أحدثت الصور التي بثها إعلام نظام الأسد لأسلحة ثقيلة ادعى أن فصائل القلمون “سلمته إياها” قبل انسحابها إلى الشمال مؤخراً، جدلاً و”سخطا” واسعين بين الناشطين السوريين والأوساط الإعلامية المعارضة.
ودفع الأمر جهور الثورة السورية إلى الانقسام لفريقين أحدهم شكك بمصداقية الفصائل وآخر حذّر من أنها تدخل ضمن الحرب الإعلامية والنفسية التي يتبعها نظام الأسد لتحقيق “نصر” مصطنع يسكت فيه مؤيديه الذين دفعوا الفاتورة الكبرى من دماء أبنائهم، إضافة لخلق شرخ في الحاضنة الشعبية لفصائل الثوار، وهو يسعى إليه نظام الأسد من الترويج لهذه “الخردة” على حد وصفهم.
غلطة كبرى
فمن جهته، استغرب العميد المنشق عن قوات النظام والمحلل العسكري (عبد الله الأسعد) من تسليم هذه الكميات الكبيرة و”النوعية” من الأسلحة، دون تدميرها أقل ما يمكن، سيما أن بينها صواريخ (م د) ودبابات وغيرها، وهو ما اعتبره “انعدام إرادة الفصائل في القتال، بالرغم من أن لها تابعية في الغوطة الشرقية، وأن تسليم هذا العتاد يأتي في أطار اتفاقيات بألا ينفذ أي عمل مشترك بين هذه الفصائل”.
ووصف (الأسعد) ما تم العمل عليه من أعمال عسكرية وتسليم الأسلحة بـ “المسرحيات” و”العمل المشين” و”اتفاقيات تمت من رأس الهرم من قبل السياسيين الذين يمثلون هذه الفصائل” من مبدأ أن “الثائر يقاتل حتى آخر قطرة من دمه” ضارباً مثال على ما حدث بحركات (البوليساريو) و(تحرير مورو) والتي بقيت تفاوض 25 سنة دون الحصول على شيء، فـ “الغلطة الكبرى” التي تقع بها الحركات الثورية وفقاً للأسعد، هي “المفاوضة” بينما يجب عليها “القتال”.
وبرر حديثه لأورينت نت، بأن “القلمون أرض واسعة يمكن للفصائل المناورة والمقاومة فيها، عدا أنه لديها هامش كبير يمكن استغلاله (جبل البترا) حيث لن يؤثر عليها الطيران نهائياً، كما أن النظام كان متخوفاً من تنفيذ الفصائل لعمليات إغارة وتحولها إلى مقاومة والعمل بمجموعات صغيرة تقلب الموازين في المنطقة، خصوصاً أنها تمتلك عتادا لا يمكن الاستهانة به”.
خردة
بالمقابل، يذهب العقيد المنشق عن نظام الأسد والمحلل العسكري (أحمد الحمادى) في اتجاه معاكس، مؤكداً أن ما تم تسليمه هو بحدود 37 إلى 38 آلية ما بين دبابة ومصفحة، أغلبها معطلة أو تم تخريبها، وأن هذه الأسلحة الموجودة لدى الفصائل لا تساوي شيء أمام ترسانة ثلاث دول مجتمعة (روسيا وإيران والنظام) وحتى النظام منفرداً، فهناك على سبيل المثال الفرقة الثالثة البعيدة عن مدينة الرحيبة 6 كيلو متر، عدا عن أن هذه المنطقة خاضعة لـ “مصالحات” مع النظام وأُنهكت في القتال مع تنظيم “داعش” في السابق.
أما ما يتم تصويره من فيديوهات وصور من قبل النظام “يندرج في إطار رفع الروح المعنوية لمؤيديه ومرتزقته والتشكيك في قدرة الثوار وتصديرهم كخونة” قائلاً: “للأسف الشديد فإن الإعلام الثوري ينقاد ويتبنى ما يقوله نظام الأسد” مشيراً إلى أن “ما تم تصويره من صواريخ، هي عبارة عن خردة غير قابلة للإطلاق، لأنها بحاجة لمعدات ومنصات، ولا تتوفر لدى الفصائل (صاروخ السكود مثلاً يحتاج 7 ساعات من التحضير لإطلاقه) وليس بمقدور أيٍ كان أن يطلقها”.
بروباغندا
وينوه (الحمادى) في حديثه لأورينت نت إلى “نقطة مهم” تتمثل في أن “بعض هذه الصواريخ المتواجدة في تلك المنطقة هي من طراز (إسلام 1 وإسلام2) وقد تم تصنيعها محلياً، وبعضها تم اغتنامه من قطع النظام في منطقة مهين، كما أن ما تم عرضه هي بالأساس معدات مغتنمة من النظام” ويستطرد بالقول: “هنا أشير إلى أن ظهور (سهيل الحسن) إلى جانب مدرعة تحمل شعار (جيش الإسلام) فالناظر يمكنه اكتشاف أن هذا الشعار جديد، وتم وضعه مؤخراً لتوظيفه في البربوغاندا الإعلامية لنظام الأسد”.
ويختم المحلل العسكري بالقول: “علينا التأكد من أن فصائل الثوار في تلك المنطقة غير قادرة على خوض معركة هجومية تحقق أغراضها سواء في فك الحصار عن الغوطة أو تحرير دمشق” لعدة أسباب، أهما “كونها منطقة مفتوحة ومحاطة بالقطع والمطارات العسكرية، عدا عن الترسانة الروسية، وهؤلاء هددوا الفصائل بالإبادة أو الترحيل إلى الشمال، كما استخدموا الكيماوي ضد المقاتلين منذ أيام في منطقة جبل البترا، يضاف إليها الفراغ الذي أحدثه من ذهب لتسوية وضعه وأضعف القدرة البشرية لهذه الفصائل”.
يشار إلى أن وسائل إعلام النظام وحلفائه روجت لجمهورها على مدى اليومين الماضيين وبشكل مكثف من خلال بث الصور والمقاطع المصورة لأسلحة، مدعيةً أن الفصائل سلمتها لميليشياتها في القلمون، حيث تظهر الصور معدات عسكرية قديمة وصواريخ من غير المؤكد أنها قابلة للإطلاق أو الاستخدام.
نقلاً عن اورينت نت
اترك تعليقاً