محمد حسان
واستخدم التنظيم في هجومه كافة أنواع الأسلحة الثقيلة، من مدفعية ودبابات وعربات عسكرية وصواريخ مضادة للدروع، كما استعان بمقاتلين قادمين من محافظة نينوى العراقية، لخوض هذه المعارك.
هجوم التنظيم جنوبي ديرالزور وغربي مطارها العسكري، كان متزامناً مع هجمات موازية شنها مقاتلوه على تلة الرواد ومحيط “اللواء 137” غربي المدينة، وعلى محيط “حاجز البانوراما” جنوباً، وعلى قرية الجفرة شمالي المطار، وعلى حيي العمال والموظفين داخل المدينة واللذين تتحصن فيهما مليشيات النظام. وتم قصف تلك المواقع بمختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة.
سيطرة التنظيم على هذه النقاط، تسببت بعزل مطار ديرالزور العسكري وحيي هرابش والطحطوح الواقعين شرقي المدينة، عن مناطق سيطرة قوات النظام في الجهة الغربية منها؛ حيي الجورة والقصور و”المربع الأمني” و”مركز الطلائع” و”اللواء 137″. التنظيم تمكن من قطع طرق الأمداد والتواصل بين جزئي المدينة.
تقدم “داعش” غربي مطار ديرالزور العسكري وجنوبي مدينة ديرالزور، رافقه أيضاً تقدم لمقاتلي التنظيم داخل أحياء المدينة، وخاصة في حي العمال والموظفين، الذي تشهد جبهاته أعنف المعارك بين الطرفين. كما تمكن مقاتلو التنظيم من السيطرة على أربع نقاط لقوات النظام، داخل قرية الجفرة الواقعة شمالي المطار العسكري.
الناشط الإعلامي مصطفى العلي، قال لـ”المدن”، إن المعارك المستمرة بين “داعش” وقوات النظام، تسببت بسقوط ما يقارب 200 عنصر من قوات النظام والمليشيات الموالية لها بين قتيل وجريح وأسير، فيما خسر التنظيم أكثر من 100 عنصر بين قتيل وجريح، بينهم أجانب من الشيشان وأوزبكستان والسعودية وتونس. وأشار العلي إلى أن معظم قتلى قوات النظام، هم من عناصر “الحرس الجمهوري” ومليشيا “الدفاع الوطني” ومعتقلين سابقين في سجن عدرا، كان النظام قد أطلق سراحهم قبل مدة مقابل القتال إلى جانبه شرقي سوريا.
واغتنم مقاتلو التنظيم، خلال المعارك، مجموعة من الأسلحة والذخائر، بينها عربات مدرعة وقواعد صواريخ مضادة للمدرعات ومدافع ميدانية من عيار 130 ميلليمتر، ودمروا دبابة وعربة شيلكا ومدفعاً من عيار 57 ميلليمتر في منطقة معامل البلوك والقرميد غربي المطار.
الطيران الروسي ومروحي البراميل، كثفا من قصفهما على مدينة ديرالزور وريفها، منذ اندلاع المعارك بين الطرفين، وتركز القصف على حي البغيلية ومحيط “اللواء 137” غربي المدينة ومحيط حاجز البانوراما وجبل الثردة ومنطقة المقابر جنوباً ومحيط المطار وقرية الجفرة. وشنّ الطيران عشرات الغارات الجوية على أحياء الصناعة والحميدية والعرضي في المدينة، ما تسبب في مقتل 6 مدنيين في حيي الحميدية والعرضي. كما قتل خمسة مدنيين بينهم نساء وأطفال، نتيجة قصف طيران النظام، لمدينة موحسن في ريف ديرالزور الشرقي.
التنظيم ردّ على قصف الطيران الحربي لمناطق سيطرته، بقصف أحياء الجورة والقصور وهرابش الخاضعة لسيطرة قوات النظام، بعشرات قذائف الهاون وقذائف الدبابات، ما تسبب بسقوط 6 قتلى بينهم طفلين وامرأة.
تقدم التنظيم يأتي في ظل خلافات داخل معسكر قوات النظام، بين قائد العمليات في مطار ديرالزور العسكري عصام زهرالدين، ورئيس فرع الأمن العسكري، وخلافات أخرى بين مليشيات “الدفاع الوطني” و”أسود القائد”. وكل طرف يلقي باللوم على الآخر، ويعتبر تخاذله سبباً في تقدم تنظيم “داعش”.
ويعيش نحو 100 ألف مدني، داخل الأحياء الخاضعة لسيطرة قوات النظام، حالة تخبط وذعر بسبب قصف تنظيم “الدولة الإسلامية” لتلك الأحياء بشكل عشوائي، كما يتخوف الأهالي ونشطاء المحافظة، من حدوث مجازر دامية قد يرتكبها التنظيم بحق المدنيين داخل تلك الأحياء في حال سيطرته عليها، خاصة أنه يعتبر كل شخص متواجد فيها “مرتداً” وخارجاً عن “ملة الإسلام”، في حين يتخوف الأهالي في مناطق سيطرة التنظيم، من اشتداد الغارات الجوية، والقصف بالبراميل المتفجرة، وتدمير المدينة على رؤوس أصحابها، بحجة “مكافحة الإرهاب”.
تقدم التنظيم السريع وحجم القوة والتعزيزات البشرية والعسكرية التي يستقدمها إلى جبهات القتال، تؤكد نيته مواصلة الهجوم حتى السيطرة على كامل ديرالزور، التي يريد أن يجعلها عمقاً استراتيجياً له خالياً من أي تواجد لقوات النظام، في ظل خساراته في مدينة الموصل العراقية وريف حلب الشرقي وريف الرقة.
اترك تعليقاً