وتابعت أن “فشل التدخلات الخارجية في العراق وليبيا وأفغانستان ساعد النظام أيضاً”، موضحةً أن “الفشل في البلاد المذكورة كان ذريعة لرفض خيار التدخل الخارجي من قبل المعارضة السورية، حتى قبل أن تطالب به”.
وأردفت أن “أنصار الأسد لعبوا دوراً في إبرازه على أنه (أهون الشرّين) في سوريا، في ظل وجود تنظيم داعش”، لكنها أشارت إلى أن “هذا المفهوم نجح فقط من عام 2013 حتى هزيمة التنظيم في آذار/مارس عام 2019”. وقالت إن “فظائع داعش أخفت حقيقة أن النظام السوري كان يستخدم أساليب التعذيب والقتل نفسها، لكن بشكل أكثر منهجية وعلى نطاق أوسع بكثير”.
وأضافت أن “الأسد تمكّن من إقناع الفاعلين الدوليين أنه مهم في حكم البلد، وأن ما يمارسه من عنف وسيلة ضرورية للحفاظ على الدولة”، كما “سوّق نفسه على أنه لاعب عقلاني مستعد للانخراط في حوار استراتيجي، وأن الخيار ينحسر بينه وبين استمرار حالة عدم الاستقرار، واستمرار نمو داعش”.
ولفتت المجلة إلى أن الأسد طوّر العديد من العلاقات مع جهات فاعلة غير حكومية في كل من لبنان والعراق والأردن وتركيا، والتي كان بإمكانه تفعيلها لكسب نفوذ الدبلوماسية، مضيفةً أنه فيما التقاعس العسكري ضد النظام مفهوم، فإن التقارب الدبلوماسي مع الأسد يصعب تفسيره أو تبريره.
وشهدت الفترة الأخيرة تقارب عدد من الدول العربية من النظام السوري وتطبيع العلاقات معه، وسط محاولات لإعادته إلى جامعة الدول العربية. فمنذ حوالى شهرين، أجرى الأسد أول اتصال هاتفي بالملك الأردني عبد الله الثاني منذ اندلاع الازمة السورية العام 2011، كما التقى وزير خارجية الإمارات عبدالله بن زايد، في أول زيارة رسمية لدمشق منذ قطعت عدد من الدول الخليجية علاقاتها الدبلوماسية مع النظام. وبدورها، تسعى مصر لاستعادة سوريا مقعدها في جامعة الدول العربية.
وقالت المجلة إن “تطبيع العلاقات مع النظام السوري يحمل “طابعاً نفعياً”، إذ تأمل بعض الدول في الاستفادة من الفرص التي يتيحها التدفق المحتمل لأموال إعادة الإعمار في سوريا، مضيفةً أن “التقارب الزاحف للدول العربية مع النظام السوري، يكشف حدود نهج متهاون من الولايات المتحدة”.
وحذرت من أن “أي دبلوماسية تتكيف مع عناد الأسد ستسمح له بالمزيد من انتهاكات حقوق الإنسان”، مضيفةً أن صمود الأسد كل هذه السنوات، وحصوله على الدعم مجدداً، “يمثل فرصة للحكام المستبدين الذين يتعلمون كيفية الإفلات من العقاب، في الوقت الذي يجب أن تكون فيه البلاد تحت المساءلة عن الجرائم التي وقعت فيها ضد الإنسانية”.
اترك تعليقاً