الرقة بوست – حسن العدواني
في ذكرى رحيل عميد شعراء الرقة
الشاعر محمود محمد الذخيرة
شاعر الفرات والاغنية
شاعر الجمال والحب والغزل
ولد الذخيرة في العاشر من كانون الثاني عام 1948
نشأ في بيئة ثقافية فنية وترعرع يتذوق الفن والشعر متأثرا بوالده الشاعر الشعبي محمد الذخيرة الملقب مدير الهوى لكثرة اشعاره بالعشق والغزل.
نطق الذخيرة شعرا وهو في الثالثة عشرة من عمره حين قال اجمل بيت غنائي نايل..
اصدق ياجار النهر اليوم ماجنك
بميك كرفت المسك وريام وردنك
تعلم في مدارس الرقة والتحق بكلية الحقوق غير انه امتهن التعليم ونظم الشعر بكل انواعه
برع الذخيرة كثيرا في نظم
الاغنية الشعبية الفراتية مثل الميمر والموليه والنايل والعتابا والسويحلي حتى تجاوزت اغانيه الاف بيت من الشعر.
وتربع الذخيرة على عرش الاغنية الشعبية لحين وفاتة رحمة الله عليه كتب اغاني لكل المطربين الشعبين وكانت اغانيه تنال اعجاب الجماهير وخاصة اغاني فرقة الرقة للفنون الشعبية حيث نالت الجائزة الذهبية في اغنية قصر البنات ولاتقل عنها باقي الاغاني التي كتبها للفرقة مثل.
برج عليا، عرس الغيوم، صيد الحباري ….
كتب الكثير من الاغاني لفرقة احياء التراث الشعبي بالرقة ونالت الكثير من الجوائز والتكريم
غنى له المطرب الشعبي حسين الحسن اجمل الاغاني الشعبية التي اصبح الكثير يرددها اعطى الكثير من الاغاني للمطربين الكبار مثل الياس خضر والاغنية المشهورة.
شثقل حمل الليالي بغير ندماي
غثيث البال يلجمني وندماي
اهاتي وحسراتي وندماي
على عمر تخطاه الشباب
قدم الشاعر مظفر النواب حين قدم الرقة بالقصيدة التالية
شاوصفك وانت الحاضر
بعروك القلب تسري
واحسك شاعر وشاعر
وشاعر العشك ثوري
واحس بيت الشعرمنك
مثل كمش النهد يغري
اعجبت الشيخة سعاد الصباح بشعره حين رد على احدى قصائدهاالجميلة برد مؤثر وجميل على صفحات مجلة الكويت فكان ضيفا عزيزا مكرما في ملتقى صالتها الشعرية
لقب عميد شعراء الرقة عام 1965
نال العديد من الجوائز والتكريم منها جائزة الابداع في الشعر الشعبي عام 2004 حيث دعينا سوية للتكريم يومها نلت جائزة الابداع عن التراث الشعبي.
كان انيسي وجليسي وسندي ومرجعي في عملية جمع التراث الشعبي المادي واللامادي
كنا اول من يؤسس جمعية لاحياء الترا ث الشعبي واول من يؤسس جمعية للعاديات بالرقة
عندما قدم الي سعدو الذيب مخرج ومعد مسلسل اغاني ع البال كان الذخيرة من الاوائل في اعداد حلقات اغاني ودبكات الرقة
قال عنه الكاتب حيدر نعيسه في كتابه ابن البلد
الذخيرة علم من اعلام الادب الفراتي له بصمات خالدة.
عشق الذخيرة الرقة وماء فراتها وتغنا بها وبسهولها وباديتها ونباتها وتغزل بجمال بناتها بان عليه ودل ذلك تعلقه الشديد وعشقه للتراث الشعبي
وعند مبادرتنا لاعداد مهرجان البادية كان من المتحمسين له اعدادا واخراجا غير ان الظروف جاءت بما لانريد حين حل الظلام والحزن والخراب مدينة الرقة ليتبدد كل شيء بلحظة كانت تحمل لنا النهاية الحزينة والقهر والمأساة .
لاالومه حين قال.
اني مثل الغريب بديرة غرب مالو ظهر
مثل الاسير الصكو البيبان دونو وانقهر
كان الحزن والقهر قد نال منا الكثير كان يزورني كلما تاخرت عنه لاحظت ذلك على محياه وخاصة في الاشهر الاخيرةحين اصبحت كليتاه تحتاج الغسيل بكثرة فكانت استراحته عندي بدار التراث حيث يقظيها تفقدا وطوفانا على اجنحة المتحف ولايمل من تصفح الكتب ونظم الشعر.
وكان اخر ماقاله معتبا
العمر لمعة برق بس لاح
غشيم الحارب الدلال بسلاح
اني ماعتبت دنياي بس لح
علي الوكت والحيل مني ارتمى
لقد نال منه قدر الزمان بالقهر والحزن والكمد بعد ان سرق جهاز غسيل الكلية الوحيد وغابت البسمة عن الوجوه وظل وحيدا يصارع الالم متشبثا بتراب الرقة الحبيبة ليموت عليها.رحمة الله عليه
لا يسعني الا ان اعزي نفسي المكلومة واحبتي واهلي وداري
يادار حيف واسف بيج الليالي دوت
ومن عكب طير السعد فركاج بومة دوت
تنزف جروح القلب مهما الاطبة دوت
اني مفارج ربع دنياي شالتهم
وأيامي دارت عكس ياحيف شلتهم
والله ليلة حزن بيوم شيلتهم
بس الأمر للذي بيدو الأمور اندوت
اترك تعليقاً