قالت وكالة “بلومبرغ” الأميركية إن روسيا تُعيد المعدات العسكرية مرة أخرى من سوريا إلى أراضيها بهدف استخدامها في حربها ضد أوكرانيا، موضحة أن سفينة تجارية خاضعة للعقوبات الأميركية وصلت نهاية تموز/يوليو، إلى ميناء روسي عبر البحر الأسود مروراً بمضيق البوسفور، وعلى متنها معدات عسكرية.
ونقلت الوكالة في تقريرها الثلاثاء، عن مسؤولين في المخابرات الأوروبية الذين تعقبوا السفينة قولهم إن السفينة “سبارتا 2” كانت تحمل معدات عسكرية من سوريا لدعم حرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا.
وأوضحت الوكالة أن رحلة السفينة “سبارتا 2” إلى ميناء نوفوروسيسك على البحر الأسود تؤكد على جهود الكرملين للاستفادة من الموارد للغزو الذي دخل شهره السادس، وذلك بسبب توتر خطوط الإمداد تحت ضغط حملة عسكرية هي الأكبر في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وأوضح أحد المسؤولين الأوروبيين أن شحنات الأسلحة من سوريا إلى روسيا من شأنها أن تغذي لوجستياتها الشاملة، موضحاً أن ميناء نوفوروسيسك يُستخدم في عملية إمداد القواعد بالقرب من شبه جزيرة القرم ثم إلى مناطق خيرسون وزابوريجيا المحتلتين في جنوب أوكرانيا.
وفيما تلقت أوكرانيا شحنات من الأسلحة بمليارات الدولارات من الولايات المتحدة وأوروبا، يتوجب على روسيا الاعتماد على مواردها الخاصة لدعم قواتها في الخطوط الأمامية، تزامناً مع التقارير التي تتحدث عن خسائر فادحة بالأرواح قُدّرت بعشرات آلاف الجنود الروس إضافة إلى آلاف العربات والمعدات، وفق مسؤولين أميركيين.
وفي هذا السياق، تعتقد الحكومة الأميركية أن روسيا تستخدم السفن التجارية لنقل البضائع العسكرية إلى البحر الأسود، بحب مسؤول أميركي مطلع على الأمر.
ووفقاً للمسؤولين وصور الأقمار الصناعية التي أطلعت عليها الوكالة، فإنه بات من شبه المؤكد أن “سبارتا 2” نقلت معدات عسكرية من ميناء طرطوس السوري الذي تسيطر عليه القوات الروسية مروراً بمضيق البوسفور في تركيا ورست في ميناء نوفوروسيسك الروسي، مع ما لا يقل عن 11 مركبة كان من المحتمل تفريغها في الفترة الممتدة بين 17 و25 تموز/يوليو.
كما تُظهرت بيانات التتبع البحري أن السفينة مملوكة لشركة فرضت عليها واشنطن عقوبات على خلفية حرب أوكرانيا، قامت بالرحلة في تلك التواريخ، من دون عوائق من قبل تركيا، الدولة العضو في حلف شمالي الأطلسي (ناتو).
وفي السياق، قال مسؤول تركي مُطلع على القضية إن السفينة التجارية لن يتم فحصها إلا إذا كان هناك بلاغ أو اشتباه بارتكاب مخالفات، في حين رفض المتحدث باسم البيت الأبيض التعليق عن محادثات دارت بين واشنطن وأنقرة حول هذه القضية.
وعلى الرغم من استناد أنقرة إلى اتفاقية “مونترو” لإغلاق المضائق أمام السفن الحربية الروسية مع بداية الغزو الروسي في 24 شباط/فبراير، لكن الشحن التجاري الروسي يمكن أن يمر. وموسكو نقلت بواسطة سفن الشحن معدات عسكرية من خلال تلك المضائق، إلى سوريا.
المدن
اترك تعليقاً