باسم دباغ
تتصاعد الحملات المؤيدة والرافضة للتعديلات الدستورية في تركيا، مع بقاء أربعة أيام على موعد الاستفتاء في 16 إبريل/نيسان الحالي، لتنحصر بين قيادات كل من حزب “العدالة والتنمية” (الحاكم) المؤيد للتعديلات، وحزب “الشعب الجمهوري” (الكمالي) المعارض لها، مع استمرار زعيم “الشعب” كمال كلجدار أوغلو في استراتيجية تجنّب مهاجمة شخص الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فيما الأخير لم يتوقف عن فتح كل ملفات كلجدار أوغلو.
وبينما تستمر حملة “العدالة والتنمية” في الاعتماد على الإنجاز الكبير الذي حققته الحكومة في إفشال المحاولة الانقلابية الأخيرة منتصف يوليو/تموز الماضي، وبعد أن أعاد أردوغان فتح ملف فشل كلجدار أوغلو في إدارة مؤسسة التأمين الصحي خلال تسلم الأخير لإدارتها في تسعينيات القرن الماضي وما رافق ذلك من فساد، اتهم الرئيس التركي، في مقابلة صحافية، كلجدار أوغلو بإقامة علاقات مع الانقلابيين في ليلة الانقلاب.
وأكد أردوغان أن كلجدار أوغلو وصل إلى مطار أتاتورك بين الساعة الثالثة، والثالثة والنصف، قائلاً إن “ما حصل مثير للانتباه، إن الرجل المحترم (كلجدار أوغلو) أوصل إلى مكان استقبال كبار الشخصيات في المطار”، مضيفاً: “إن هؤلاء سقطوا مرة أخرى، لقد صوّرتهم كل الكاميرات في مكان استضافة كبار الزوار في المطار، إذ وصل كلجدار أوغلو إلى المطار في السيارة والتقى مجموعة قرب الدبابات التي كانت متواجدة في المطار، ونشرت قناة أي خبر التركية المقاطع، قبل أن يتوجه من المطار إلى مقر بلدية باكير كوي”، متسائلاً: “لمَ لم يذهب للقاء آلاف المواطنين الذين تجمّعوا في مساكن الدولة قرب المطار؟ هو يقول لنا لو تمت دعوته لذهب، وأنا أقول له اترك الكذب، لقد أمضيت حياتك بالكذب”. يُذكر أن الانقلابيين احتلوا مطار أتاتورك في بداية المحاولة الانقلابية، قبل أن ينسحبوا وتحط طائرة الرئيس التركي فيه.
وفي رده على تصعيد كلجدار أوغلو قبل أيام واعتباره أن الانقلاب كان مدبراً، اعتبر أردوغان أن المنصب الذي يحتله كلجدار أوغلو “هو منصب مدبر أيضاً، وجاء بعد فضيحة الكاسيت، وسيذهب بكاسيت هو الآخر، إنه رجل غير مستقيم”، في إشارة إلى تولي كلجدار أوغلو منصبه بعد إزاحة رئيس الشعب الجمهوري السابق، بعد تسريب مقطع فيديو لفضيحة جنسية. وأضاف: “لو كنا نعرف أنه أجرى مثل هكذا اتصالات مع الانقلابيين لما كنا دعوناه إلى اجتماع يني كابي الكبير الذي حضرته كل القيادات الحزبية باستثناء قيادات الشعوب الديمقراطي”.
وفي ظل غياب كل من حزب “الحركة القومية” وحزب “الشعوب الديمقراطي” عن المناوشات السياسية، استمر كلجدار أوغلو بحملات التخويف من نتائج إقرار التعديلات الدستورية، حتى وصل به الأمر، خلال كلمة في مدينة إزميت (غرب البلاد)، إلى التحذير من أن إقرار التعديلات الدستورية سيؤدي إلى توقف قدوم السياح إلى البلاد، فيما القطاع السياحي يُعدّ من أهم القطاعات الاقتصادية.
وقال كلجدار أوغلو إن التصويت بنعم “ستكون له نتائج كارثية”، مضيفاً: “بالتصويت بنعم سنكون قد خرجنا في طريق لا نعرف إلى أني سيفضي بنا، سنكون كمن أدخل تركيا في الفوضى، سيدفع مليون شخص خطأ رجل واحد، وسيتم إنهاء الديمقراطية، ولن يأتي السياح إلى هذه البلاد، لأنه لن تكون هناك سيادة للقانون”.
في موازاة ذلك، وفي ما بدا محاولة لتعزيز التعاون بين حزبي “الشعب الجمهوري” و”الشعوب الديمقراطي”، زار الرئيس السابق لـ”الشعب الجمهوري”، المحسوب على المعارضة الداخلية في الحزب، دينيز بايكال، رئيس بلدية ماردين السابق، أحمد تورك في منزله في ولاية ماردين. ولفت بايكال في تعليق على الزيارة، إلى أنه “قبل سنوات وخلال انقلاب 1980، التقيت بتورك، وقمنا حينها بتقييم ظروف البلاد، وكي لا تعيش تركيا أحداثاً كهذه مرة أخرى، شعرنا بالحاجة لعقد اجتماعات لتقييم الأمور مرة أخرى”. وكان بايكال قد أكد في وقت سابق، الحاجة إلى فتح عهد جديد في السياسة التركية، قائلاً: “نحن مضطرون للعمل على فتح عهد جديد في السياسة التركية، لا بد لنا من وضع مفهوم للسياسة لا مكان فيه للإرهاب والعنف والسلاح ويقوم على السلام والصداقة والتضامن”
العربي الجديد
اترك تعليقاً