رغم توالي الأزمات والكوارث المعيشية التي جلبها نظام أسد وحكومته لينهي بها ما تبقى من حياتهم، ودفع بهم ليكونوا لاجئين على أبواب الدول، حالهم كحال المعارضين الذين دفعوا ثمناً للكلمة، واصل الموالون طريقهم في تأييد نظام الفساد والقتل، وقد وصل الأمر بهم لمهاجمة سوريين آخرين على حدود بولندا، لينتهي المطاف ببضع لكمات تعرضوا لها هناك.
على حدود بولندا
يقول (أسامة أحمد وزّان) وهو أحد السوريين الموجودين على الحدود البولندية – البلاروسية، والذي ينتظر مع رفاقه وعشرات آخرين من جنسيات مختلفة هناك منذ نحو شهر لأورينت نت: “رغم الفشل إلا أن محاولاتنا لم تنقطع، مع العلم أن حرس الحدود البولندي يوجد تقريباً على كل نقطة أو زاوية من السياج المعدني الموجود على الحدود مع بيلاروسيا، لقد بدأ الأمر قبل نحو أسبوع، عندما حاولنا استعطاف عناصر الحدود البولنديين، علّهم يرأفون بحالنا ويتغاضون عن دخولنا”.
يضيف: “في البداية بدأ أحدنا (ونحن مجموعة وصلنا سوياً مكونة من 6 أشخاص) بالحديث للحراس عن المآسي التي يعيشها السوريون، وعندما رأينا أن الحراس لا يفهمون أبداً حاولنا إيصال الفكرة باللغة الإنجليزية (المكسّرة)، وقد استجاب لنا حراس الحدود الذين يتقن العديد منهم الإنجليزية”.
الأسد أو نحرق البلد
ويكمل صديق أسامة (محمود مدراتي) ما جرى قائلاً: “خلال الحديث تطرق الجنود البولنديون للسبب المباشر والحقيقي لرغبتنا بالهجرة، فبدأنا بقص الحكايات لهم، وكيف أن بشار الأسد وروسيا قصفوا الشعب السوري بالطائرات ودمروا المنازل فوق رؤوس قاطنيها، وكيف استخدموا الأسلحة الكيميائية، وغيرها من الحقائق التي بات يعرفها الكبير والصغير، إلا أنه وفجأة يخرج لنا مجموعة أخرى مكونة من أربعة أشخاص وبدؤوا يصرخون “كذابين… أنتوا الإرهابيين… أصحاب الفورة (قاصدين الثورة) دمرتوا البلد”.
وتابع: “كما بدؤوا يشمتون بنا وكيف أننا سنبقى لاجئين مدى الحياة، بينما هم يستطيعون العودة ليكونوا مواطنين متى شاؤوا، حيث استمر الجدال لبضع دقائق، قبل أن أجد نفسي ومن معي ننهال عليهم بالضرب والشتائم، بعد أن صرخ أحدهم (بشار الأسد سيد راسكم غصب عنكم)، لقد قمنا بإلقائهم أرضاً و(تمريغهم) بالطين، قبل أن يتدخل آخرون لفض القتال”.
الترحيل قسراً
وقبل أيام، ذكر تقرير أوردته الإذاعة الوطنية الأمريكية “NPR” ما مفاده أن السلطات البيلاروسية بدأت ترحيل المهاجرين السوريين الذين فشلوا في عبور الحدود إلى داخل بولندا المجاورة، دون اعتبار لسلامتهم الجسدية، وأن السوريين هناك خُيروا بين الرحيل طوعاً من بيلاروسيا أو مواجهة الاعتقال والترحيل قسراً.
وأضافت الإذاعة، أن السلطات البلاروسية داهمت منازل يقطنها مهاجرون سوريون وألقت القبض عليهم وسحبت جوازات سفرهم، ومن ثم أرسلتهم إلى سوريا، في حين تمكّن 7 مهاجرين سوريين من الفرار من المكان عبر النوافذ.
كما نقل عن سوريين مناشداتهم بعدم إعادتهم لكون تلك العودة تهدد حياتهم، حيث كان من بين الذين تمت إعادتهم إلى دمشق عبر رحلة أجنحة الشام في الثامن من كانون الأول الجاري، أحد الناشطين المعارضين لنظام أسد، والذي أجرى تسوية مؤقتة مدتها شهرين فقط، مبدياً خوفه من مصيره بعد انتهاء هذه المدة وما سيلحق به عند وصوله إلى دمشق.
اترك تعليقاً