الرقة بوست
كل سلطة حكمت محافظة الرقة تعاملت معها بوصفها مجموعة عشائر وقبائل، تسهل السيطرة عليها من خلال شيوخها؛ وكان مقعد مجلس الشعب الذي تتناحر عليه العصبيات العشائرية الجائزة الأكبر، واعتمد على هذا الأسلوب كلُ من داعش وقسد؛ حيث أعطت بعض الامتيازات لبعض وجهاء وشيوخ العشائر في الرقة .
بعد حوالي الساعة اتهمت مليشيات قسد داعش بالمسؤولية عن اغتيال بشير الهويدي، وأعطت تفاصيل أنه قتل برصاصتين في الفك، قبل أن يصدر أي تقرير للطب الشرعي، أو التحقيق الجنائي!.
ليخرج بعدها مباشرة بيان حمل اسم داعش تبنت فيه مسؤولية اغتيال الهويدي وفق البيان، معوناً “استهداف المرتد بشير فيصل الهويدي أحد رؤوس الكفر والردة في مدينة الرقة”، ويستهل البيان بتحديد المكان والزمان بعبارة “ولاية الشام – الرقة الجمعة 24 صفر 1440 هـ ”
لايحتاج الأمر لخبراء في شؤون الجماعات الجهادية، فكل سكان محافظة الرقة يعرفون بأن داعش لا يستخدم في أدبياته عبارة “مدينة الرقة” بل يستخدم مصطلح “ولاية الرقة”، ومن الصعوبة في مكان في ظل المراقبة الدقيقة على شبكة الإنترنت أن يخرج بيان بهذه السرعة يتبنى بها عملية الإغتيال!.
طوال فترة سيطرة تنظيم داعش على محافظة الرقة بقي بشير الهويدي داخل بيته، ولم يتعرض له التنظيم، بل على العكس بقي نافذاً في الرقة، لأن بشير الهويدي شقيق والدة “توباد وحسن وبوزان بريج العبدالهادي”، أبرز أمراء داعش في محافظة الرقة .
بعد عدة ساعات أصدر مايمسى بمجلس الرقة المدني، بياناً على صفحته في فيسبوك نعى فيه الهويدي، بوصفه عضواَ بارزاً وإيجابياُ في مجلس الرقة المدني حيث أورد البيان “ببالغ الحزن والأسى تلقينا نبأ اغتيال الشيخ بشير فيصل الهويدي ، أحد وجهاء و رموز عشيرة العفادلة وهو أحد أعضاء مجلس الرقة المدني البارزين ومن الشخصيات الوطنية بامتياز ، وكان له دورا” إيجابيا” وفاعلا” في حياة ومسيرة مجلس الرقة المدني”، علماً بأن الهويدي ليس عضواً في المجلس، كما هو معروف” .
في محافظة تتشابك فيها عديد المصالح والتدخلات الإقليمية والدولية، تبدأ من مليشيات قسد كجهة عسكرية وسياسية مسيطرة على معظم أجزاء المحافظة، ومن خلفها عدد من الدول الغربية، ورغبة تركيا بزعزعة السيطرة الكردية للرقة، ونظام الأسد الذي يملك باعاً طويلاً في شؤون الاغتيالات وطرقها، ووسائل تنفيذها، إلى تنظيم داعش الذي سلم المحافظة بقايا أحجار، يصعب الجزم بالجهة التي نفذت الاغتيال، ولا يمكن الركون لتحقيق مليشيات قسد التي أعلنت مسؤولية داعش قبل أن تبدأ تحقيقها !.
فهل تسارع الولايات المتحدة بالتحقيق في ملابسات حادثة الاغتيال؛ بوصفها صاحبة القرار السياسي والعسكري الأبرز في شمال شرق سوريا، وتملك مصلحة كبيرة في ضبط الأمور على المستوى الاجتماعي والمزاج العام للمحافظة الذي قد ينفجر في أية لحظة، أم ستكتفي بالمشاهدة ؟؟ .
اترك تعليقاً