موسكو – رويترز
قالت قناة “زفيزدا” التلفزيونية التابعة لوزارة الدفاع الروسية يوم الخميس، إنّ موسكو بدأت في إنشاء قاعدة هليكوبتر في مطار مدني بمدينة القامشلي في شمال شرق سورية، في خطوة تهدف لزياد سيطرة موسكو على مجريات الأحداث على الأرض في تلك المنطقة.
وعرضت المحطة مقطعاً يظهر تحليق طائرتي هليكوبتر هجوميتين من طراز “مي-35” على علو منخفض فوق منطقة صحراوية، قبل الهبوط في القاعدة الجديدة التي تحميها منظومة “بانتسير” للصواريخ أرض/جو.
وتم نشر ثلاث طائرات هليكوبتر، بينها طائرة هليكوبتر للنقل العسكري من طراز “مي-8” في القاعدة الجديدة بالفعل لكن وصول المزيد سيلي ذلك وفقا لما ذكرته المحطة.
ولروسيا قاعدتان عسكريتان دائمتان في سورية، وهما قاعدة جوية (حميميم) في محافظة اللاذقية تستخدم لتنفيذ ضربات جوية على المدن والقرى السورية، التي تحررت من نظام الأسد، وقاعدة بحرية في طرطوس على البحر المتوسط.
ولم يتضح إن كانت القاعدة الجديدة ستكون دائمة لكن إقامتها تشير إلى أن موسكو تسعى لسيطرة أكبر على مجريات الأمور قرب الحدود التركية حيث تنفذ البلدان دوريات مشتركة.
وتهدف تلك الدوريات، التي اتفق عليها فلاديمير بوتين و رجب طيب أردوغان، إلى ضمان خلو المنطقة الحدودية من مليشيات الوحدات الكردية التي تعتبرها أنقرة تهديداً لأمنها!.
وقال فلاديمير فرولوف وهو دبلوماسي روسي كبير سابق “حاليا هي قاعدة صغيرة لتسهيل العمليات الروسية في شمال شرق سورية.. لكن هناك احتمال أن تستخدم في عمليات روسية شرق الفرات إذا انسحبت الولايات المتحدة تماما من سوريا وعندما تفعل ذلك”.
وتابع قائلاً “يمنح ذلك لروسيا مزيدا من أوراق الضغط.. حقائق أخرى على الأرض تحت السيطرة الروسية لكن عسكريا الأمر رمزي إلى حد كبير ولا يهدف للتفوق على القوة الجوية الأمريكية”.
وعرضت القناة لقطات للشرطة العسكرية الروسية التي تحرس القاعدة، إضافة إلى مركبات مدرعة وأطقم دعم أرضي ومحطة أرصاد وعيادة طبية صغيرة. وقال بافل رمنيف مراسل القناة “هذه أول مجموعة من طائرات الهليكوبتر العسكرية الروسية هنا في شمال سورية… إنها لحظة تاريخية. من الآن فصاعداً ستعمل مجموعة الطيران الخاصة بنا على نحو دائم في مطار مدينة القامشلي”، وبثت القناة التقرير يوم الخميس لكن بدا أنه صور في اليوم السابق.
يأتي الانتشار الروسي بعد أقل من شهر من انسحاب القوات الأمريكية من بعض القواعد العسكرية التي أنشأتها، عقب قرار مفاجئ من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسحب القوات من بعض المناطق في سورية. لكن مراسلاً من رويترز قال إن القوات الأمريكية شوهدت على مشارف القامشلي يوم الثلاثاء.
وقال مصدر كردي إن القوات الروسية بما يشمل طائرات هليكوبتر أبقت على وجود غير رسمي لها في المطار منذ فترة طويلة وأشار إلى أن موسكو ربما تبالغ في أهمية قرارها الأخير للترسيخ لوجود رسمي أكثر في المنطقة.
ووفقا للمحطة سبق أن استخدمت روسيا طائرات هليكوبتر عسكرية في دوريات بمنطقة قريبة من الحدود السورية مع تركيا لحماية الشرطة العسكرية الروسية العاملة على الأرض هناك.
وشن الكرملين أول ضربات جوية في سورية في سبتمبر أيلول 2015 ورجح بذلك كفة الحرب على الشعب السوري لصالح بشار الأسد، ويقول الركملين إنه يريد مساعدته في استعادة السيطرة بالكامل على البلاد.
اترك تعليقاً