دخلت هدنة مدينة درعا التي أعلنت عنها وزارة الدفاع السورية، السبت، حيّز التنفيذ مع استمرار سقوط قذائف متفرقة على درعا البلد من المناطق التي يسيطر عليها النظام.
وتشهد جبهات درعا هدوءاً حذراً، بعد توصل مسؤولين أميركيين وأردنيين وروس إلى اتفاق يقضي بالتهدئة في درعا لمدة 48 ساعة، بعد خسارات فادحة للنظام والمليشيات قتل على إثرها عشرات من قوات النظام ومقاتلي حزب الله والمليشيات الإيرانية، في حين تعرّضت مواقع المعارضة وبعض المناطق التي تسيطر عليها إلى دمار هائل نتيجة الغارات الجوية المكثفة.
وفي أول تعليق أردني رسمي على الاتفاق الذي ولد في عمان، قال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني، إن “الاردن يدعم جميع الجهود والمبادرات التي تبذل لتحقيق وقف شامل لإطلاق النار على كل الأراضي السورية”.
وشدد المومني في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) على “أهمية اتفاق الهدنة الذي أعلن عنه السبت في الجنوب السوري لمدة 48 ساعة”. وعبر عن أمله بـ”التزام كافة الاطراف لتنفيذ الاتفاق”، مؤكداً “أهمية وقف إطلاق النار للتخفيف على الاشقاء السوريين خاصة المحتاجين لوصول المساعدات انسانية”.
وجدد المومني “موقف الاردن الداعي الى ضرورة العمل عبر مسار جنيف لايجاد حل سياسي للأزمة يقبله السوريون ويضمن وحدة سوريا وتماسكها ويحمي سيادتها”.
من جهتها، رحّبت وزارة الخارجية الأميركية باتفاق التهدئة، وقالت المتحدثة بإسم وزارة الخارجية هيذر ناورت، إن واشنطن ترحب “بأي مبادرة للحد من التوتر والعنف في جنوب سوريا، وعليه ندعو النظام السوري للوفاء بالتزاماته المعلنة خلال هذه المبادرة”.
وأضافت ناورت “سوف نحكم على هذه المبادرة بناءً على النتائج وليس الأقوال. وينبغي على المعارضة أيضاً وقف الهجمات للسماح باستمرار سريان وقف إطلاق النار، الذي نأمل أن يتم تمديده، ووصول المساعدات الإنسانية الى من يحتاجها”.
في غضون ذلك، أرسل رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية رياض سيف، رسالة إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون لدول الخليج العربية و”26 دولة شقيقة وصديقة للشعب السوري”، أكد فيها على ضرورة إيقاف الحملة العسكرية الشرسة التي يشنها نظام الأسد وحلفاؤه على مدينة درعا والقرى والبلدات المحيطة بها.
وبحسب ما أفاد الائتلاف على موقع الرسمي، فقد أكد سيف “أن هذا الهجوم يشكل خرقاً فاضحاً لجميع القرارات الدولية واتفاق وقف إطلاق النار”، مضيفاً أنه “يمثل تهديداً كبيراً لآفاق التوصل لحل سياسي في سوريا”.
ولفت سيف إلى أنه “إذا ما سمح للأسد وحلفائه بفرض حل عسكري في درعا كما فعلوا في حلب في ظل عجز دولي مخزٍ، فلن يكون لدى الأسد أي حافز للانخراط في العملية السياسية المفضية إلى انتقال سياسي حقيقي”، معتبراً أن الشعب السوري “سيفقد إيمانه بالعملية السياسية بالكامل، والتي هي حتى الآن الخيار الاستراتيجي للمعارضة السورية”.
المدن
اترك تعليقاً