ـ عبد الرزاق النبهان
يعاني المدنيون النازحون الذين استطاعوا الهروب من مدينة الطبقة في ريف الرقة الغربي باتجاه مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية المكونة أساساً من وحدات الحماية الكردية أوضاعاً معيشية صعبة، حيث ينام النازحون في العراء ومن دون أن يتلقوا أي مساعدات من أي جهة وفق تأكيدات العديد من الناشطين.
ويقول الناشط الإعلامي مهاب ناصر: «النازحون من أهالي مدينة الطبقة المتواجدون في منطقة الكرين الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية بريف الرقة الغربي يعيشون حالة إنسانية صعبة بسبب النقص الكبير في الغذاء والماء وعدم تأمين احتياجاتهم من قبل قسد».
وأضاف لـ»القدس العربي»: «إن قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل الوحدات الكردية الغالبية العظمى فيها قامت بوضع المدنيين النازخين في البراري من دون خيام أو مساكن وغالبيتهم من النساء والأطفال وكبار السن، بالاضافة إلى منعهم من الخروج من المنطقة من قبل عناصر قسد».
وأشار ناصر إلى أن «قوات سوريا الديمقراطية قامت باعتقال العشرات من المدنيين النازحين من المدينة بحجة انتمائهم لتنظيم الدولة، بينما يحتجز التنظيم عشرات العوائل في منطقة الاحياء «الاول – الثاني – الثالث» وتمنعهم من الخروج مع استمرار قصف طيران التحالف الدولي وتواصل المعارك قرب المنطقة».
وفي سياق متصل أطلق ناشطون من مدينة الرقة حملة إعلامية عبر مواقع التواصل الاجتماعي الأحد تحت عنوان «أنقذوا نازحي الرقة».
وجاء في البيان الصادر عن الناشطين، «إن محافظة الرقة وسكانها تشهد اليوم خطة إبادة جماعية توازي مثيلاتها من الإبادات الكبرى في التاريخ، وربما تفوقها، وذلك بعد أن تحولت المحافظة إلى منطقة أكثر من منكوبة، وغدت جغرافيتُها ساحة حرب لا ضوابطً لها، وخارج كل قوانين الحروب وأخلاقياتها المتعارفة».
وأضاف البيان «إن شمال محافظة الرقة تحول إلى ما يشبه محشراً لمعسكرات الاعتقال النازي، بالنسبة للمدنيين الفارين من جحيم الإرهاب والقصف، والألغام المزروعة في طريقهم أكثر مما يجدون من رغيف الخبز، والاستهداف بكافة الوسائل لا يدخلون إلا تحت عين رقيب، ولا يخرجون إلا بكفيل ترتضيه ميليشيات شوفينية مستعلية ومسعورة تجردت من كل ضميرٍ وخُلُق».
وطالب البيان «المؤسسات الدولية الوقوف عند التزاماتها الأخلاقية والقانونية الملزمة بحماية السكان المدنيين في ظروف الحرب، لفتح ممرات آمنة، ومنافذ نجاة للفارين المدنيين بكل الوسائل، بما فيها استخدام القوة، ووضع معسكرات الإيواء تلك تحت الحماية والرقابة الدولية، وتأمين الحق والحرية المطلوبة لهؤلاء المدنيين في الوصول إلى شاطىء الأمان، والحد المطلوب من الحاجات الإنسانية الاضطرارية التي تلقي بمئات الأسر في هاوية العدم، وسبل جحيم الموت المفتوح على كل الجهات».
ويقول نازحون من مدينة الطبقة استطاعت «القدس العربي» التواصل معهم «إن رحلة الخروج من مدينتهم الطبقة كانت أشبه برحلة الجحيم، فعند كل خطوة كانوا يخطونها كانت حياتهم عرضة للهلاك». وأضافوا لـ»القدس العربي»: «إن النجاة من قصف طيران التحالف الدولي وخروجهم من الطبقة سالمين لم تكن نهاية المآسي لهم، حيث كان المسير بين الألغام التي زرعها تنظيم الدولة لعرقلة تقدم قوات سوريا الديمقراطية معاناة أخرى بعدما ما أصبحوا عرضة للموت لعدم معرفتهم بالطرقات الآمنة التي كانوا يسيرون فيها».
وأشاروا إلى أنهم يعيشون الآن في ظروف صعبة غير صالحة للعيش في ظل نقص كل الخدمات والمرافق والأغذية والأدوية، وذلك بعد فرارهم من ويلات القصف والدمار والألغام التي تشهدها المدينة.
يذكر أن الآلاف من المدنيين كانوا قد فرّوا من مدينة الطبقة في ريف الرقة الغربي جراء القصف العنيف لطائرات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية والمعارك الدائرة بين «قوات سوريا الديمقراطية» المكونة أساسا من «وحدات الحماية الكردية» التي تحاول بسط سيطرتها الكاملة على المدينة من سيطرة تنظيم «الدولة».
نقلاً عن : القدس العربي ـ عبد الرزاق النبهان
اترك تعليقاً