Views: 227 مسؤولون أوروبيون يوجهون نداء لقادة الدول لوقف مجازر إدلب – الرقة بوست-Raqqa Post

مسؤولون أوروبيون يوجهون نداء لقادة الدول لوقف مجازر إدلب

وجه عدد من النواب الفرنسيين والأوروبيين، نداء انتقدوا فيه الصمت الغربي على جرائم النظام السوري والجيش الروسي في محافظة إدلب، شمالي سوريا.

وجاء النداء عبر تقرير نشرته صحيفة “لوموند” الفرنسية، في 27 من كانون الأول الحالي، ودعوا فيه إلى التحرك الفوري لمساعدة مئات الآلاف من المدنيين في المنطقة، وضرورة الإصرار على محاكمة المسؤولين عن هذه الجرائم، بحسب ما ترجمته عنب بلدي عن “لوموند”.

وقال الموقعون على النداء إنه في وقت الاحتفال بأعياد نهاية العام، يعيش المدنيون في إدلب نهايته بقصف على رؤوس ملايين العالقين في المنطقة يوميًا.

وفرَّ مئات الآلاف من الأطفال والنساء والرجال من إدلب، باحثين عن مأوى يقيهم القصف والمطر والصقيع، بينما يستهدف النظام السوري النازحين وعمال الإغاثة والإعلاميين، بحسب النداء.

البنود التي تضمّنها النداء

يتعارض ما يحدث في إدلب اليوم مع ما التزم به الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، في تشرين الأول من عام 2018، حين أعلنا عن ضمان لوقف إطلاق النار، ويتعارض مع اتفاقيات جنيف ومنظومة القوانين الدولية والإنسانية التي رأت النور لأول مرة بعد الحرب العالمية الثانية.

وطالب النواب الفرنسيون والأوروبيون إضافة إلى أعضاء “لجنة سوريا- أوروبا” قادة الدول الأوروبية بما يلي:

– الإعلان الفوري عن وجود كارثة إنسانية، لإجبار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على القبول بوقف إطلاق النار وفتح ممرات لإيصال المساعدات الإنسانية.

– التصويت لإرسال مساعدات إنسانية مكثفة لمخيمات اللاجئين السوريين، وللمنظمات غير الحكومية الموجودة على الأرض.

– العمل على ضرورة استقبال اللاجئين السوريين مع الحفاظ على كرامتهم في أراضينا.

– وقف المساعي الرامية لتطبيع العلاقات بين أوروبا ورئيس النظام السوري، بشار الأسد، آخذين بعين الاعتبار طبيعته الإجرامية وأهمية احترام ذاكرة ضحاياه.

– الإسهام الفاعل بملاحقة المسؤولين عن جرائم الحرب والجرائم بحق الإنسانية، التي ارتُكبت في سوريا منذ عام 2011.

أبرز الموقعين على ما تضمنه هذا النداء، السكرتير الأول للحزب الاشتراكي الفرنسي، أوليفييه فور، إضافة إلى كل من النائب الأوروبي رافاييل غلوكسمان، والنائب الأوروبي يانيك جادو، والنائبة الأوروبية أورور لالوك، والمخرجة السورية هلا عبد الله.

ومن أعضاء “لجنة سوريا- أوروبا”، وقع كل من الطبيبة السورية سارة كيلاني، والمؤرخ جان إيف بوتيل، والصحفية المستقلة كلير بوانسينيون، والأستاذة في جامعة باريس السابعة كاترين كوكيو.

التجاهل والرياء الغربي

لفت الموقعون على النداء إلى سياسة الأكاذيب الرائجة والموازية لهذه المأساة، فالروس يقولون إن الخيار في سوريا هو ما بين بشار والإرهابيين، وبما أن الخيار وقع على بشار، فيطبق الروس مقولة النظام السوري التي عرفت منذ انطلاقة الشرارة الأولى للثورة السورية عام 2011 “الأسد أو نحرق البلد”.

واعتبر النداء وجود هيئة “تحرير الشام” في إدلب ذريعة لتغطية ممارسات النظام، ولتغذية رياء القادة الغربيين الغائبين.

ونوه إلى تخلي القادة الأوروبيين عن جميع آليات التحرك الممكنة، تاركين الساحة السورية خالية لروسيا وإيران وتركيا، موضحين أن الاستراتيجية التي يتبعها بشار وبوتين من تجويع وحصار وقصف في ثمانية أعوام لا تزال ذاتها، على الرغم مما أُثبت من جرائم عدة اقترفاها بحق السوريين.

كما أكد تركيز الجيش السوري والروسي على استهداف النقاط الطبية، وعوضًا عن أن يستفيدا من الإحداثيات التي سلمتها الأمم المتحدة إلى الولايات المتحدة لتحديد أماكن المستشفيات في سوريا لتجنب قصفها، استخدمها الحلف السوري- الروسي لتدميرها، ما أدى إلى خروج 60 منشأة طبية عن الخدمة نهائيًا.

وعندما دعا ماكرون إلى وقف إطلاق النار كان جواب بوتين العلني والواضح بالرفض.

لا لبقاء هذه الجرائم دون عقاب

عدم تطبيق القرارات الدولية أتاح لبشار الأسد التحايل على العقوبات الاقتصادية، والاستفادة من المساعدات الإنسانية لمواصلة حربه وضرب المعارضة السورية للقضاء عليها نهائيًا، بحسب النداء.

كما فاقم الفيتو المزدوج الأخير الروسي- الصيني الوضع، وحال دون إرسال مساعدات عبر الحدود الخارجية لسوريا.

واعتبر النداء أن ضحايا الحملة العسكرية الحالية على الشعب السوري في إدلب ليست هزيمة له فقط بل هزيمة للعالم أجمع، ولفكره الإنساني.

وشدد النداء على عدم إمكانية بقاء هذه الجرائم دون عقاب، ولا بد للمسؤولين المتورطين في سياسات الإبادة هذه أن يدفعوا ثمن جرائمهم، كما على الباقين أن يدفعوا ثمن وقوفهم مكتوفي الأيدي.

المشهد الراهن في إدلب

تشهد محافظة إدلب في الشمال السوري حملة عسكرية واسعة تشنها القوات الروسية- السورية، ما أسفر عن سيطرة قوات النظام على مساحات واسعة في ريف المحافظة.

وتزامن ذلك مع غارات مكثفة على منطقة معرة النعمان ومحيطها بشكل خاص، إلى جانب حملة برية أفضت إلى السيطرة على 31 نقطة بين قرية وبلدة في ريف إدلب الشرقي والجنوبي، بحسب الإعلام الرسمي للنظام.

وأعلنت الأمم المتحدة عن نزوح ما يزيد على 235 ألف مدني بينهم 140 ألف طفل على الأقل، خلال أقل من أسبوعين في الفترة ما بين 12 و25 من كانون الأول الحالي، جراء التصعيد العسكري الأخير الذي شهدته محافظة إدلب، وفق بيان أصدره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، في 27 من كانون الأول الحالي، وقال فيه إن مدينة معرة النعمان وقرى وبلدات في محيطها باتت شبه خالية من المدنيين.

وأضاف البيان الأممي أن أغلب النازحين اتجهوا إلى المخيمات الواقعة على الحدود السورية التركية، وأن ما يزيد على 100 ألف مدني ممن نزحوا الأسبوع الماضي اضطروا للبقاء في مبانٍ غير مكتملة أو مدمرة جزئيًا، وفي خيام، وتحت الأشجار، وحتى في العراء، وذلك في ظل الظروف الشتوية من البرد ودرجات الحرارة المتدنية التي تفاقم من معاناتهم.

وحثت الأمم المتحدة جميع الأطراف المعنية ذات النفوذ على ضمان حماية المدنيين وحرية تنقلهم، والسماح بتوفير المساعدات المنقذة للحياة دون عوائق، معبرة عن قلقها العميق على سلامة أكثر من ثلاثة ملايين مدني في منطقة إدلب، اضطر أكثر من نصفهم للنزوح داخليًا خلال العامين الماضيين.

كما وثق “الدفاع المدني السوري” ارتكاب قوات النظام السوري سبع مجازر خلال الفترة بين 15 و22 من كانون الأول الحالي، قُتل فيها 84 شخصًا بينهم 21 طفلًا و16 امرأة، وجُرح 173 شخصًا، بينهم 26 طفلًا و23 امرأة.

واستهدفت قوات النظام السوري مدعومة بالطيران الروسي قرى وبلدات ريف إدلب، بـ379 غارة، و190 برميلًا متفجرًا، و1108 قذائف مدفعية، و468 صاروخًا، خلال نفس الفترة، بحسب “الدفاع المدني”.

 


Posted

in

by

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »