الثلاثاء. نوفمبر 11th, 2025

مهند الحوراني

تحتدم المعارك في الريف الغربي لدرعا بين تشكيلات «الجيش السوري الحر» والفصائل الإسلامية من جهة و«لواء شهداء اليرموك» و»حركة المثنى الإسلامية» المتهمتين بانتهاج طريقة الغلو والتكفير واستباحة دماء المسلمين والتورط بعمليات اغتيال على حد تعبير فصائل «الجيش الحر»، وكانت شرارة المواجهات الأخيرة قد اندلعت إثر سيطرة «لواء شهداء اليرموك» على بلدتي تسيل وعدوان بالريف الغربي لدرعا تزامناً مع تسهيلات من قبل «حركة المثنى» بحسب شهود عيان من المنطقة.
تقدم «شهداء اليرموك» استدعى تدخلاً سريعا ً من قبل تشكيلات «الح» والفصائل الإسلامية حيث سيرت الارتال نحو الريف الغربي لتشتبك مع مجموعات للمثنى و«شهداء اليرموك» ببلدات تل شهاب وخراب الشحم ومن ثم المزيريب، وسقط إثر الموجهات خمسة قتلى من «شهداء اليرموك» والأمير العسكري لـ «جبهة النصرة» أبو صلاح المسالمة.
بعد اقتراب الفصائل المقاتلة من مناطق سيطرة المثنى، قامت بتفجير جسر هرير الذي يربط المواقع الخاضعة لـ»المثنى» و»شهداء اليرموك» في المناطق التي تخضع للفصائل المقاتلة بهدف عرقلة مرور الآليات والارتال نحو هذه مناطق سيطرتها، متناسية الاضرار التي ستترب على تفجير خطط الإمداد الوحيد لهذه القرى والريف الشمالي لدرعا الذي تصل الإمدادات له من هذا الطريق.
محمد الرفاعي الناطق باسم «جيش اليرموك» قال في تصريح خاص لـ «القدس العربي»، «لقد تم تحرير العديد من المناطق التي تخضع جزئيا ً أو تحتوي على خلايا تتبع لشهداء اليرموك وحركة المثنى المبايعين لتنظيم الدولة الإسلامية أهمها منطقة تل شهاب وخراب الشحم وبلدة المزيريب وطفس»، مؤكداً «أن التقدم مستمر باتجاه جلّين والشيخ سعد أبرز وأكبر معاقل حركة المثنى الإسلامية».
وعلل الرفاعي الهجوم على «حركة المثنى»، قائلاً «لازدياد تحرشات وتجاوزات الخلايا التابعة لها ولشهداء اليرموك في المنطقة الغربية وآخرها في انخل وطفس مما استدعى التدخل الفوري لدحر هذه المجموعات».
أما عن القتلى جراء الموجهات فقال الرفاعي «لا يوجد احصائيات دقيقة بسبب تكتمهم عن نشر أخبار قتلاهم فيما وصلنا انباء عن مقتل أكثر من 20 عنصرا ً وأسر عدد منهم».
وبالنسبة لأحوال المدنيين في مناطق الاشتباك قال الرفاعي، «نحاول قدر الامكان الابتعاد بالاشتباك عن أماكن تواجدهم وتوجيه الضربات المباشرة إلى معاقل هذه الخلايا»، موضحاً «ان الصعوبات الأكبر هي تواجد مقرات شهداء اليرموك والمثنى ضمن التجمعات السكنية إضافة إلى وجود بعض النعرات العشائرية ولكن وقوف الأهالي بجانب الجيش الحر يسهل هذا الأمر ويزيدنا إصرارا ً على إكماله».
وتأتي مساعي التوسع هذه من «شهداء اليرموك» بحسب مناصريه لمحاصرة بلدات سحم الجولان وحيط التي تحوي «جبهة النصرة» و»أحرار الشام» التي حاصرت مناطق سيطرة «شهداء اليرموك» لأكثر من عام، إضافة إلى تأمين خط دفاعي متين عن مناطق سيطرة اللواء، والاستفادة من حالة العداء من الفصائل المقاتلة مع «حركة المثنى» لإدخالها في حلف معه بعد عجز «شهداء اليرموك» عن حسم المعركة مع «النصرة» و»الاحرار» لأكثر من عام.
أبو إياس ناشط من سحم الجولان التي يحاصرها «شهداء اليرموك» يقول لـ «القدس العربي»، «إن المدنيين في سحم الجولان وحيط يعانون من نقص في المواد الغذائية بعد إغلاق الطرف كافة من قبل تنظيم الدولة هذا ما سبب عدم دخول أي مواد غذائية أو خضروات ناهيك عن حالة الرعب والذعر التي يعيشها المدنيون تخوفا ً من بدء المعركة التي يحضرها تنظيم الدولة ضدهم في الساعات المقبلة لأن ذلك سيؤدي إلى قصف بلدات سحم وحيط بالأسلحة الثقيلة والخفيفة في مرحلة التمهيد».
أما بالنسبة للقدرة على صمود «النصرة» و«الأحرار» في سحم وحيط يقول أبو اياس «هناك تعزيزات وتحصينات عسكرية على مداخل سحم وحيط وأخذ جاهزية قصوى لرد أي هجوم ومعنوياتهم عالية خاصة بعد معرفتهم أن فصائل الحر ستعمل إلى جانبهم في حال احتدام المعارك في هذه البلدات».
في سياق متصل أعلنت «حركة المثنى الإسلامية» في بيان رسمي لها «أن ما يجري من أحداث في المنطقة الغربية من حملة غادرة تشرعها فتاوى طواغيت دار العدل وفصائل الجبهة الجنوبية قد اراقت دماء المدنيين الأبرياء في جلين والشيخ سعد علي»، على حد تعبير البيان.
وعليه دعا البيان أهالي حوران «لأن يحفظوا أبناءهم من الصيالة على المجاهدين»، وتابع البيان «أن الرد بعد هذا البيان سيكون جثثا ً محملة إلى كامل المناطق».
في المقابل فضل جزء كبير من مقاتلي «حركة المثنى الإسلامية» ممن يرابطون على جبهات القتال ضد النظام السوري في درعا البلد والمحطة بمدينة درعا الوقوف على الحياد في بيان رسمي لهم مؤكدين «أنهم ليسوا مع أي طرف في هذا الصراع الذي يضعف وحدة الصف»، موضحين «أن الغلو والتطرف ليس منهجنا إنما الوسطية والاعتدال».

 

القدس العربي

By

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *