الرقة بوست – تل أبيض
عبدالله الحديدي
تواصل المليشيات الكردية إطلاق سراح عناصر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” على دفعات كبيرة، دون محاكمات قانونية، شريطة انتقال بعضهم إلى مناطق في ما بات يُعرف بمنطقة “نبع السلام”. وقد بدأت الأعداد تتوافد بأعداد كبيرة، على شكل مجموعات، تتركز غالبها في ريف مدينة تل أبيض وناحية “سلوك.
في الوقت الذي تنشط خلايا التنظيم في البادية السورية على شكل مجموعات صغيرة ضمن مايطلق عليه التنظيم “ولاية البادية” بدأت أولى التجمعات العلنية للتنظيم في مدينة تل أبيض شمال الرقة “نبع السلام”، لتشكيل كتيبة عسكرية من عناصر وقيادات داعش السابقين وضمها لـ”جيش الشرقية”.
تم التخطيط للأمر في مدينة “شانلي أورفا” التركية ومدينة تل أبيض، بتخطيط كلٍ من المدعو “خالد العكال” و”اسماعيل العيدو” و “مهند الكجل”. العكال وهو أحد عناصر داعش النشطين في مجال الإعلام لدى التنظيم، والذي أشرف بنفسه على رمي ناشطين وعناصر من الجيش الحر في الهوتة إبان سيطرة التنظيم على محافظة الرقة، دخل من مدينة أورفا عبر بوابة تل أبيض -رغم إغلاق البوابة بشكل رسمي- بوساطة المدعو “أبو الحارث كبرص” أحد عناصر “جيش الشرقية” ومدير البوابة التابعة للحكومة المؤقتة “فائز الكاطع” مع جهاز الأمن التركي، وقد نفى كبرص لاحقاً علمه بخلفية العكال، بحسب شهود داخل مدينة تل أبيض.
كان اسماعيل العيدو، أحد مسؤولي التسليح لدى داعش في مدينة تل أبيض، في انتظار العكال رفقة الكجل، وتوجهوا لمنزل العيدو داخل مدينة تل أبيض. وكان بانتظارهم حوالي 50 عنصراً مسلحين، بحماية شرطة المدينة. أحد عناصر الجبهة الشامية قال للرقة بوست ” تم تنسيق الاجتماع باشتراك مجموعة من الجبهة الشامية يقودها “صالح الكطوز”، مع “أبو علي صقور” وأبو الوليد الأمني”. وجميعهم منضوين في الجبهة الشامية” وأضاف عنصر الجبهة الشامية:
“تم الأمر بشكل علني وعلى مرأى من جميع الفصائل بعد أن انتشر الخبر بين جميع الفصائل، وبعلم مجلس تل أبيض المحلي، داهمت “المركزية الأولى” ( قوة عسكرية تتبع الجبهة الشامية) الاجتماع في منزل اسماعيل العيدو، على رأس المجموعة التي دخلت ابراهيم الظاهر، “إسكندر الرقاوي”، وبعد دخوله المنزل وسؤاله عن فحوى الاجتماع وماهيته، حملت المجموعة المجتمعة السلاح على اسكندر الرقاوي والعناصر المرافقة له، وقبل أن تتطور الأمور لإطلاق الرصاص خرجت مجموعة المركزية من المنزل، وبدأت الاتصالات من كلا الجانبين.
أحد الشهود المدنيين قال للرقة بوست: “انقلبت الأمور على الكتيبة الرقاوية التي يقودها اسكندر، إذ اتهمت المجموعات العسكرية التي رعت اجتماع الدواعش بأنّ الكتيبة اجتجزت 6 عناصر من المجتمعين، وتريد الكتيبة قتلهم، وصدرت الأوامر للجبهة الشامية بالتحقق من الأمر، حيث وصلت قوة عسكرية للشامية وبحثت عن مساجين مفترضين ولم تجدهم.
تعيد الأحداث الحالية إلى أذهان الجميع مجريات الأحداث السابقة قبل سبعة أعوام في مدينة تل أبيض، من تغول للقوى العسكرية المنفلتة، وتعددية الفصائل العسكرية وفوضى السلاح، وسط ضعف لأية قوة سياسية محلية أو تابعة للحكومة المؤقتة والائتلاف، وكما تشكلت أول نواة للنصرة في شمال الرقة وخرجت من عباءتها داعش فإن مايجري حالياً هو استنساخ وإعادة للتجربة المريرة السابقة، وهذا مايصب في مصلحة المليشيات الكردية التي تريد بقاء داعش ليستمر اعتماد الولايات المتحدة لها كحليف محلي وغطاء سياسي دولي لاستمرار مشروعها.
اترك تعليقاً