Views: 111 كيف فككت الثورة السورية المفخخات العائدة من العراق ولبنان إلى سوريا – الرقة بوست-Raqqa Post

كيف فككت الثورة السورية المفخخات العائدة من العراق ولبنان إلى سوريا

مدير التحرير 

تتشابه قضية اتفاق المدن الأربع، الزبداني – مضايا، كفريا، الفوعة-  ورُعاتُها الإيرانيون والقطريون، في ظل صمتٍ وقبول دوليٍ، إن لم نقل رضىً صامتاً مسكوتاً عنه. تحيلنا هذه المشاكلة إلى بعض القضايا والحوادث في لبنان من عام 1842 بين الموارنة المسيحيين والدروز، في عهد الوالي ابراهيم باشا. بعدها خلع إبراهيم باشا حاكم جبل لبنان بشير الثالث، الأمر الذي فجر احتقاناً بين السكان، فازداد حجم القتل وحرق البيوت أكثر فأكثر، فاقترحت الدول الأوربية على الوالي تقسيم لبنان إلى مقاطعتين: شمالية مسيحية، وجنوبية درزية، عُرف وقتها هذا الشكل الإداري باسم القائمقامية المزدوجة، الأمر الذي زاد من حجم الاحتقان الطائفي، فاستعر أكثر . وكان يقف وراء هذا الصراع، دعم فرنسي للمسيحيين، ودعم من بريطانية “المسيحية” للدروز المسلمين !. فلم يستطع لبنان أن يتحمل هذا التقسيم، لتعود ذات الدول الأوربية التي طالبت بالتقسيم، أن ترفع صوتها بأن يلغي إبراهيم باشا هذه القائمقامية المزدوجة، ويعيد لبنان إلى شكله السابق، قيل وقتها أن أكثر من 20 ألف مسيحي قضوا فيها، وحرقت لهم أكثر من 350 قرية، وهدمت أكثر من 500 كنيسة، وخسائر الدروز مثلها تقريباً .

بالعودة إلى قضية اتفاق المدن الأربع، وتفجير سيارات مفخخة قرب باصات أقلت سوريين من كفريا والفوعة، في منطقة الراشدين بحلب، يعلم الجميع أنّ بصمات نظام الأسد وراء تلك السيارات المفخخة، فهذه ذات السيارات التي كان يرسلها الأسد الأب إلى عراق أكاد وآشور وسومر، قبل أن يصبح عراق إيران، وعراق نوري المالكي والمرجعيات في “قم”، والتي ترسل مقاتليها اليوم إلى سورية، لتقتل من الشيعة كما تقتل من السنة مناصفةً، وهي السيارات ذاتها التي كان يرسلها الأسد الأب إلى لبنان، والتي قتلت رينيه معوض ورفيق الحريري وباسل فليحان، وسمير قصير وجورج حاوي، قبل أن يصبح لبنان محتجزاً من دولة حزب الله الذي يريد أن يرسل سياراته المفخخة إلى القدس مروراً بحمص وحلب وحماة، وقد كان بإمكان النظام الأسدي أن يستفيد من هذه القضية، شعبياُ ودولياً، لكن رد المعارضة على تفرقها وضعفها، وبمختلف أشكالها، والتي دانت التفجير واستنكرته، واتشحت صفحات الثوار السوريين بالسواد والنعوات بشكل مباشر وعفوي، ما يشبهم حزنهم قبل أيام على شهداء خان شيخون الذين قضوا بالسلاح الكيماوي الذي قصفوا به عبر طائرات يفترض بها أن تحميهم، وبأوامر من عصابة اغتصبت السلطة.

كان الواجب يحتم على ذلك النظام، لو كان حقاً يمثل السوريين والدولة السورية، وحفاظاً على سمعته بين العصابات التي تفتك بالسوريين، سواء بطائرات كان ذلك أم بسيوف؛ أن تنكس الأعلام ويُعلن الحداد، لكن الحقائق تقول بأن النظام نفسه هو من عاقب الشهداء على طريقته الأسدية.. لو استطاع هذا النظام أن يصل إلى الشهداء وأن يستنطقهم تحت التعذيب، لاعترفوا إذن بأن الطائرات لم تقصد أن تلقي عليهم الغاز الكيماوي، وإنما جاءت لتقتلهم بالصواريخ والبراميل فقط، ولأجبرت أولئك الشهداء على الاعتراف بأنهم فبركوا استشهادهم”شكراً لله على نعمة المطر”، ونعمة انتقالهم إلى الجنة.

هل ينتظر السوريون أن ينعي سوريون آخرون، مؤيدون للنظام،  شهداءنا وشهداءهم ؟َ!، وأن يبكوا على أطفالنا وأطفالهم، وشيوخنا وشيوخهم، ونساءنا ونساءهم وشبابنا وشبابهم ؟!

قد لا يكتب للثورة السورية أن تنتصر دفعة واحدة، و لايقدّر لها أن تحقق أهدافها بشكل كامل، لكنها منذ أول يوم ومنذ أكثر من ست سنوات، أعادت لكل السوريين كرامتهم، وإن يكن بثمن باهض وتضحيات جسيمة، وقد انخرط الشجعان في هذه الثورة لكي تعيد للناس حقوقهم، وأبسط تلك الحقوق وأولاها حق الكرامة، فجانبها الأكثر وضوحاً هو الأخلاقي، رغم كل البراميل ورغم لحى الثورة المضادة، وبوجه كل الأعلام السوداء والصفراء، ومابينهما .

 

 


Posted

in

by

Tags:

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »