وتشير مصادر عديدة إلى أن السعودية تهدف إلى التخلص من الشخصيات المتشددة سياسياً في صفوف المعارضة السورية، ومن أجل هذا تحاول استبدالهم بشخصيات جديدة، فضلاً عن سعيها إلى توسيع “الهيئة العليا للمفاوضات”، من خلال ضمّ ممثلين عن منصتي القاهرة وموسكو إليها.
في هذا السياق، أوضح سيف أنه “لن يكون هناك تعديل يذكر في ما يتعلق بالموقف من رحيل الأسد، وأن أغلب المشاركين في المؤتمر (الرياض) يدعمون موقف الائتلاف في هذا الصدد”، معتبراً أن المؤتمر “سينجح في تشكيل رؤية واضحة للمعارضة”.
سيف لفت إلى أن “الائتلاف تلقى دعوة للمشاركة، وينظر بإيجابية لمؤتمر الرياض، ودور المملكة العربية السعودية الداعم للشعب السوري، ويأمل أن يساعد في تعزيز موقف قوى الثورة والمعارضة في مفاوضات جنيف المقبلة”، التي أعلنت الأمم المتحدة أنها ستعقد في 28 تشرين الثاني/نوفمبر.
وتابع سيف “هناك أسماء مدعوة (لمؤتمر الرياض) لها سمعتها في العمل المعارض، ويمكن للائتلاف التعاون معها للوصول إلى رؤية سياسية موحدة، انطلاقاً من ثوابت الثورة السورية”. وأضاف “هدفنا إنهاء حكم الاستبداد كلياً، وبناء دولة القانون والعدالة، ومن يشاركنا ذلك سنمد إليه يدنا للتعاون”.
وحول موقف الائتلاف من مؤتمر سوتشي، الذي دعت إليه روسيا للحوار بين السوريين، وتأجل بطلب تركي، قال سيف: “مؤتمر سوتشي رُفض بشكل قاطع من الائتلاف، لأنه لا مبرر لانعقاده، وإذا أراد الروس دعم الحل السياسي، يمكنهم الضغط على النظام للمشاركة في مفاوضات جنيف”.
وفي ما يخص الوفد المفاوض الموحد الذي هو هدف مؤتمر الرياض، ذهب سيف إلى أنه “يمكن الوصول لذلك، فإن كان الجو وطنيا في الرياض، ويبحث عن حلول، ويريد أن يحقق إنجازا عبر الحل السياسي، وانتقال السلطة، فلا أعتقد أن سوريا صادقا مع نفسه وشعبه، يرفض العمل بهذا الاتجاه”. واستدرك “ولكن إن كانت مصالح الدول وحالة الاستقطاب الراهنة ستغلب على المصالح العامة للشعب (السوري)، هنا يكون الاختلاف والافتراق”.
ووأضاف سيف “إن كانت منصة موسكو (تصنف نفسها معارضة)، ستنفذ مطالب روسيا، فلا يوجد حل، مطالب الشعب السوري بديهية، يريد حقه وكرامته وحريته، ويعيد بناء وطنه، والمحاسبة والمساءلة لا بد منهما”.
وشدد رئيس الائتلاف السوري على أن “قضية وجود الأسد أو عدم وجوده في المرحلة الانتقالية وما بعدها، هي النقطة التي يمكن أن تكون حاسمة”، بشأن تشكيل الوفد الموحد للمعارضة.
وفي ما يتعلق بدعوات من قبل جهات ودول للمعارضة، بالتصرف وفق المتغيرات الدولية، بعقلانية وواقعية، قال: “نسمع في الفترة الأخيرة بهاتين الكلمتين، العقلانية والواقعية، الأولى ووفق العقل والمنطق، فإن مجرما ارتكب جرائم ضد شعب وشرده، واستعمل الكيماوي، وأدين بكافة أنواع الجرائم، يجب أن يقال له كفى ويُحال للعدالة”.
وأردف “هل هناك عاقل يقول بأن هذا له الحق أن يكون رئيسا للشعب رغما عنه، ويدعم من بعض الدول لقهر ذلك الشعب، وإذا كان كل مجرم لتفادي شره، يُعطى ميزات، فهذا يشجع الناس لفعل الشر والقتل، فلا الواقعية مقبولة هنا، ولا العقلانية كذلك”.
من جهة ثانية، قال سيف إن الحكومة السورية المؤقتة “كانت تعاني من عدم وجود تمويل، وفي الأشهر الأخيرة تحسن الأمر، والاخوة الأتراك يقدمون كل التسهيلات الممكنة، ومن ضمنها استلام الحكومة المؤقتة معبر باب السلامة الحدودي”. وأشار إلى أنه “سيتم تسليم باقي المعابر لاحقاً، وهناك تعاون بنّاء في المناطق المحررة، حيث أطلقوا يد الحكومة المؤقتة في منطقة درع الفرات”.
وأضاف “هناك تشجيع تركي لتقديم الدعم الكامل للحكومة (المؤقتة)، ونحن نشعر بالامتنان لموقف تركيا الداعم لنا، والدعم الملموس من الرئيس رجب طيب أردوغان شخصياً، وهذه خطوة ستكون لها آثار على الأرض، بسدّ احتياجات الناس، والرضا بالعمل على الأرض من قبل الأهالي”.
المدن
اترك تعليقاً