أسفر اللقاء الذي جمع بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ومايك بينس نائب الرئيس الأمريكي، واستمر لمدة أربع ساعات عن تجميد عملية نبع السلام التركية، والتي كانت تهدف تركيا من خلالها إقامة منطقة آمنة بعمق نحو 35 كم في الشمال السوري، تؤمن عودة اللاجئين من أبناء المنطقة، وذلك على امتداد حدودها مع سوريا، من منطقة عين العرب وصولاً إلى منطقة رأس العين، بمشاركة واسعة من الجيش الوطني السوري التابع لقوى الثورة والمعارضة السورية.
وجاء في التفاصيل أنّ نائب الرئيس الأمريكي بينس؛ كشف خلال مؤتمر صحفي جمعه مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن واشنطن وأنقرة اتفقتا على وقف لإطلاق النار في الشمال السوري، وذلك عبر تجميد عملية “نبع السلام” التركية لمدة خمسة أيام، والسماح بانسحاب الميليشيات الكردية إلى جنوب المنطقة الآمنة.
وكان بينس قد أكد خلال اجتماعه بالرئيس التركي اليوم، أن واشنطن تلقت ضمانات من مليشيات الوحدات الكردية، بانسحاب منظم، مضيفاً أن الاتفاق يشمل التعاون مستقبلاً لإقامة منطقة آمنة في شمال سوريا. مشيراً إلى أن الجانب التركي سيوقف عملية نبع السلام لمدة 120 ساعة من أجل السماح بانسحاب وحدات حماية الشعب الكردية من المنطقة الآمنة.
وكانت أنقره قد تلقت تنديداً أوربياً وعربياً واسعاً إزاء عمليتها العسكرية شمال سورية، والتي أسفرت عن تقدم قواتها وقوات المعارضة السورية إلى عمق نحو 35 كم وصولاً إلى منطقة عين عيسى، والسيطرة على عدد من المواقع على طريق الحسكة حلب الدولي، وذلك من محور مدينتي تل أبيض ورأس العين، وشهدت مدينة رأس العين اشتباكات عنيفة أسفرت عن وقوع مئات القتلى والجرحى معظمهم من جانب المليشيات الكردية .
من جهته رأى الباحث السياسي، حمزة المصطفى أنّ الاتفاق الأميركي التركي تسوية، تتضمن معالجة مخاوف تركية ووقف العملية العسكرية، وأضاف المصطفى في منشور له في فيس بوك، “يعد الاتفاق فرصة للجميع ضمن معادلة رابح – رابح الجميع يُقصد بهم جميع الأطراف باستثناء النظام وحلفاءه” .
يأتي هذا الاتفاق في وقت مايزال فيه مصير محافظتي الرقة ودير الزور مجهولاً؛ بعد التفاهمات الأخيرة، بين المليشيات الكردية ونظام الأسد، والتي سمحت للأخير بالسيطرة على مدينة عين العرب وتواجد عسكري رمزي له في مدن منبج وعين عيسى .
اترك تعليقاً