فرضت التطورات السياسية الأخيرة المتسارعة، زخماً جديداً يفتح الباب لمرحلة جديدة من عمر الثورة السورية، فما إن وقّعت مليشيات الوحدات الكردية ونظام الأسد اتفاقاً، يقضي بتسليمه المناطق التي تسيطر عليها، بعد تخلّي الولايات المتحدة عنهم، حتى عادت المدن والمحافظات الشمالية الشرقية في سورية للانتفاض مجدداً ضدهما، وبدأت المظاهرات تزداد، وتزدادُ أعداد المتظاهرين .
فقد خرجت مظاهرة يوم الأربعاء في قرية “العزبة” بريف ديرالزور، رافضة ومنددة بالاتفاق، وأعلنت موقفها الرافض لعودة نظام الأسد الذي طُردت قواته منها قبل أكثر من ست سنوات . وبعد عدة دعوات أطلقها ناشطون للتظاهر، خرجت أول المظاهرات في مدينة الرقة، من أمام جامع الحمزة في مدينة الطبقة، أعادت تأكيد مطالب الثورة السورية الأولى في إسقاط نظام بشار الأسد، ومنددة باتفاق التسليم، ورافضة عودة نظام الأسد إلى مدينتهم مرة أخرى .
أما في مناطق ديرالزور،فقد خرجت عدة مظاهرات في قرى هجين والعزبة، والشحيل والباغوز وأبو حمام، وعدة قرى أخرى، تحمل ذات المطالب، بإسقاط النظام، ورفض عودته، متوعدة بمقاومة الاحتلال الإيراني الذي بات يسيطر على أجزاء من ريف ديرالزور الشرقي على الحدود السورية العراقية، وألقى أحد المتظاهرين بياناً باسم الحراك الثوري، استعرض فيه الواقع السوري، محملاً نظام الأسد المسؤولية عن ما آلت إليه سورية من احتلالات جلبها نظام الأسد، وأكدَ على متابعة التحول في سورية من نظام الاستبداد إلى دولة القانون والعدالة .
وخرجت مظاهرة في مدينة منبج، رفضت اتفاق تسليم المدينة، ودخول جيش الاحتلال الروسي، حامياً بقايا جيش نظام الأسد برفقة المليشيات الكردية، منادين بمطالب الثورة السورية .
هذا الزخم المتصاعد لإعادة إحياء مظاهر الاحتجاج والتعبير عن مطالب الثورة، بدأ يرسم ملامح جديدة للمرحلة القادمة، بعد تبخّر مشروع المليشيات الكردية، وخروج تنسيقها العالي مع النظام المجرم إلى العلن، بالإضافة الانسحاب الأمريكي الذي خلط الأوراق على الأرض السورية .
اترك تعليقاً