“إقامة شرع الله في الأرض” مطلبه الأساسي.. فهو منظّر “جبهة النصرة” وعدو تنظيم “الدولة الإسلامية”، “البطل” في نظر أنصاره، و”هادم المشاريع ومعطلها” في نظر آخرين.
“أبو ماريا” و”أبو الحمزة” هو ميسر بن علي الجبوري القحطاني، والملقب بـ”الهراري”، نسبة إلى قرية هرارة العراقية، التي انتقل إليها من قرية الرصيف بعد ولادته فيها عام 1976.
ويعود نسب ميسر، وهو الشاب الوحيد لوالديه إلى جانب ثمان شقيقاتٍ، إلى القحطانيين أو العرب العاربة.
عمل القحطاني شرعيًا في “جبهة النصرة”، وأميرًا للمنطقة الشرقية من سوريا مع بداية العمل المسلّح عام 2012.
ولم يظهر بصورته الكاملة خلال السنوات الماضية، وبقيت صورته مجهولة، فقد ظهرت صورته من الخلف متحدثًا في أول لقاءٍ إعلام، مع الداعية السعودي الشرعي في “تحرير الشام”، عبد الله المحيسني، ضمن برنامج “دايمة 2″، نهاية أيار 2017.
إلا أن إصدارًا لـ “ولاية الخير”، كما يطلق تنظيم “الدولة” على دير الزور، نُشر السبت 23 تموز 2017، أظهر وجه القحطاني متحدثًا عن تشكيل المجلس الثوري العسكري عام 2014.
يُعرف القحطاني الحاصل على دبلوم إدارة من جامعة بغداد، وبكالوريوس في الشريعة، بعدائه للتنظيم الذي يُهاجمه باستمرار.
هو أحد مؤسسي “النصرة”، تتلمذ على يد مشايخ أبرزهم أبو عبدالله المياحي والشيخ فارس فالح الموصلي، كما أجازه الشيخ عبد الرزاق المهدي، الذي انشق عن “تحرير الشام”، ثم عمل مستقلًا في كانون الثاني 2017.
وينظر إلى القحطاني أنه أبرز المنظرين الذين يوصفون “الإصلاحيين” في “النصرة”، وكذّب مرارًا تركه الفصيل لخلافات معه، ويراه بعض دعاة الشام معتدلًا في طرحه، وانتقاده الفصائلية في سوريا، إلا أن آخرين يؤكدون أن صفة “الاعتدال” اكتسبها بالمقارنة مع الشرعيين البقية في المنهج السلفي الجهادي.
ما إن فشلت “النصرة” في التوسع ضمن دير الزور بعد إعلان تشكيل المجلس العسكري، توجه القحطاني ومجموعته نحو درعا، وهناك خاض معارك ضد “شهداء اليرموك” الذي كان من فصائل تنسيق الدعم “موك” حينها، وينضوي اليوم ضمن “جيش خالد بن الوليد”، المتهم بمبايعته تنظيم “الدولة”.
بقي المنظر الجهادي، الذي يرى للمنهج العقائدي آثارًا سلبية على الساحة الميدانية في سوريا، قرابة سنتين في درعا استغلها في الحشد ضد من يصفهم بـ “الخوارج” (تنظيم الدولة)، ونظّم اجتماعات مختلفة، لتشكيل “جيش” يعود به إلى دير الزور، ولكنه فشل في تحقيق مراده.
عقب حشدٍ استمر لعامين توسّع التنظيم، وسيطر على البادية وصولًا إلى منطقة اللجاة قرب درعا، وتقول مصادر عنب بلدي، إن القحطاني لم يكن يقبل بالاختلاط أو التعامل مع أحد، إلا مع مجموعته من المنطقة الشرقية، الذين لم ينخرطوا بشكل كامل في “النصرة”، بل عملوا تحت رايتها.
انعزال جماعة “أبو ماريا”، دعا أمير “النصرة” في درعا حينها، إياد الطوباسي (أبو جليبيب الأردني)، لدعوتهم للمشاركة في المعارك.
إلا أن الرد جاء “نوافق بشرط أن نعمل لوحدنا ولا يشارك معنا أحد”، وهذا ما رفضه “أبو جليبيب”، لأن المعركة كانت على “تل الحارة” الاستراتيجي في درعا، عام 2014، بالتنسيق مع العديد من الفصائل.
بعد درعا توجه القحطاني إلى إدلب، في عملية انتقال غامضة أثارت استغراب كثيرين، لأنه لا طريق بين المحافظتين إلا بالمرور من مناطق سيطرة النظام السوري.
وقال ناشطون حينها إن الطريق كان مرورًا بإزرع ثم درعا إلى إدلب، بصفقة توسط فيها أشخاص من دير الزور ودمشق.
نقلاً عن عنب بلدي
اترك تعليقاً