاسة أحد“عرب الغمر”ومقاتلة كردية.. والدكتور شواخ البورسان يهاجمهم)، والمنشور بتاريخ 2/3/2017، وهذا رابط المقال:
https://www.raqqapost.com/23469/2017/03/02
3 ـ ((هل تعرف هذا الشخص؟))، ولقد نشر بتاريخ 25 آذار/مارس الماضي، وفيه أعلنت الرقة بوست أن هذا الشخص المدعو (عبد الله نهيِّر العريان) هو مرشح “قسد” ليلعب دور “كرزاي” الرقة في حكومة “فيشي” القادمة. وهذا رابط المقال:
2 / 3
4335/2017/03/25https://www.raqqapost.com/2
4 ـ ((رئيس المجلس المحلي للرقة يرفض مجلس “قسد”)، والمنشور بتاريخ30/ 3/ 2017، وفيه أجرت الرقة بوست لقاءً مع الأستاذ سعد شويش، رئيس المجلس المحلي”المنحل بقرار من الحكومة المؤقتة”، لمحافظة الرقة.. وهذا رابط المقال:
https://www.raqqapost.com/24502/2017/03/30
5 ـ ((صالح مسلم يعين مجلس محافظة للرقة بـ”وجهاء” من القامشلي ومنبج)، والذي نشر في نفس اليوم الذي أعلنت فيه “قسد” تشكيل المجلس، أي بتاريخ18 نيسان 2017.. وهذا رابط المقال الخامس:
https://www.raqqapost.com/25141/2017/04/18
عقب المقال الأول المذكور، والذي حذّرت فيه (الرقة بوست)، واستشرافاً مسبقاً منها، من خطورة اللعب بالنار الذي تلعبه “قسد”، وتتلاعب من خلاله بالرقة وأهلها بدعم مباشر من التحالف الدولي، (أمريكا تحديداً)، ومعنى العبث بالرقة إلى درجة تشكيل مجلس شكلي يتم التلاعب به، ومن وراء الظهور، بالرقة من قبل الـpkk القنديليين، ثارت ثائرة بعض أبناء الرقة ضد الموقع، واتفقوا على هجمة مبيتة ومخطط لها ضده، استنكاراً لجزئية صغيرة وردت في المقال الأول، اعتبرها بعضهم مساً شخصياً غير لائق بأحد أبناء الرقة، وتوالت التعليقات المنددة والشاجبة والاتصالات بالموقع على الخاص والعام، ولقد شرحنا وبيّنا يومها أن العبارة موضع “الزوبعة المثارة”، لا تحمل ضمن أي تفسير أو تأويل مافيه أي انتقاص أو لمز أو حط من كرامة أي شخص، وإنما نحن ننقل ما وصلت إليه مصادرنا، وبمنتهى اللياقة والأدب والمهنية، واحترام كل شخص ضمن حدود الاعتبارات المتعارف عليها.. كما نوهت لبعض المتصلين أن هذه الزوبعة المفتعلة وغير المبررة، قد حققت غرضين مؤكدين:
الأول: أنها غطت على طبيعة الموضوع مناط الدراسة، على خطورته وخطورة اللحظة الحرجة التي تمر بها المحافظة في هذه الظروف، وأن من غير المفيد، بل والضار جداً للرقة وأهلها أن يتم شغل أهل الرقة جميعاً ـ قاصيهم ودانيهم ـ بعبارة من نصف سطر، ليتم من وراء هذه الثائرة التغطية على موضوع خطير، تناولته الرقة بوست بأكثر من 2000 كلمة في دراسة متوسعة، ومهمة وميدانية ووليدة هذه المرحلة والتطورات الحرجة التي تمر بها الرقة وأهلها بشكل عام.
الثاني: أن الزوبعة التي أثيرت على موضوع هامشي جزئي، قد منحت عمر علوش فرصة مناسبة وجواً ملائماً لاستئناف نشاطه في تشكيل المجلس المذكور، بهدوء وفي عتمة الظلام والظل بعيداً عن المتصايحين والمتشاجرين، بل أكثر من ذلك أتاحت له فرصة (كهدية هبطت عليه من السماء) لكي يقدم هذا السلوك الأخير، العاطفي واللامبالي، للقوى الخارجية والمتدخلة، كشاهد حي وشهادة طرية على الفشل وقلة الجدوى والفاعلية، ويستشهد بنشطاء الرقة وفعالياتها في لحظة حرجة بأن هؤلاء المتشاجرين من أجل حساسيات شخصية كيف يمكن أن يؤتمنوا على محافظة وإدارة، وعلى قضية
3 / 3
“شعبهم العربي وشعبنا الكردي”؟ وللأمانة، فأنا لا أفترض، فلقد قالها الأمريكان في جلساتهم الخاصة أمام المعنيين بالأمر من أبناء الرقة.
لا يسعنا في (الرقة بوست) إلا أن نأسف لكل هذا التدهور الخطير المتلاحق، والذي عاث بالرقة وجميع سكان المحافظة التي تضررت خلال سنوات مضت من تنظيم داعش، واليوم وفي المستقبل القريب تتضرر من ميليشيات “قسد”، ومن عطالة أبنائها وسلبيتهم، وأذى الأقربين والأبعدين، حتى بات حقاً علينا أن نردد قول الجاهلي (الحارث بن وعلة الجرمي):
قومي همُ قتلوا أميمَ أخي * فإذا رميـتُ يصيبني سهـمي
فلئنْ عَفوتُ لأعفونْ جَللاً*ولئن سَطوتُ لأوهننْ عظمي
اترك تعليقاً