ماجد رشيد العويد
يدلّ الفيديو العراقي الذي عرضته قناة العربية على حجم المأساة الإنسانية والفكرية في العالم العربي، فإلقاء الناس من شاهق، ثم إطلاق الرصاص عليهم بحقد عنيف لا يدل على غير بشاعة الروح الطائفية عند بعض الشيعة. رأينا مثل هذا الرمي من عل عند داعش، ما يجعلنا نؤكد على حقيقة ثابتة أن المذهبية التي تتأصل يوماً بعد آخر وتغذيها نظم مثل إيران وتؤججها الفيديوات المسربة، ويركض وراءها الحمقى من مثل بعض الشيعة والسنة لن تترك الفرصة لحياة طبيعية، وأن البلاد ومن ضمنها سوريا لن تشهد استقراراً في المدى المنظور.
زُرع داعش في سوريا على رغم إرادة السوريين خدمة للنظام السوري أولاً، وتمهيداً لإدخال المزيد من الكتائب الشيعية باسم محاربة الإرهاب، ومن ثم لتعزيز الوجود الشيعي في سوريا ليصير لاحقاً ربط طهران ببغداد ودمشق وصولاً إلى بيروت.
تتم تغذية هذه الروح عبر راية “يا لثارات الحسين”، وتحت مسميات فاطميون وزينبيون، وكثير من هذا العفن المنتشر الذي لن يترك أحداً من شره.
داعش يظهر على أنه إرهاب سني، ومن قبل تظهر على هذه الهيئة القاعدة، ومنتجها السوري جبهة النصرة، جبهة فتح الشام.
لم يعد خافياً على أحد أن داعش منتج إيراني سوري، وبالتوسع قليلاً يمكننا القول إنها كذلك منتج مخابراتي عالمي له وظيفة يؤديها، وبعض هذه الوظيفة شيطنة العالم الإسلامي بطبعته السنية، ليظهر على نحو آخر الإسلام الشيعي معتدلاً غير آثم بحق العالم، أو متجاوز عقائد الآخرين وما يعبدون.
من هنا تنطلق إيران يساعدها الحمقى الذين يتناسون أن الحسين مجرد رجل طلب السلطة ومات دونها مثله في هذا مثل كثيرين من المتقدمين والمتأخرين.
غير أن السؤال الذي يطرح نفسه هل العالم يتآمر في هذا مع إيران؟
بالتأكيد ليست الصورة كما يطرحها السؤال، من دون إغفال أن العالم بقواه الكبرى يرضيه هذا الكم من القتل الوحشي الذي ظهر جلياً في سوريا من دون معاقبة حتى الآن، فلهذه القوى أجندتها، وتحمل في جعبها خرائط جديدة للمنطقة، ولا بأس خدمةً لهذه الأجندة من موت عنيف تمارسه أذيال إيران، وما تزرعه هذه من حقد مقابل عند الطرف الآخر.
غير أن داعش الآن يأفل نجمه عراقياً وسورياً، ومع أفوله يُفترض خفوت نجم المليشيات الشيعية، وأما ترك المجال أمام المليشيات واسعاً فيؤكد أن داعش سوف يظهر في ثوب جديد.
بالتأكيد، سورياً، داعش والنصرة والمليشيات الشيعية عدو واحد للشعب السوري، وثورته بسلميتها وعسكرتها، والثابت أن إخراج الثورة من الأسلمة يساعدها على وعي ذاتها وينجيها من الخراب الذي لحق بها مع استمرار الوعي بحقيقة أن الحسين رجل طلب السلطة ومات بها ومن أجلها سوف يساعد الجهّال على الخلاص من عفن تراثهم.
اترك تعليقاً