بلال حسين
نشر الكاتب والصحفي البريطاني المعروف روبرت فيسك، مقالا في صحيفة “إندبندنت” حول التطورات في الغوطة الشرقية، ودلالاتها، وتوقعاته لما بعدها.
ورأى فيسك أن الحشد الكبير للقوات البرية حول الغوطة يشير إلى إصرار النظام على السيطرة عليها.
وكشف فيسك أن شقيق الرئيس السوري بشار الأسد (ماهر) يقود بنفسه القوات البرية التي تحاصر الغوطة، بينما يعاونه العقيد سهيل الحسن، المعروف بالنمر، والذي جعلته انتصاراته عبر أرجاء سوريا بطلا في أعين مؤيدي النظام، بحسب الكاتب.
وكشف فيسك أن الحملة يشارك فيها الحرس الرئاسي، والفرقة 14 (القوات الخاصة) التابعة لماهر الأسد، وكذلك الفرقة السابعة للجيش، والقوات التابعة للوحدات التي يقودها العقيد “النمر” سهيل الحسن.
وذهب فيسك إلى أن المفاوضات التي تدور بين النظام وثلاثا من مجموعات المعارضة قد تستمر، وسيستمر التفاوض حول قرار فرض الهدنة في مجلس الأمن الدولي، مع حضور “الفيتو” الروسي، لكن ذلك كله، لن يؤدي إلى وقف قصف الغوطة الشرقية في أي وقت قريب، مشيرا إلى أن الغوطة تعد نوعا متفردا من أنواع الحصار حيث تعتمد على سياسة “الصدمة والرعب”، وهو أمر يجب أن يكون أعداء النظام السوري قد فهموه، والغارات التي يشنها النظام وحلفاؤه الروس هي أوضح دليل على هذه السياسات.
وينقل فيسك تبريرات النظام لشراسة الحملة على الغوطة الشرقية، ممثلة في الهجمات بالسيارات المفخخة في دمشق، والقصف المستمر على وسط العاصمة خلال السنوات الأربع الماضية، وخاصة من منطقة دوما. إضافة إلى تفسيرات عادية من ضباط المدفعية، بالقول إن ما يجري يمثل ضربات “جراحية”، بسبب اختباء المسلحين في المستشفيات، واستخدام المدنيين كدروع بشرية، لكنه يعقب بالقول إن هذه “الكلمات هي ذاتها التي سمعها العالم من قبل، من الأمريكيين عن الموصل وأفغانستان، ومن الإسرائيليين عن غزة، ومن الروس حول الشيشان”.
ويرى فيسك أن الصور تتحدث كالعادة بصوت أعلى من الكلمات. وفي حين أن اللقطات من الغوطة الشرقية تفشل في إظهار الإسلاميين المسلحين الذين يقاتلون في الجيب، فإنه لا يوجد سبب للشك في معاناة المدنيين.
وفي سياق التخفيف من عبء الجرائم المرتكبة، أو لعكس الحرص على عدم إصابة المدنيين، يقول فيسك إنه ينبغي أن نتذكر أن بعض هؤلاء المدنيين، سيكونون حتما أقارب الجنود السوريين الذين يخططون لاقتحام الغوطة؛ كما أنه كان هناك العديد من الأفراد العسكريين السوريين الذين استولوا على شرق حلب في عام 2016، حيث كانت أسرهم تعيش هناك أيضا.
ويرى فيسك أن قوات النظام تعمل جنبا إلى جنب مع المليشيات العراقية وحزب الله، وهؤلاء لديهم بالفعل خطط للسيطرة على الغوطة التي يسيطر عليها المتمردون. وبعد هذا الحشد من القوة النارية، كيف يمكن للسوريين والروس التوقف؟ وإذا فعلوا، فمن سيصدق رسالة الحصار القادم في شمال غرب إدلب، على سبيل المثال، أو في المدن المحيطة به؟
ويرى فيسك أنه حين تسقط الغوطة، فإن إدلب ستكون الهدف المقبل بكل تأكيد. وبعد ذلك يجب على السوريين أن يقرروا كيفية كسر التحالف الأمريكي الكردستاني على الرقة، وهذا ربما هو أحد الأسباب التي جعلت القوات الموالية للنظام السوري تذهب الآن لإنقاذ الأكراد في محافظة عفرين الشمالية، وذلك لدق إسفين آخر بين الأتراك والأمريكيين، وإجبار واشنطن على التخلي عن حلفائها الأكراد على نهر الفرات.
عربي 21
اترك تعليقاً