ترجمة : جلال خياط
قالت صحيفة “واشنطن بوست” إن الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب)، أرسل مستشار الأمن القومي (جون بولتون) قبل أسبوع، ضمن رحلة استغرقت ثلاثة أيام بهدف طمأنة إسرائيل حليف الولايات المتحدة الوثيق بإن قرار الانسحاب من سوريا سيتم بشكل بطيء مع أخذ كل الاحتياطات اللازمة.
وعملت خطة (ترامب) في البداية، تقبل الموضوع رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو)، وشكر (بولتون) على دعم الولايات المتحدة، إلا أنه ومع نهاية الأسبوع، تلاشت كل مساعي (ترامب) عندما أعلن الجيش الأمريكي بدأ عملية الانسحاب من سوريا.
اعتبر إعلان الجيش الأمريكي بمثابة فشل للجهود التي بُذلت لثني (ترامب) عن قراره، والتي سعي إليها مسؤولون الأمن القومي والصقور الجمهوريين في الكونغرس بالإضافة إلى حلفاء الولايات المتحدة.
وبحسب الصحيفة، تسبب إعلان (ترامب) بسحب القوات الأمريكية بحدوث حالة حرب داخل أجهزة الأمن القومي، تتمثل في كيف، وما إذا كان من الممكن تنفيذ الانسحاب.
وتحدث (نتنياهو) مع (ترامب) قبل يومين من صدور القرار، حاول الرئيس الفرنسي (إيمانويل ماكرون) إقناع (ترامب) بالعدول عن قراره بعد يوم من الإعلان، حتى أن الرئيس التركي (رجب طيب أردوغان)، والذي أعجبته سياسية (ترامب)، أبدى مخاوفه من تنفيذ الانسحاب بسرعة.
وبحسب الصحيفة، توضح العواقب مدى التهور في قرارات (ترامب)، وذلك بناء على نقاشات أجرتها الصحيفة مع أكثر من أثنى عشر مسؤولاً حالي وسابق في الولايات المتحدة بالإضافة إلى مسؤولين دبلوماسيين دوليين، تحدثوا جميعاً للصحيفة شريطة عدم الكشف عن أسمائهم.
“أمريكا أولاً” تخدم إيران
أدى سلوك (ترامب) إلى استقالة وزير الدفاع الأمريكي (جيم ماتيس). وفشل وزير الخارجية (مايك بومبيو) بطمأنة الحلفاء بعد جولة طويلة قام بها في العواصم العربية الأسبوع الماضي.
قال أحد المسؤولين المطلعين أن رسالة (بومبيو) لم تفعل شيئاً يذكر من الممكن أن يهدأ حلفاء الولايات المتحدة، وحمل دائرة (ترامب) الداخلية مسؤولية الفوضى قائلاً: “لا يعطونه الخيارات التي يرغب بها، لذلك يقوم بمهاجمتهم.. قرار الخروج من سوريا لم يتم بين ليلة وضحاها. كانت حملته الانتخابية حول ذلك. بإمكانك القول إنه قرار سيء، بإمكانك القول إن القرار لا يحقق الاستقرار، إلا أنه لا يمكنك القول إنك تفاجأت برغبته في الانسحاب”.
اتصل (ترامب) بـ (نتنياهو) بعد ثلاثة أيام من مكالمته التي أجراها مع (أردوغان)، كان يأمل بعض مساعدي الأمن القومي أن يتمكن (نتنياهو) من إقناعه بإبطاء عملية الانسحاب، بعد فشل جهود (بولتون) و(ماتيس).
قال (نتنياهو) إن إيران هي مستفيدة من شعار (ترامب) “أمريكا أولاً” والذي يتضمن الابتعاد عن الحروب الخارجية، وذلك بحسب ما قال أشخاص على دراية بالمكالمة التي أجريت بين الطرفين.
إخفاق بولتون
وقالت الصحيفة أن الهدف من زيارة (بولتون) إلى إسرائيل، كان التخفيف من حدة قرار (ترامب) إلا أنها أشعلت جدلاً جديداً في المنطقة.
قال (بولتون) أن الولايات المتحدة ستبقى طالما هنالك حاجة لوجودها وحتى تحصل واشنطن على تأكيدات بأن حلفائها الأكراد في مأمن، تسبب الأمر بغضب (أردوغان) والسبب بحسب الصحيفة أن (بولتون) كان من المفترض أن يقصد المقاتلين الأكراد الذين يقاتلون إلى جانب الولايات المتحدة إلا أنه استخدم لغة غير دقيقة أدت إلى إغضاب الأتراك.
وقال ثلاثة أشخاص على داريه بالنقاشات، إن تصريحات (بولتون) أغضبت (جيمس جيفري) الذي كان يسعى إلى التوصل إلى صيغة مشترك مع المسؤولين الأتراك في انقره.
وقال أحد مستشاري (ترامب) إن رحلة (بولتون) لإصلاح الوضع قد زادت الطين بلة واصفاً الرحلة بأنها “مؤسفة للغاية”.
اورينت نت
للاطلاع على رابط التقرير من المصدر
اترك تعليقاً