عشية قمة حاسمة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا بشأن أزمة المهاجرين، بذل قادة أوروبيون أمس، مساعٍ أخيرة للتوصل إلى توافق حول مشروع اتفاق مثير للجدل حول تلك المسألة. واستقبل رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، الرئيس القبرصي اليوناني نيكوس أناستاسيادس، الذي هدد بعرقة مشروع الاتفاق، إلا أن نائب رئيس المفوضية الأوروبية فرانس تيمرمانس تعهد في مؤتمر صحافي عدم تنفيذ أي «إبعاد جماعي» لطالبي لجوء الى تركيا بموجب الاتفاق. وأضاف: «نحن لا نتخلى عن اللاجئين لأنهم سيحصلون على حماية دولية مناسبة، سواء في الاتحاد الأوروبي أو في تركيا. الإعادة ستتم فقط بموجب القانون الدولي وقوانين الاتحاد الأوروبي. سيتم تقييم كل حالة على حدة في ضوء شرعة الحقوق الأساسية والتوجيهات الأوروبية».
في المقابل، صرح الوزير التركي لشؤون الاتحاد الأوروبي فولكان بوزقر أمس، بأنه يجب على الاتحاد ألا يسمح لقبرص بإفساد اتفاق الهجرة المرتقب مع أنقرة، بعد أن أعلنت نيقوسيا
معارضة تسريع محادثات انضمام تركيا إلى الاتحاد كجزء من الاتفاق.
وقال الوزير: «عندما نتخذ خطوة نحو التوصل لحل وعندما نتوصل لاتفاق يشمل مجموعة من النقاط، لا ينبغي السماح بتدمير البنيان بسبب نزوة واحدة من الدول في الاتحاد الأوروبي».
وكان رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك، أقر بعد لقاء في أنقرة مع رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، بأن الطريق نحو التوصل إلى اتفاق لا تزال تصطدم بعراقيل عدة قبل قمة الاتحاد اليوم وغداً. وأثار مشروع الاتفاق جدلاً على الصعيد القانوني، إذ نص على طرد المهاجرين الذين يتوجهون بشكل غير شرعي إلى اليونان انطلاقاً من تركيا، فيما يستقبل الاتحاد الأوروبي لاجئاً سورياً مقابل كل مهاجر سوري غير شرعي يتم ترحيله إلى تركيا .
إلا أن الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية وبعض الدول الأعضاء في الاتحاد، تعتبر أن هذه الآلية هي بمثابة طرد جماعي يحظره القانون الأوروبي. وأقر تاسك بأن هذا الجانب «يطرح معضلة».
ويقول معارضو المشروع إنه يعطي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سلطات واسعة في وقت يتعرض للانتقاد بسبب نزعته التسلطية.
من جهتها، دافعت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل عن موقفها بشأن أزمة الهجرة أمام النواب في برلين، رغم الهزيمة الكبيرة التي مُني بها حزبها في الانتخابات المحلية الأحد الماضي، على خلفية سياستها لاستقبال المهاجرين.
وشددت مركل على أن مسألة انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي «ليست مطروحة» بعد، رغم المحادثات الجارية لحلحلة المفاوضات العالقة حول هذا الملف في إطار الاتفاق حول أزمة الهجرة. إلى ذلك، أعلنت البحرية الألمانية أمس، إنقاذ 615 مهاجراً قبالة سواحل ليبيا كانوا يحاولون عبور البحر المتوسط أول من أمس. كما أنقذ خفر السواحل الإيطالي 227 شخصاً من البحر المتوسط.
في موازاة ذلك، أعلنت النمسا أنها ستقدم معدات لمساعدة مقدونيا على إبقاء حدودها مغلقة أمام المهاجرين في أوروبا. ودعا المفوض الأعلى لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة فيليبو غراندي المجتمع الدولي إلى استقبال 400 ألف لاجئ سوري إضافي.
