الرقة بوست – مازن حسون
تدخل معركة السيطرة على مدينة الرقة يومها الثامن ، وتستمر الإشتباكات بين مليشيات صالح مسلم (قسد) وتنظيم “الدولة الإسلاميّة” داعش الذي يتحصّن في المدينة بين السكّان المدنيين.
وشهدت جبهات القتال اشتباكاتٍ بعضها كانت عنيفة بين الطرفين. وقد استطاعت مليشيات صالح مسلم من السيطرة على بعض الأحياء في المدينة. فحتّى اللحظة تمكّنت من السيطرة على أحياء (السباهية – الجزرة) غربي المدينة بشكلٍ كامل اضافة الى حيّ “الرومانيّة” شمال غرب مركز المدينة. وأيضاً معمل السكر شمال المدينة.
ويبدو أنّ مليشيات صالح مسلم تتجه الى إطباق الحصار الكامل على مدينة الرقة وخصوصاً أحيائها التي تقع وسط المدينة. فهي تحاول التسلل الى “حارة الشعيب” وحارة “الشبلي السلامة” مُتجهةً بذلك نحو الأحياء الجنوبيّة للمدينة وطريق الكورنيش الإسترتيجي بالإشتراك مع قوات “أحمد الجربا” التي تسمى “قوات النخبة” والتي تشارك على الجبهتين الشرقية والشماليّة.
بالسيطرة على طريق الكورنيش من جهتيه الشرقية والغربية تُعتبر مدينة الرقة محاصرة بالكامل من جهاتها الأربع ، وبذلك يكون قد تم اغلاق آخر منفذ للتنظيم وفات الآوان على انسحابه من المدينة. وسيتوجب على التنظيم إمّا القتال حتّى الموت وهذا ما يخشاه آهالي مدينة الرقة ، ذلك أنّه كلّما استمر التنظيم بقتاله في المدينة ، كلّما ازدادت أعداد الشهداء المدنيين وازداد الدمار والقتل.
أمّا الخيار الثاني الذي سيتبقى للتنظيم هو عقد اتفاق مع مليشيات صالح مسلم يفضي الى الانسحاب من المدينة كما فعل في مدينة الطبقة عندما أبرم اتفاقاً مع قسد لتسليم سد الفرات وأحياء الطبقة الشماليّة.
التنظيم يعاني من وضعٍ حرجٍ الآن في مدينة الرقة ، فهو قد خسر بوابات المدينة الشرقيّة والغربيّة وعلى وشك خسارة الشماليّة ، الأمر الذي أدى الى اقتحام المدينة من قبل مليشيات صالح مسلم والسيطرة على بعض الأحياء.
في كلتا الحالتين الضحية الوحيدة هي المدنيين ، الذين يدفعون هم الآن ثمن هذه الحرب البربرية. فمنذ بداية رمضان قتل ما يزيد عن 100 شهيد ودُمّرِت مبانٍ وأحياء كثيرة. حيث يطال القصف الأهداف المدنيّة في غالبه ، وقلّما يستهدف الأهداف العسكريّة التابع للتنظيم.
أمّا عن طبيعة المعارك الجاريّة حالياً في المدينة فهي معارك كر وفر من قبل الطرفين ، فلقد تسللت قسد الى مناطق داخل المدينة من الجهة الشرقية ثمّ ما لبثت أن انسحبت. والأمر مشابه في منطقة السور الأثري الذي تحاول مليشيات قسد تخطيه ، ولكن جميع محاولت التسلل باءت بالفشل حتّى اللحظة.
اترك تعليقاً