انتقد ناشطون سوريون بشدة، اليوم الثلاثاء، صمت أعضاء المعارضة في اللجنة الدستورية السورية، بعد تصريحات روسية بأنها لن تقبل بدستور يقلل من صلاحيات رئيس النظام بشار الأسد، ووصف الناشطون مفاوضات اللجنة مع نظام الأسد في جنيف بأنها “خيانة لتضحيات الشعب”.
وأطلق ناشطون سوريون وسم #مفاوضات_العار، للتأكيد على رفض المشاركة في اجتماعات اللجنة الدستورية السورية، وصمت رئيس اللجنة عن المعارضة السورية هادي البحرة بعد مطالبة روسيا بألا يؤدّي الدستور السوري الجديد إلى إبعاد بشار الأسد عن السلطة، واعتبر الناشطون أن اللجنة لا تمثل السوريين.
وأكد ناشطون أن اجتماعات اللجنة الدستورية لم تحقق أي نتائج بعد ست جولات، في ظل عدم اكتراث نظام الأسد بحل سياسي، ورأى ناشطون أن النظام وروسيا يطالبان من وفد المعارضة تقديم “صكوك استسلام غير مشروطة”.
وقال الصحفي عدنان الحسين: “منذ بداية المرحلة الروسية من التفاوض كانت موسكو واضحة أنها لا ترى ما يدعو لتغيير النظام لكن للأسف مفاوضو العار استمروا حتى جولات متقدمة حتى أعلنتها روسيا صراحة، دستوركم ومفاوضتكم انقعوها واشربوا ميتها الحكم للأقوى”.
منذ بداية المرحلة الروسية من التفاوض كانت موسكو واضحة أنها لاترى مايدعي لتغيير النظام لكن للاسف مفاوضو العار استمروا حتى جولات متقدمة حتى اعلنتها روسيا صراحة
دستوركم ومفاوضتكم انقعوها واشربوا ميتها
الحكم للأقوى
#مفاوضات_العار— Adnan Alhussein (@Adnan_Alhusen) December 28, 2021
وأكد الناشط حارث الموسى، أن “روسيا تناور في #مفاوضات_العار في اللجنة الدستورية للالتفاف على قرارات مجلس الأمن وأهمها 2254 لإكساب النظام وقتاً بدل ضائع يحاول فيه إنعاش نفسه وجعل المعارضة تائهة بالتشعبات الكثيرة، واستمرار وفد المعارضة بالمشاركة قبول علني بذلك”.
#روسيا تناور في #مفاوضات_العار في #اللجنة_الدستورية للإلتفاف على قرارات مجلس الأمن وأهمها 2254 لإكساب النظام وقت بدل ضائع يحاول فيه إنعاش نفسه وجعل المعارضة تائهة بالتشعبات الكثيرة، واستمرار وفد المعارضة بالمشاركة قبول علني بذلك.
— حارث الموسى | Hareth (@h001t) December 28, 2021
وانتقد الصحفي حسن جنيد تقديم المعارضة السورية التنازلات في المفاوضات قائلاً: “تدخلت روسيا في سوريا لصالح نظام الأسد وجلبت معها عشرات الطائرات ومئات المرتزقة للقتال إلى جانبه، دمر الروس مدناً بأكملها وهجروا أهلها وارتكبوا أبشع المجازر بحق الشعب السوري، واليوم عن طريق #مفاوضات_العار تغرق الثورة بالتفاصيل والمعارضة يوم بعد يوم تتنازل لصالح الروس على حساب الشعب”.
تدخلت روسيا في سوريا لصالح نظام الاسد وجلبت معها عشرات الطائرات ومئات المرتزقة للقتال الى جانبه، دمر الروس مدن بأكملها وهجروا أهلها وارتكبوا أبشع المجازر بحق الشعب السوري، واليوم عن طريق #مفاوضات_العار تغرق الثورة بالتفاصيل والمعارضة يوم بعد يوم تتنازل لصالح الروس على حساب الشعب.
— حسن جنيد Hasan (@Hasan_Jneed) December 27, 2021
وذكرت ياسمين أن روسيا منذ البداية كانت واضحة بأن تغيير النظام أمر لا حوار فيه.
منذ بداية المرحلة الروسية من التفاوض كانت موسكو واضحة أنها لاترى مايدعي لتغيير النظام لكن للاسف مفاوضو العار استمروا حتى جولات متقدمة حتى اعلنتها روسيا صراحة
دستوركم ومفاوضتكم انقعوها واشربوا ميتها
#مفاوضات_العار #أستانا— Yassmin (@yassmin_syr1) December 28, 2021
محاولة تغيير النظام عبر الدستور طريق إلى “اللامكان”
وفي وقت سابق، هاجم مبعوث الرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، وفد المعارضة إلى اللجنة الدستورية، مطالباً بألا يؤدّي الدستور السوري الجديد إلى إبعاد بشار الأسد عن السلطة، وفق وكالة “تاس” الروسية.
وأردف أن “حكومة النظام راضية عن الدستور الحالي، وفي رأيها لا داعي لتعديله. وإذا رأت المعارضة ضرورة في ذلك يمكن النظر في المقترحات التي تهمها وطرحها على التصويت في استفتاء أو الموافقة عليها بأي صيغة أخرى”.
وأكمل المبعوث الروسي: “لكن إذا سعى شخص ما إلى هدف وضع دستور جديد من أجل تغيير صلاحيات الرئيس، وبالتالي محاولة تغيير السلطة في دمشق، فإن هذا الطريق لا يؤدي إلى شيء”.
وأشار إلى أن “كل التأخيرات والمشكلات التي تظهر في عملية المفاوضات تم إلقاء اللوم فيها على عاتق دمشق. وإنه من الخطأ تحميل طرف واحد فقط المسؤولية”، زاعماً أن “المسؤولية تقع دائماً على عاتق الطرفين”.
تصريحات لافرنتييف جاءت بعد أيام من مشاركته في أعمال الجولة الـ 17 من مؤتمر أستانا الذي أقيم في العاصمة الكازاخية نور سلطان، بحضور وفدي المعارضة ونظام الأسد، وممثلي الدول الضامنة، تركيا وروسيا وإيران.
إبراهيم الجباوي يعلن انسحابه من اللجنة الدستورية
وأعلن العميد السوري المنشق إبراهيم الجباوي انسحابه من اللجنة الدستورية التي تفاوض نظام الأسد برعاية الأمم المتحدة، بعد التصريحات الروسية.
وجاء ذلك خلال مداخلة الجباوي، مساء يوم الإثنين، في برنامج “سوريا اليوم” الذي يبثه “تلفزيون سوريا”، قائلاً: “من على هذا المنبر الكريم أعلن انسحابي من اللجنة الدستورية قولاً واحداً”.
اللجنة الدستورية السورية
وترعى الأمم المتحدة مباحثات سياسية بين نظام الأسد والمعارضة السورية بهدف التوصل إلى حل سياسي وفق قرار مجلس الأمن 2254، بما في ذلك التفاوض على كتابة دستور جديد عبر اللجنة الدستورية.
وتتكون اللجنة الدستورية من 150 شخصاً ثلثهم يمثل النظام والثلث الثاني يمثل المعارضة والثالث يمثل منظمات وهيئات المجتمع المدني.
وانتهت الجولة السادسة لـ “اللجنة الدستورية” السورية في جنيف بتاريخ 22 من تشرين الأول الفائت بحضور وفود نظام الأسد والمعارضة والمجتمع المدني، برعاية الأمم المتحدة من دون التوصل إلى أي صيغة مشتركة بين الوفود.
اترك تعليقاً