Views: 145 كي لا ننسى الجريمة والمجرم – الرقة بوست-Raqqa Post

كي لا ننسى الجريمة والمجرم

الرقة بوست ـ غسان المفلح

السورنة (SYRIAIZATION) على الأبواب رغم الحرية! 16 تشرين أول، 2012. ومقال قبله بعام بعنوان: الثورة السورية التي يُراد الغدر بها. بتاريخ 4 تشرين الثاني2011  كتبتُ فيه” منذ بداية هذه الثورة الأسطورة، والتي أرّخت لمرحلة مفصيّلة ليس في تاريخ المنطقة الشرق أوسطية فقط، بل في تاريخ العالم، وفي وقت ما عندما تصبح الأمور جاهزة لكي يتمّ كشف كل الأوراق السياسة، وتخرج الدول ملفّات أرشيفها عن هذه الثورة، ومجرياتها سيكتشف  السوريون، أنهم كانوا يصنعون أسطورة. لا أحد في المعارضة السورية حتى اللحظة استطاع تقديم إجابات شافية عن سرّ الموقف الروسيّ أو الصينيّ أو الهنديّ، ولا عن أسباب تقاعس القوى الغربية والعربية، عن دعم هذه الثورة، أبشع جريمة تُرتكب بتاريخ الشرق الأوسط على مرأى من هذا العالم. كشفت الثورة كيفية تبادل المواقع والمصالح، وحجم التواطؤات في هذا الشرق الأوسط” روسيا والصين والهند وتقاعس الدول الغربية والعربية يلتقي مع المصلحة الإسرائيلية في استمرار النظام، أو تحويل سورية إلى مقبرة لشعبها، أو أن تدخل في نفق حرب أهلية طويلة المدى. مثقّفوا الممانعة وحزب الله وإيران وحماس للقوى القومية، لمدعي العلمانية يلتقون مع المصلحة الإسرائيلية في استمرار النظام- الجريمة. الجريمة بوصفها جريمة العصر. ليس لأن الشعوب الأخرى لم يحدث فيها جرائم وإبادات، لكن من منظور الاعتقاد أن البشرية في القرن الحادي والعشرين، قد وصلت إلى مرحلة تمنع مثل هذه الجرائم الدولية. ألمانيا حتى اللحظة تدفع ثمن جرائم هتلر. من سيدفع ثمن الجريمة الأسدية في سورية؟ عندما انطلقت محطة جنيف الأولى قلت لبعض السادة في المعارضة، إن تحويل الأسد لطرف سياسي، يعني إلغاء بند المحاسبة على ما اقترفت يداه. من جهة أخرى العزف على وتر: إن الإسلامين كانوا السبب في بقاء الأسد، صحيح شكلانيّاً، لكن في المضمون هم جزء من هذه الجريمة. من خلال معرفتي المتواضعة بالخارطة الجهادية في سورية، لم أعرف تنظيماً جهادياً واحداً ليس له علاقة بدولة ما. أستعرض بعضاً من أمثلة تناول هذا الموضوع: بعض من ناشطي الثورة، يرون أن بعض التنظيمات الجهادية مدعومة من دول الخليج، وبعضهم الآخر يرى أنها مدعومة من تركيا، وقسم يراها مدعومة من إيران والأسد. الموالاة يرون هذه التنظيمات كلها مدعومة من قبل أمريكا وإسرائيل والدول الخليجية. لم أجد في كل ما تابعت من يقول إن هنالك تنظيماً جهادياً يمارس الإرهاب على الشعب السوري، ليس مدعوماً من دولة ما. الطبيعي أن يتمّ التفكير بهذه الطريقة، لأن أي تنظيم بحاجة لمصادر تمويل ودعم لوجستي لتحرّكاته. قنوات مالية وقنوات سلاح. من أين أتت لسورية؟ حتى نعرف التفاصيل للإجابة عن سؤال: مَن ساهم في هذه الجريمة الأسدية؟ أسلمة الثورة تحت هذا الشعار تمّ ذبح الثورة من الوريد للوريد، لكن هذا لم يتمّ بناء على خيار شعبيّ سوريّ. ربما نحتاج لوقفة مطوّلة، وخاصة حول ما يُعرف بأسلمة الثورة هذه. لكننا الآن نريد القول إن العسكرة والأسلمة هي قرار دولي إقليمي أسدي. كي لا تضيع الحدود أيضاً، كما أكّدت سابقاً أن ظاهرة العسكرة ليس لها علاقة بظاهرة الجيش الحرّ. ظاهرة الجيش السوري الحرّ، من عشرات ألوف المنشقّين عن الجيش الأسدي، ضباط وصف ضباط ومجنّدين، كانت كفيلة لو تمأسست أن تقضي على الأسدية وتحمي الثورة. أيضا قرار تصفيتها تمّ بالعسكرة والأسلمة معاً، والقرار أوبامي إقليمي، سمح لإيران والميلشيات الشيعية بالتوغّل في سورية لقتل ثورتها. الأسلمة صنو للأسدية، كما هي صنو للسيسيّة، ولكل نظام عربي. إيران السلطة مؤسلمة ومطيفة دستورياً. القاعدة التي فرّخت هذا الفكر الجهادي، وفرّخت معه كل هذه التنظيمات، تأسّست في أفغانستان 1984 بقرار دوليّ أمريكي عربي باكستاني. هذا الحصاد من ذاك الزرع. بعد كل هذا ليس من المستغرب أن بقاء المجرم في السلطة حتى اللحظة هو قرار دولي تتزعّمه أمريكا، وتديره بكل أبّهة واستعراضية جرمية. غير هذا الكلام هو ضحك على الناس. لهذا كان جنيف وسيستمرّ. حتى تقرّر الأمريكا الدولية غير ذلك. بند العدالة الانتقالية ليس تشدّداً ولا ترفاً، بل هو حدّ أدنى من ضمير. يجب ألا تتحوّل المقتلة السورية إلى هولوكست، هذا قرار أمريكي إسرائيلي أيضاً. لا يجب أن يدفع أحد الثمن جرّاء قتله للشعب السوري، لأن من يستطيع أن يجرّ المجرم للعدالة، هو نفسه من غطّى الجريمة وساهم فيها. مطلوب من النخب السورية ألّا تنسى هي الجريمة بحجّة الحلّ السياسي وجنيف، وعذراً منكم كل هذا العلاك. أيّ حلّ سياسي لا يعيد حقّ أطفالنا الذين تشرّدوا؟ ليس بقاء الأسد هو ما تريده إسرائيل فقط، بل نسيان أنه مجرم. هنالك من لا يرى أن إسرائيل ونخبها الحاكمة، ليس دولة وطنية بل هي دولة عابرة للنظام الدولي. في كل دولة هنالك إيباك، رموزه بالغالب ليسوا يهوداً، وآخر إيباك نراه في موسكو وبراغ. كأني بهم يريدون مكافأة المجرم على جريمته، لكنهم ينتظرون الوقت المناسب!

كاتب سوري

 

 

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »