Views: 173 جيمس جيفري: فرص الحل في سوريا بدأت تظهر الآن وانتصار الأسد خطير لسببين – الرقة بوست-Raqqa Post

جيمس جيفري: فرص الحل في سوريا بدأت تظهر الآن وانتصار الأسد خطير لسببين

قال المبعوث الأمريكي السابق إلى سوريا والمبعوث الخاص للتحالف الدولي جيمس جيفري إن تسوية سياسية للنزاع السوري لا تزال ممكنة، غير أنّه ينبغي على الولايات المتحدة التوقف عن تجاهل الحرب هناك.

وأضاف جيفري في مقالٍ له نشرته مجلة “فورين أفيرز” إنّ الفرص لحل الأزمة بدأت تظهر الآن، وعلى الولايات المتحدة أن تكرس طاقةً دبلوماسية ووقتاً ضرورياً لانتهازه، ولا تكمن مفاتيح النجاح بعد سنوات من الفشل في المشاركة على مستوىً عالٍ، ولكن تقييم ما يمكن تحقيقه بشكل واقعي في أي صفقة، وتظل مخاطر ترك الملف السوري على الرف واضحة، فالنزاع تحول إلى قطار مدمر، فانتصار نظام بشار الأسد سيُرسل رسالة إلى الحكام الديكتاتوريين حول العالم أنّ القتل الجماعي هو سلاح مهم للحفاظ على السلطة، كما وسيعطي صورةً عن صعود داعمي الأسد في المنطقة وهما روسيا وإيران.

وقال جيفري إن الرئيس جو بايدن وفريقه يركزون اهتمامهم على الخطر النووي الإيراني في وقت ظلت فيه الحرب السورية جرحاً مفتوحاً في قلب الشرق الأوسط، ومع أن الإدارة الحالية لم تُحدث أيّ تغير درامي في النهج عن الإدارات السابقة، إلا أن قرارها جعل النزاع في أسفل أولوياتها يأتي في وقت سيئ.

ورغم تركيز الولايات المتحدة على الملف النووي الإيراني أكثر من تأثير طهران الإقليمي، إلا أنه من الواجب التركيز على سوريا من جديد حال اتضاح الصورة في المحادثات النووية، فمخاطر تجاهل النزاع والمنافع النابعة من التوصل لصفقة مهمة ويجب عدم تركها تفلت.

وأضاف جيفري: “على الولايات المتحدة قيادة جهود إحياء الجهود الدبلوماسية والتوصل إلى حل للنزاع السوري، وأي حلّ يجب أن يكون متسقاً مع صيغة الأمم المتحدة، الولايات المتحدة هي الوحيدة القادرة على التنسيق بين القوى المتعددة والمعادية للأسد والمحاور الوحيد للولايات المتحدة في هذه المفاوضات هي روسيا”.

ويعتقد جيفري أنّ المحاولات السابقة ومنذ عام 2011 أثبتت فشل وخيبة من حاول التوصل إلى حل مع الأسد، كما وترفض إيران مناقشة دورها وتحركاتها في الدول المجاورة لها مع الدول الخارجية، وأضاف: “ولأن موسكو لا تمارس سلطة كاملة على الأسد ويجب أن تتنافس على التأثير مع إيران، فهي تظل الشريك الأبرز في التحالف الروسي- الإيراني- السوري، وروسيا ليست لديها طموحات واسعة في دمشق مثل إيران، ولهذا قد تكون طيّعة لأي تفاوض.

وضمن هذا السياق يؤكد جيفري أنّه يجب على إدارة بايدن متابعة نهج خطوة خطوة لخفض التوتر، وسيكون هذا النهج مثل استراتيجية الإدارتين السابقتين، لكن الفرق هو ما تريد إدارة بايدن عمله أولاً، وأفضليات شركائها على الجانب الآخر، ويجب أن يكون على رأس المفاوضات، عودة اللاجئين من الخارج وإعادة توطينهم بمراقبة دولية، بالإضافة لبنود تتعلق بإعادة دمج قوات المعارضة وقوات سوريا الديمقراطية وضمانات للأمن على الحدود الجنوبية لتركيا، وكذا سحب دائم للأسلحة الإيرانية الاستراتيجية من الأراضي السورية، وتحديدا الصواريخ الدقيقة (انسحاب إيراني كامل ليس واقعياً) بحسب قوله.

وربما فكرت روسيا- بطريقة غير واقعية- كما يقول جيفري بأنّ هذه الخطوات قد تؤدي لرفع العقوبات وفتح المجال أمام الاستثمارات الأجنبية وإعادة إعمار سوريا، والخطوة الأخيرة، هي قرار من مجلس الأمن يؤكد الصفقة ويخلق آلية رقابة على التزامات كل طرف، وفي النهاية ستعود سوريا إلى “بلد عادي” وعضو في الجامعة العربية.

ويرى جيفري أن روسيا قد تكون طيِّعة لأي صفقة أكثر مما تتوقع إدارة بايدن، ويعطي التاريخ مثالاً عن قدرة الولايات المتحدة وشركائها اتخاذ قرارات قد تؤثر على حسابات روسيا في سوريا، فقد وضعت إدارتا باراك أوباما ودونالد ترامب مع الاتحاد الأوروبي والدول العربية نظام الأسد تحت ضغوط اقتصادية ودبلوماسية.

ويطلب، والحديث لجيفري قادة المنطقة المهمة من الولايات المتحدة لعب دور بارز، حتى لو قامت واشنطن بمحاولة غير ناجحة لحل النزاع السوري، فإنها بذلك ستعزز الدعم الإقليمي للموقف الأمريكي بشكل يؤدي إلى استمرار الانسداد بطريقة تحرم إيران وروسيا من انتصار استراتيجي.

وختم: “حتى نكون متأكدين، فمحاولة دبلوماسية كبيرة ستكون أكبر مما تستطيع الإدارة تحمله، لكن القيام بهذا هو أقل خطورة من ترك النزاع مستمراً، مع ما يرافقه من مأساة إنسانية ومخاطر أمنية، وقد يؤدي حل النزاع السوري إلى تقوية القيم الأمريكية وشركائها في الشرق الأوسط وأبعد منه”.


Posted

in

by

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »