أثارت صحيفة “الرأي” الأردنية موجة سخط بين السوريين على شبكات التواصل الاجتماعي، عقب اتهامها اللاجئين السوريين بشكل صريح، بالتسبب بفيضان مياه الصرف الصحي في مدينة المفرق الأردنية.
ونشرت الصحيفة عبر حسابها الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) خبراً تحت عنوان “فيضان مياه الصرف الصحي في مدينة المفرق بسبب اللجوء السوري” ما لبثت أن غيرته في موقعها الرسمي ليصبح “فيضان مياه المجاري بالمفرق بسبب الضغط السكاني وسوء الاستخدام”.
ونقلت الصحيفة عن مدير سلطة مياه المفرق (علي أبو سماقة) قوله، إن “فيضانات مياه الصرف الصحي داخل شوارع المحافظة سببها الضغط الكبير الذي تواجهه الشبكة بسبب الكثافة السكانية التي سببها اللجوء السوري، ما جعل الشبكة لا تتناسب هذه الزيادة السكانية الطارئة، وسوء الاستخدام من قبل بعض المواطنين”.
الصحفي السوري (أحمد بريمو) علق على الخبر بقوله: “الصحيفة نقلت تصريحات منسوبة لمدير سلطة مياه المفرق، عزا خلالها أسباب الفيضانات للكثافة السكانية العالية التي سببها اللجوء السوري حسب تعبيره”.
وتابع: “بالعودة إلى تاريخ مجاري المدينة، تبين أن ذات الصحيفة نشرت بتاريخ 11-05-2012 خبراً بعنوان (مواطنون يشكون تدفق مياه الصرف الصحي إلى شوارع المفرق)، ونقلت خلاله تصريحات عن مدير مياه المدينة آنذاك، تحدث خلالها عن مشكلة مياه الصرف الصحي في المدينة، والذي لم ينس أن يقحم اللاجئين السوريين بالمشكلة رغم أنهم لم يكونوا بالكثافة والأعداد التي هم عليها الآن”.
وأوضح (بريمو) “ببحث بسيط آخر، تبين أن مدينة المفرق تحديداً، تلقت تمويلا لانجاز مشروع صرف صحي جديد فيها قبل نحو عامين من بنك الإعمار الألماني بقيمة 15 مليون يورو (KFW) كمنحة، وبحسب تصريحات نشرتها وسائل إعلام أردنية، وبدأ تنفيذه في شهر كانون ثاني 2016 وأن مدة التنفيذ لن تتجاوز 18 شهراً، ومن المفترض أن المشروع انجز أو شارف على الانجاز”.
ونوه الصحفي السوري إلى أن و”حسب تصريحات المهندس المشرف على المشروع تم الزام الشركة المنفذة للمشروع بإعادة وضع الطرق إلى حالتها السابقة، وتوقيعها على تعهد وكفالة مالية لضمان عدم حدوث تشققات وتصدعات في الطرق في اعقاب صيانتها ولمدة ثلاث سنوات، علماً أن وسائل إعلام أردنية نقلت مطلع العام الجاري تصريحات للمشرف ذاته، أكد خلالها أن 78 % هي نسبة انجاز مشروع الصرف الصحي في المفرق”.
وختم بالقول: “وبعد كل هذا، نسأل السيد مدير سلطة مياه المفرق والسيد المحرر والسادة الموافقين على نشر هكذا عنوان وهكذا تصريح، والأخوة الأردنيين بعد شكرهم على استضافة أهلنا … هل سبب (فيضاناتكم) هو اللجوء السوري أم فساد أم سوء تنفيذ في المشروع؟؟”.
يشار إلى أنه ليست المرة الأولى التي يتم فيها اتهام اللاجئين السوريين في بلاد الجوار بالوقوف وراء مشاكل وامراض لا تمت للمنطق بصلة، ففي الخامس من الشهر الفائت، نشرت قناة (MTV) اللبنانية تقريراً تحت عنوان (السرطان يجتاح لبنان… وسببان يساهمان بانتشاره)، وقالت إن “خطر الإصابة بمرض السرطان صار ملموساً بالأرقام في لبنان، وأن وزارة الصحة قامت بواجباتها ووضعت الإصبع على مدى انتشار السرطان، فأتت النتيجة زيادة بنسبة 5.6% في العام 2018”.
وادعت الـ (MTV) اللبنانية أن (الدكتور فادي نصر) تحدّث لها عن سببين رئيسين يساهمان بانتشار السرطان في لبنان، الأول “أزمة النفايات التي لم تُحَلّ حتى اليوم، إضافةً إلى التلوّث المتفاقم في البحر والبيئة بشكل عام، توضع في خانة مسبّبات السرطان نظراً إلى استمراريّتها لفترة طويلة”.
والثاني “الالتهابات المتزايدة بفعل تكاثر النازحين السوريين في لبنان تتسبّب بشكل غير مباشر بمرض السرطان، فـ”هؤلاء، بسبب الظروف السيئة التي عانوا منها مرغمين، يأتون ببكتيريا خطيرة قد تخلق الأمراض لدى الإنسان”.
اترك تعليقاً