يبني مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (إف بي آي) قضية ضد اثنين من كبار مسؤولي النظام السوري الأمنيين بتهمة ارتكاب جرائم حرب وقتل عاملة الإغاثة الأميركية- السورية ليلى شويكاني.
وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” إن وزارة العدل الأميركية تحقق بهدوء بمقتل شويكاني التي تعرضت للتعذيب الوحشي في أحد معتقلات النظام السوري وأُجبرت على الاعتراف بجرائم لم ترتكبها، تبعتها محاكمة استمرت لدقائق قبل الحكم عليها بالإعدام نهاية عام 2016.
وأضافت أن عملاء مكتب التحقيق الفيدرالي سافروا إلى الشرق الأوسط وأوروبا لجمع الأدلة ومقابلة شهود محتملين في القضية، من ضمنهم رجل قد يكون المسؤول عن دفن شويكاني، فيما عقد المدعون الفيدراليون لجنة كبرى من المحلفين للاستماع إلى الأدلة.
وذكرت الصحيفة أن التحقيق يهدف إلى محاسبة مسؤولين كبار من النظام السوري من ضمنهم رئيس المخابرات الجوية جميل حسن ورئيس مكتب الأمن القومي علي مملوك، إذ يعتبر هؤلاء “مهندسين رئيسيين لنظام قاسٍ ووحشي للاحتجاز والتعذيب ازدهر تحت حكم بشار الأسد”، وفق تعبيرها.
ولفتت إلى أنها المرة الأولى التي يتهم فيها مكتب التحقيقات الفيدرالي هؤلاء المسؤولين الكبار بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات حقوق الإنسان التي طالما نفى النظام استخدامها ضد معارضيه.
ويشير التحقيق إلى أن الولايات المتحدة تهدف إلى محاسبة مسؤولي النظام عن جرائمهم رغم عدم احتمال القبض عليهما، وهي التي فرضت عقوبات على الأسد والمقربين منه بما في ذلك الحسن ومملوك بسبب جرائمهم ضد المدنيين.
وقالت إن الجهود الدولية لتقديم كبار المسؤولين في النظام للعدالة بسبب جرائمهم على مدى أكثر من عقد من الصراع، قُيدت بشدة، إذ لم يتم محاكمة سوى عدد قليل من المتسببين بالجرائم.
وأضافت أنه رغم الاعتراف العام بأن قوات الأمن السورية سعت للقضاء على المعارضة لتثبيت حكم الأسد، إلا أنه عاد إلى الواجهة من جديدة بعد محاولة الإمارات وعدد من الدول تعويمه.
وتعليقاً، اعتبر المدير التنفيذي لمهمة الطوارئ السورية مؤيد مصطفى في حديث للصحيفة، أن “توجيه اتهام سيعبر عن رسالة لا يمكن إنكارها.. لا يجب على أحد تطبيع العلاقات مع نظام قتل ما يقدر بنحو 500 ألف إلى مليون شخص”.
يأتي ذلك بعد أسبوعين على أمر قضائي فرنسي بمحاكمة مملوك والحسن إلى جانب مدير التحقيق في المخابرات الجوية في سجن المزة العسكري اللواء عبد السلام، بتهمة التواطؤ في قتل مواطنين سوريين-فرنسيين هما مازن دباغ ونجله باتريك اللذين اعتقلا عام 2013.
اترك تعليقاً