لم تعد ملاجئ الغوطة الشرقية ملاذا آمنا للأهالي وخصوصا للأطفال والنساء منهم، بل حولتها الذخائر الفراغية ذات القوة التدميرية الهائلة التي يستخدمها النظام في تصعيده الأخير على الغوطة إلى مقابر جماعية، حسبما ذكرت مصادر محلية.
وبحسب ذات المصادر فإن النظام السوري بدأ باستخدام ذخائر صاروخية قادرة على اختراق الجدران الأسمنتية في الغوطة، زودته بها روسيا مؤخرا.
وسبق أن أعلنت القاعدة العسكرية الروسية في حميميم على “تلغرام” عن تزويدها للنظام السوري مع بداية التصعيد العسكري قبل أيام، بصواريخ تكتيكية “توتشا” وراجمات صواريخ من طراز “سميرتش” ذات القوة التدميرية الهائلة.
من جانبها، أكدت وكالة “سبوتنيك” الروسية مشاركة راجمات الصواريخ “سميرتش” بعمليات قصف الغوطة، وهي الراجمة التي كانت تعتبر أكبر راجمة صواريخ في العالم إلى العام 1990.
وفي هذا السياق، أشار الخبير العسكري والاستراتيجي العقيد أديب عليوي إلى أن الراجمات الروسية والأسلحة الفتاكة التي يستخدمها النظام في الغوطة أخرجت العمليات العسكرية من دائرة العسكرة إلى دائرة الإبادة الجماعية.
وقال إن النظام السوري يستخدم حاليا صواريخ خارقة للأسمنت المسلح، مبينا أنها تنفجر على مرحلتين الأولى خارقة للكتلة الأسمنتية، والثانية بعد الاختراق، لتحدث دمارا هائلا في المباني مهما كان عدد أدوارها.
وأوضح الخبير العسكري أن الضرر يأتي من الارتجاج الذي يولده الانفجار بعد اختراق الكتلة الأسمنتية، مبينا أن “هذه الذخائر مخصصة لاستهداف الملاجئ”.
وأضاف: “يبدو أن روسيا التي زودت النظام بهذه الصواريخ عازمة على قتل المدنيين أينما كانوا، فهي تستهدف من هم في المناطق المكشوفة بالذخائر العنقودية، بينما تستهدف الملاجئ بالذخائر الفراغية”.
وأشار عليوي، إلى تعمد النظام قصف المناطق المدنية في الغوطة، وخصوصا المشافي والمدارس، داعيا العالم برمته إلى التدخل العاجل لوقف الإبادة الجماعية التي يتعرض لها سكان الغوطة.
بالمقابل حذّر الخبير العسكري من مغبة الصمت الدولي حيال ما اعتبره “سيناريو مشابها لذلك الذي حصل في حلب نهاية العام 2016″، قائلا: “من الواضح أن روسيا والنظام سيصعدان أكثر للتغطية على فشلهما العسكري في التقدم على جبهات الغوطة الشرقية”.
وأضاف: “لقد توصلت روسيا إلى أنه لا بد من قتل الآلاف من المدنيين حتى يستسلم أهالي الغوطة”، متسائلا: “ما الذي ستفعله الفصائل، وهي غير قادرة على صد كل هذه الذخائر، فضلا عن الطائرات التي تلقي الحمم بشكل متواصل؟”.
وأردف عليوي: “للآن لم تشن قوات النظام هجمات برية في الغوطة، وهذا يؤكد بشكل قاطع أن الهدف هو إبادة السكان”.
يشار إلى أن المرصد السوري لحقوق الإنسان ذكر أن عدد القتلى في الغوطة وصل لـ300 قتيل منذ بداية التصعيد، فيما قدرت مصادر محلية عدد الجرحى بنحو 2000 جريح.
اترك تعليقاً