ونقلت الصحيفة عن 4 مصادر مخابراتية أميركية وغربية أن مقاتلات إسرائيلية أطلقت حينها صواريخ على ثلاثة أهداف عسكرية قرب مدينتي دمشق وحمص، مشيرة إلى أن “القصف أدى إلى مقتل سبعة من قوات النظام، بينهم ضابط كبير برتبة عقيد ومهندس كان يعمل في مختبر عسكري سري”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه “خلافاً للهجمات الإسرائيلية المتكررة ضد أهداف إيرانية في سوريا، استهدفت غارات 8 حزيران منشآت عسكرية سورية، كانت لها صلة بالبرنامج الكيماوي السوري، علماً أن رئيس النظام بشار الأسد أعلن التخلي عنه قبل ثماني سنوات (تحت ضغط دولي)”.
وذكرت “واشنطن بوست” أن الطائرات الإسرائيلية توغلت في عمق الأراضي السورية ووصلت قرب الحدود مع تركيا، وتابعت أن الهجوم نفذ في أعقاب تلقي الجانب الإسرائيلي معلومات استخبارية أشارت إلى أن النظام السوري عمل على شراء مواد كيماوية وإمدادات إضافية لازمة لإعادة بناء قدرته على إنتاج الأسلحة الكيماوية التي قال إنه تخلى عنها في العام 2014.
ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية واستخباراتية قولها إن “الهجوم الاسرائيلي عكس المخاوف الكبيرة التي تشكلت لدى المخابرات الإسرائيلية قبل عامين، بعد محاولة ناجحة من قبل النظام السوري لاستيراد مادة كيماوية يمكن استخدامها لإنتاج غاز السارين”.
وتابعت أن المخاوف تنامت عندما رصد عملاء للمخابرات الإسرائيلية نشاطاً في مواقع سورية متعددة يكشف عن جهود لإعادة بناء برنامج الأسلحة الكيماوية.
واعتبر مسؤول استخباراتي غربي رفيع المستوى أن السلاح الكيماوي “استراتيجي بالنسبة للنظام” السوري”، فيما قالت الصحيفة الأميركية إن أجهزة الأمن الإسرائيلية تنظر إلى برنامج الأسلحة الكيماوية السوري على أنه تهديد مباشر لأمن إسرائيل والدول المجاورة في المنطقة.
وكانت الهجمات الإسرائيلية قد استهدفت في 8 حزيران، مواقع في محيط دمشق، ومواقع جنوب محافظة حمص، ومنطقة على الحدود بين حمص ومحافظة طرطوس.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان حينها أن ثمانية من قوات النظام السوري على الأقل قتلوا في ضربات إسرائيلية ليلية على محافظة حمص، فيما قالت وكالة أنباء “سانا” الموالية للنظام إن “أنظمة الدفاع التابعة للنظام تصدت للصواريخ وأسقطت بعضها، وأن الخسائر “اقتصرت على الماديات”.
ولفتت “واشنطن بوست” إلى أن إسرائيل شنت غارة مماثلة في 5 آذار/مارس عام 2020 استهدفت فيلا ومجمعا جنوب شرق حمص على بعد حوالي 100 ميل شمال دمشق.
وقالت الصحيفة: “اتضح أن إسرائيل قد نفذت بالفعل هجوماً مشابهاً قبل عام، استهدف محاولة النظام إعادة بناء قدرته على إنتاج الأسلحة الكيماوية”. وأضافت أن “الهجومين استندا إلى معلومات استخبارية تفيد بأن نظام الأسد حصل على مواد كيماوية ووسائل أخرى ضرورية لإعادة بناء قدراته الكيماوية”.
وشنت إسرائيل خلال السنوات الماضية مئات الضربات الجوية في سوريا، مستهدفة بشكل خاص مواقع لجيش النظام السوري وأهدافاً إيرانية وأخرى لـ”حزب الله”.
وتمتنع عادةً إسرائيل عن تبني شن هجمات على مواقع في سوريا، لكنها تؤكد دوماً على أنها ستواصل التصدي لما تصفه ب”محاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا ولبنان”.
اترك تعليقاً