Views: 193 صاحب “يا عاصب الراس”.. لا أريد العودة إلى بلاد تقتل مواطنيها بالمنشار – الرقة بوست-Raqqa Post

صاحب “يا عاصب الراس”.. لا أريد العودة إلى بلاد تقتل مواطنيها بالمنشار

قال واحد من أشهر مقاتلي تنظيم “الدولة” إنه لا يرغب في العودة إلى بلاده “السعودية” كما فعل آخرون من قبل، بسبب أن حكومة هذه البلاد باتت “تقتل حتى معارضيها”، موضحا أنه يكفي”سب محمد بن سلمان حتى يقتلونك بالمنشار أو بالسيف”، حسب ما نقلت عنه “بي بي سي” في مقابلة مطولة من محبسه لدى “قوات سوريا الديمقراطية”، المعروفة بـ”قسد”، حيث اعتقل قبل نحو سنة.
فقد أجرت “بي بي سي” مقابلة مع المقاتل “محمد صالح ناهي الشمري” أحد أبرز عناصر “الدولة”، والذي نفذ مهام كثيرة لصالح التنظيم، لكنها توارت خلف شهرته الناجمة عن تأدية أنشودة “يا عاصب الراس وينك”، التي شاعت بين الغالبية العظمى من مناصري التنظيم وباتوا يترنمون بها.
ونسب الصحافي الذي أجرى اللقاء إلى “الشمري” قوله: “كنت صايع ضايع.. يعني شخص بعيد عن الدين شتى البعد”، قبل أن تتغير حياته مع التحاقه بصفوف “المجاهدين” في سوريا عام 2012.
وأسرت “قسد” الشمري وزجت به في إحدى معتقلاته بالحسكة شمال سوريا، ولكنه ما زال يطلع على “تطورات” الأوضاع عبر محققيه الأمريكيين، كما تقول “بي بي سي” على لسانه، ولاسيما معركة “هجين” التي تدور رحاها الطاحنة في الفترة الأخيرة بين التنظيم و”قسد”.
ورأى “الشمري” أن ما حصل من تراجع التنظيم إنما هو “ابتلاء وتمحيص وتنقية صفوف وإخراج الخبث وإتيان الطيب”، وعقب على مجريات المعارك: “ضاقت الدنيا وضاقت الأرض على الدولة الإسلامية، ثم في يوم واحد أو يومين، أتى الله بجند من جنوده الذي هو الغبار والضباب، ففتح الله عليها من جديد، وفتحت عليها عدة مناطق، رجعت السوسة رجعت الباغوز، ورجعت إلى حقل العمر”.
وكان “الشمري” يشير في حديثه هنا إلى العاصفة الرملية التي تسببت في إيقاف طلعات طيران التحالف وجعلت “قسد” تتقهقر عن مناطق سبق أن انتزعتها من التنظيم.
“الشمري”، الذي يتحدر من قرية “المضيح” في منطقة “حائل” بالسعودية، لم يخف ولائه لعقيدة التنظيم، ولم يحاول إنكار أنه قام بمهمات حربية وأمنية مختلفة، لكنه لم يعط تفاصيل حول طبيعة تلك المهمات.
وحسب تقرير “بي بي سي” فإن الأمريكيين يحققون مع “الشمري” في عدة تهم، من بينها: تنفيذ عدة عمليات في داخل السعودية، وإرسال أشخاص من تنظيم الدولة إلى بريطانيا وفرنسا وألمانيا.
وقبل التحاقة بالتنظيم، كان الشاب الذي لم يتجاوز الثلاثين من عمره قد توجه نحو سوريا وانضم إلى كتيبة “المجاهدين والأنصار” بقيادة “عمر الشيشاني”، وهذا الأخير التحق بدوره بالتنظيم وبايع زعيمه، وهو ما فعله “الشمري”.
وذاع صيت “الشمري” في وسائل التواصل الاجتماعي بعد توجيهه دعوة لما سماها “الهجرة” إلى مناطق التنظيم، محدثا لنفسه صفحة باسم “محمد الشمري باقية”، تميزها صورة له وهو يحمل رأسا مقطوعة.
وفي إحدى “إصدارات” التنظيم المخصصة لمهاجمة حكام السعودية، ظهر الشاب وهو ينذر بأن “الدولة الإسلامية” ستبسط سيطرتها على المملكة، لكن ما حول “الشمري” إلى ما يشبه الأيقونة هو إنشاده “يا عاصب الراس وينك” بمشاركة مجموعة من مقاتلي التنظيم، أداه وفق نمط شائع في الجزيرة العربية ويعرف بـ”الشيلة”.
وخلال اللقاء، حرص “الشمري” على تبرئة التنظيم من إلحاق الدمار بالمدن السنية في العراق وسوريا، معتبرا أن من دمر هذه المدن هو التحالف، وأن خذلان بعض مقاتلي الدولة وسكان هذه المناطق وتقاعسهم عن نصرة مشروعهم جعل حال المدن السنية كالرقة والموصل على هو عليه.
وفي تشرين الأول/أكتوبر 2017، وبعد حملة عسكرية حولت “الرقة” إلى ركام، وفتكت بالكثير من المدنيين وشردت مجموعات كبيرة من السكان… أبرمت “قسد” مع التنظيم اتفاقا يضمن انسحاب الأخير من الرقة، حيث توجه المقاتلون وعائلاتهم من المدينة نحو بلدة هجين والقرى المحيطة بها في دير الزور.
أما بشأن تقبله لفكرة عودته إلى بلاده والتحاقه بما يسمى “برامج التأهيل”، فإن “الشمري” يبدي رفضه الكامل للأمر، مشيرا إلى أن حكومة بلاده باتت “تقتل حتى معارضيها”، وأنه يكفي “سب محمد بن سلمان حتى يقتلونك بالمنشار أو بالسيف”، في إشارة واضحة لواقعة اغتيال الصحافي السعودي “جمال خاشقجي”.
ونوهت “بي بي سي” أن “الشمري” يمثل واحدا من أصل “900 أجنبي” ينتمون للتنظيم، تم أسرهم من قبل “قسد”، إلى جانب بضعة آلاف من الأسرى السوريين.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »