Views: 89 ترامب يبدأ العد العكسي لاستهداف حزب الله؟ – الرقة بوست-Raqqa Post

ترامب يبدأ العد العكسي لاستهداف حزب الله؟

لا شكّ في أن إعلان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير عن تفكيك عدد من المواقع والمراكز على الحدود اللبنانية والسورية، وفيما بعد إرسال مزيد من التعزيزات العسكرية إلى الجنوب السوري والحدود العراقية السورية، كانا محاولة إستباقية من قبل حزب الله لأي تطورات قد تحصل بفعل أي تدخّل أميركي في سوريا. ولا شك أيضاَ في أن المنطقة تمرّ بتحولات كبرى سترسي أسسها القمة الأميركية الخليجية، والقمة الأميركية الإسلامية.

في كل الأوضاع المشابهة، يعمل حزب الله وإيران على خطين متوازيين، الأول بشكل تصعيدي، والثاني عبر ترك هامش للمناورة والتهدئة المرتكزة على أسس تحاورية. بالتالي، فإن خطوة الإنسحاب من بعض المناطق هي تحسب للتعرض لضربة، ولتخفيف التوتر فيها، فيما التمركز في مناطق أخرى، يهدف إلى حماية مواقع استراتيجية بالنسبة إلى الحزب وطهران ومحاولة لاستباق التصعيد.

لا يندرج اخلاء الحزب بعض مواقعه ومراكزه، في إطار التخوف من التعرض لضربة عسكرية فحسب، إنما لإراحة عناصره ومقاتليه من ناحية، وتقليص الإنتشار وتكاليفه من ناحية ثانية، في ظل اجراءات مشددة تتخذها واشنطن مع المجتمع الدولي لتجفيف المنابع المالية الخاصة بالحزب. يعلم الحزب أن كثيراً من الضغوط العسكرية وغير العسكرية، ستفرض عليه للإنسحاب من سوريا، لأجل تقويض النفوذ الإيراني هناك. لكن، رداً على ذلك، لم يتوان الحزب عن إعلان دخول المعركة على الحدود السورية العراقية، انطلاقاً مما يمثّل هذا الخط استراتيجياً وحيوياً بالنسبة إليه وإلى إيران.

في موازاة ذلك، تكشف مصادر ديبلوماسية غربية لـ”المدن” أن التوجه الأميركي أصبح علنياً، باستهداف حزب الله، إذ إن عدداً من زوار واشنطن أخيراً، سمعوا على لسان المسؤولين الأميركيين، سياسيين وعسكريين، بأن لدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، هدفاً باستهداف حزب الله، وهم سمّوا الحزب بالإسم، لدى استعراضهم الجماعات التي أدرجت على برنامج الاستهدافات الأميركية.

تقرأ إيران بتمعّن هذه الرسائل، وحزب الله كذلك، لكن لا تخفي مصادر متابعة أن الحزب متحمّس لأي تدخل أميركي فعلي في سوريا، معتبرة أن الرمال السورية ستتحول إلى أفغانستان جديدة بالنسبة إلى الولايات المتحدة، لما ستتعرض له القوات الأميركية من ضربات عسكرية قوية، سواء عبر تفجيرات أو عمليات انتحارية، واستخدام أسلوب حرب العصابات هناك.

وفي وقت تتحدث المصادر الغربية عن أن الجميع يبحث مسألة إنسحاب حزب الله والفصائل الموالية لطهران من سوريا، فإن ذلك سيكون مرتبطاً بما ستخرج به القمة الإسلامية الأميركية في الرياض. في مقابل ذلك، لا يبدو أن هذا الأمر قائم بالنسبة إلى الحزب، بل هو باق في سوريا و”سيكون حيث يجب أن يكون”. ويبقى الأمر في انتظار ما ستكون عليه ردة الفعل الإيرانية على الخطة التي ستخرج عن تلك القمة.

لنتائج الانتخابات الإيرانية دلالة بارزة، فوز الرئيس حسن روحاني مجدداً، يعني أن إيران لا تريد التصعيد، بل تريد استمرار الحوار، فأراد المجتمع الإيراني القول إن الأولوية بالنسبة إليه هي للهموم الداخلية والجوانب الإقتصادية والاجتماعية، ويوصل رسالة إيجابية إلى الأطراف الخارجية. وروحاني يريد البحث عن حلول وتسويات. قد يكون ذلك، في تفسير ما، دليلاً على تخوف أو ضعف بسبب التصعيد الأميركي والسعودي بوجه طهران. عليه، لا بد من انتظار الرد الإيراني على ذلك. وهو قد يكون باللجوء إلى تفاهمات معينة، وتقديم تنازلات، لتخفيف الخسائر، وقد يكون ذلك في العراق واليمن، تفادياً لأي خسائر استراتيجية في سوريا.

المدن


Posted

in

by

Tags:

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »