Views: 195 سبعون جمرة – الرقة بوست-Raqqa Post

سبعون جمرة

معبد الحـسون

الرقم سبعون في العربية يفيد في الدلالة الكثرة الكثيرة ، ولايدل بالضرورة على الرقم المتعين بسبعين .. قال تعالى : ( ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً فاسلكوه ) أي في سلسلة طويلة جداً .. وقال أيضاً : ( استغفر لهم أو لا تستغفر لهم ، إن تستغفر لهم سبعون مرة فلن يغفر الله لهم ) أي ان استغفرت لهم ما شئت من عدد مرات كثيرة فلن يغفر الله لهم ..وجاء في الحديث الصحيح : ” إن الرجل ليقول الكلمة لا يلقي لها بالاً ، يهوي بها في جهنم سبعين خريفاً ” .. أي يهوي بكلمته عدداً كثيراً غيرمتعين من السنين .

…………………… (( الجمرةُ الأولى )) ……………………..

أُمـي مـالـيْ أرى هـنا شبحَ المو      ـتِ وقـد مَـرَّ في الـظلامِ أمـامي

يـالَـهـذا الهـوى يَـفُـحُ فَـحـيـحــاً      ويـنـادي وسْـطَ الـمدى والظـلامِ

يُصْعِدُ الشَّمخةَ الكريمةَ في أمـ      ـسي ..ويحمي فرائصي ويحامي

كـادَ أن يـهْـمِـسَ المَـسـاءُ بـسِرٍ     وكـلامٍ  مُـــفَـــتَّــــقٍ  مــن كـلامِ

قـبـلَ أنْ تـذهـبَ الـبـقـيـةُ مني      وتَــكُــبَّ الـصِـبـا وراءَ الـزِحـامِ

أيـنَ أمـسي ، وأينَ أينَ عُتُويْ   وشُموخيْ في المَصْعَبِ المُترامِي

وتـرُدُّ الـسـنـونُ مـعـذرةَ العُمْـ    ـرِ ، وتـبـديْ الـمَكدودَ من أيامي

وأرى جُـثـةَ الحـقـيـقـةَ في نَعْـ    ـيِيْ ..ورجعَ الأصداءِ في آلامي

لا عُـهـوديْ أخْفَرْتُها في مرادٍ     ولـقـد يَـخْـفُـرُ الـفــتـى بـالـذِمـامِ

وسجى الليلُ حيث حادي المنايا   راحَ فـي الفجرِ ، آخذاً بزِمامي

…………………… (( الجمرةُ الثانية )) …………………….

ويْلَهُ الليـلُ ينشرُ الشعرَ والعِطْ       ـرَ..ونَـفْـحاً..فـي ظـلِّـهِ أتَـفَــيَّــا

فـأرى مـوكـبَ الصِـبا واللُّبَانَا      تِ..وأيـامَ كـنـتُ صَــبَّـاً فَــتِــيَّـا

فعديني..أُحْيِيْ على الوعدِ آما     لاً..وأطوي مرارتي حيـثُ أحيا

وعِديني..لا..لم أقلْ واصدُقيني     بل أفـيضي من الأمانيْ عَـلَـيَّـا

وعِـديـنـي كِذْباً..أبـلسمْ من الآ      لامِ شـطـراً..ولا أجِـيءُ فَـرِيِّـا

وأرى عِـطْـرهَا وشَـعْـراً أثيثاً     ثَـمَّ..جـثـلاً..يـلتفُّ حولَ المُحَيَّا

وافتضاحاً في نظرةِ العَينِ للعَيـ    ـنِ..يُـناغي ارْتِـعاشَها المَغْوِيَّا

والأمانيْ يَغْبُطْنَ في دَلَجِ اللَّيْـ     ـلِ ابتهاجَ السُّها..وذَوْبَ الثُّريا

وسُكوناً في القلبِ ـ دَعْكَ من القلـ   ـبِ ـ يُعانيْ عَـمَـاءَهُ الآدَمِيَّـا

لا أُراهُ يَقوى على البَذلِ ماعا    ش..وقـد كـان بـاذلاً أَرْيَـحِـيَّـا

…………………… (( الجمرةُ الثالثة )) …………………..

أهْيَ في الخافقاتِ بين الصفاقيـ      ـنِ ، براكينُ جَمْعُهَا قدْ تَفَجَّرْ

يـتَـفَـطـرْنَ مِثْلَ طَـلْعِ الـعَنَاقِـيـ     ـدِ..تُناغي فَضَاءَها وهي تُنْثَرْ

أم تُراها موتٌ يقودُ إلى التيـ      ـهِ.. وعُدْمٌ مَحضُ الفَناءِ..وأكثرْ

أمْ سطا طارِىءٌ من الجِنِّ كي يسـْ ـرِقَ إسرَارَها الحَسِيرَالمُبعثرْ

تستَظِلُ الشَّجى..فيقهرُها الظِّ     ـلُّ وترضى أن تستظلَّ..لِتُقْهَرْ

وتُصافِي ماقد يجوعُ ويَعْرى       وتؤاخي ماليس يُنسى ويُـغْـفَرْ

يزدهي في انتحارها فيحُ أسرا     رٍ..وتمضي لموتِها المُتَصَوَرْ

خبأت ـ ماتَقَطَّرَالبوحُ فيها       ألَمَاً .. حالِكَ الشجونِ ..مُـعَـفَّـرْ

وأرى صبوتي على الصخرِترتـ  ـضُّ..وتمضي لذَوْبِها ثُمَّ تُنْحَرْ

فعلى ذِكْرِها..أعيشُ وأحيا      وعـلـى ذِكْـرِها..أمـوتُ وأُحْش

 

معبد الحسون :كاتب ومعتقل سياسي سابق


Posted

in

by

Tags:

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »