الأثنين. نوفمبر 17th, 2025

قع قرية الهبساوي جنوب غرب عين عيسى، وسكانها من البدو، عشيرة الفدعان.. وقد وقعوا في الأيام الماضية بين مطرقة قوات سورية الديموقراطية وسندان تنظيم داعش، ومادة بشرية للتنكيل المتبادل بين أمراء حرب متحكمين بالمنطقة بقوة السلاح..
يعتبر فرحان العسكر المعروف في محافظة الرقة باسم “ابو وائل” ابن هذه المنطقة، وقد كان من أوائل الشخصيات التي ظهرت في بدايات تشكيل الجيش الحر تحت مسمى ” لواء الجهاد في سبيل الله “، مع أن الرجل لا يبدو أنه كان معنياً منذ بداية ظهوره لا بثورة ولا بـ ” بمَوْرة “، وإنما كان كل همه وجل نشاطه يسعى إلى تكوين قوة عشائرية قبلية تتبع له، وتوفر غطاء لتمويل مالي يعود لصالحه الخاص ..وفي الحقيقة فقد حقق هذا الهدف بمنتهى النجاح، وكذلك كان له دور بارز من بين أوائل القوى المسلحة التي اصطدمت بتنظيم داعش واشتبكت معه، وربما كان لتضارب المصالح والسعي للهيمنة على هذه المنطقة الدور الابرز في هذا الصدام.. أو لعل اختطاف داعش لأحد أشقائه كان عاملاً إضافياً في تصليب موقفه ضد التنظيم، والأمر الذي جعله ينحاز إلى قوات سوريا الديمقراطية في بدايات تشكلها، بصفتها المعلنة كقوة مقاتلة ضد تنظيم داعش..
ولقد كان فرحان العسكر من أوائل من جند البدو لصالح مايسمى قوات سوريا الديمقراطية في البداية، وذلك من خلال إغراءات مادية ، واليوم شرع في تجنيد الشباب الذين يتواجدون في المنطقة القريبة من عين عيسى بالقوة، حتى بات معروفاً وكأنه أصبح يحكم هذه المنطقة (حكماً ذاتياً أصغر)، يتبع للـ(حكم الذاتي الأكبر) وأخذ يطالب أهالي قرية الهبساوي ـ وكل سكانها من البدوأبناء عشيرته ـ بتقديم الولاء الكامل له، والعمل تحت يده بعيداً عن الحزب، وذلك في مشروع تشكيل قوة شخصية تتبع له، ولكن الأهالي رفضوا مطلبه، فقام بتهديدهم مراراً، مما اضطرهم للذهاب إلى مدينة تل أبيض وتقديم شكوى بحقه.. ووعدوا من قبل المليشيات الكردية بعدم التعرض لهم مرة ثانية، لكن أبو وائل كرر تهديداته ومضايقاته للأهالي، فلجؤوا مرة ثانية إلى التقدم بشكوى في مدينة عين عرب، ولم يتغير من واقع الحال أي شيء؛ إلى أن قام أبو وائل بتاريخ 3/4/2016 في الساعة السادسة صباحاً بالهجوم على المنطقة وهو يستقل سيارة (فان فضية اللون)، ومعه ثلاث سيارات أخرى، حيث هاجم بعض منازل أهل القرية، وعندما لم يجد سوى النساء في القرية قام باعتقالهن ..الأمر الذي دفع بعض رجال المنطقة إلى اللحاق به وبمن كان مشاركاً معه في الهجوم، واشتبك الطرفان بينهما مما أدى إلى مقتل عنصر من عناصره، وجرح اثنين آخرين..فاضطر إلى الإنسحاب واللجوء إلى الميليشيا الكردية ليخبرها ـ كاذباً ـ أن داعش قد قامت بتسلل عسكري في المنطقة، وطلب من مقاتلي الأكراد إبلاغ التحالف الدولي والاتصال بطيران التحالف ليعمل على مباشرة قصف قرية الهبساوي فوراً، واستهداف أهالي قريته..
وبالفعل..لم تتأخر المليشيات الكردية في المهمة، وباشرت الاتصال بالطيران الذي حلق فوق المنطقة.. والتي لم يقترب منها ولم يتسلل إليها بكل تأكيد أحد سوى أهلها الذين خرجوا منها بثيابهم يفترشون العراء قريباً من القرى المجاورة..الأمر الذي أتاح للمدعو أبو وائل والمليشيات الكردية بنهب المنازل وقطعان الأغنام والآليات الزراعية التي خلفها الناس وراءهم في القرية ،وعندما عادت بعض العائلات إلى منازلها عاد أبو وائل إلى طردهم من القرية ثانية وتهديدهم..
سبحان الله ..من كان يحسب أو يظن أن طيران التحالف الدولي نفسه سينضم إلى (لواء الجهاد في سبيل الله)، وسيعمل بأمرته..!؟؟

By

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *