هيئة التحرير
لا شيء يدعو للغرابة إن قام أيّ سوريّ لعمل يخدم قضيّته، ولا شيء يمنعه من التبرير أو التسويغ في رفض ما لا يقدّم لقضيّته الخير ولو بعد حين، هذا إن كان يحسب حساباً لحاضنته المجتمعية التي تنطّع ليكون ناطقاً بلسانها، أو ممثّلاً لمصالحها.
فكيف الحال بـ”مجلس محافظة الرقة” الذي نُصّب عنوة ممثلاً لمحافظة عانت ومازالت، وربّما ستطول معاناتها؟
فرئيس المجلس “سعد شويش” يُستدعى ليكون في وفد يتوجّه من تركيا إلى واشنطن، ليناقش حاضر الرقة ومستقبلها، وأعضاء مجلسه لا يعلمون! وفي الرقة احتلال يمثّل ذراع القوة القذرة المدعومة من أمريكا التي زارها، وليس غريباً، والحال كذلك، أن يكون أحد ما بمجلسه أو حوله ينسّق مع مجلس ” قسد ” لصاحبه PYD! ورئيس المجلس “سعد ” رفض الذهاب إلى مؤتمر روما، ورفض الانضمام إلى مؤتمر الرياض2 ؟ ليس التناقض في تحرّكه إلا دليل على أنه يتحرّك عبر (ريمونت كونترول) الدولة المضيفة، يطيع ما تريد، ويرفض ما لا تريد، والآن يرفض الذهاب إلى “سوتشي” بينما ” أكابر ” مجلسه يذهبون؟
ثمّة ما يؤكّد لعبة تبادل الأدوار، والمجلس لم يبقَ من عمره سوى شهرين، ” سعد ” يرفض، بينما أكرم دادا وصالح الهنداوي وعبادي النوري ومحمد حجازي، ينصاعون لأوامر تركيا للذهاب إلى ” سوتشي “؟ وقد يقول قائل: هي دعوات شخصية، وليست دعوة للمجلس! وهل الأمر جديداً؟ كل الاجتماعات التي جرت وتجري وستجري لم تكن ممثلة للرقة، هي اختيارات شخصية تعمل لمصلحة المتنفّذين بأمر الرقة، ومستثمري معاناتها، ومدعومين من هذه الدولة الراعية أو تلك.
وفي الطرف الآخر مثلاً، ” فصيح و جمعة الدبيس ” رقاويّان مقيمان في السعودية، ووجّهت لهما الدعوة لجنان “سوتشي” ورفضا الدعوة! لأن سوتشي تضييع لقيم الثورة، ولدماء الشهداء، وعودة إلى حضن نظام القتل ولإجرام.
أليس الذهاب إلى ” سوتشي ” دليلاً على أن مجلس محافظة الرقة يأتمر بأمر الدولة المضيفة، وليس مجلساً يمثّل محافظة تعاني من ويلات حروب ومعارك لمّا تنتهِ بعد؟ وما عطالته وهزاله إلا لأنه مرتهن لها؟ بينما الحكومة التي يتبعها المجلس، والائتلاف الذي تتبعه الحكومة رفض الذهاب إلى ” سوتشي “؟
أليس ذلك مدعاة لأن يرتفع صوت أهل الرقة ضد هكذا مجالس ؟؟!!!.
اترك تعليقاً