الأثنين. نوفمبر 17th, 2025

 الرقة بوست – خاص 

خالد العلي 

ليس كعادته في كل مرة ،التي كان يظهر فيه “المرصد السوري لحقوق الإنسان” بمواقفه الملتبسة من مجريات الثورة السورية ،لقد أصبح جلياً أنَّ مايسوقه المرصد بعيد عن الحقيقة ،مستفيداً من اعتماده لدى الكثير من وسائل الإعلام الغربية ،والعربية ،التي كان يظهر فيها كطرف ضد الاستبداد  ورافع شعار حقوق الإنسان في بداية إنشائه ،وضد آلة الدمار والقتل التي استخدمها النظام لاحقاً في مواجهة الثورة السورية .

فبعد ليلة مروّعة عاشتها مدينة الرقة على هدير طائرات التحالف ،وأصوات الانفجارات التي تعد الأعنف من نوعها منذ بدء التحالف عملياته في سبتمبر /أيلول/ من عام 2014 ،حيث سجل ناشطون وبعض المواقع الإعلامية المعنية بتغطية أخبار محافظة الرقة ،أكثر من 16 غارة بعد منتصف ليل السبت 9 أبريل /نيسان/ ،ليعود النظام الذي لم يعد يخف على أحد تنسيقه مع التحالف في عملياته العسكرية ضد محافظة الرقة ،حيث يوعز له بالأعمال القذرة هو والطائرات الحربية الروسية ؛التي مازالت تشارك في كثير من العمليات العسكرية ،حتى بعد إعلان انسحابها من سورية نهاية شهر فبراير /شباط/ .

في تقريره الذي صدر منذ ساعات يتلاعب “المرصد السوري لحقوق الإنسان” بالأرقام والإحصائيات والجهة التي نفذت العمليات ،ليل أمس وصباح اليوم ،في حين أوردت المواقع الإعلامية لمحافظة الرقة ومنها – #الرقة_بوست – وبعض الناشطين إلى أن هناك معلومات تتحدث عن مقتل حوالي 10 من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” داعش بينما تحدث تقرير المرصد عن مقتل أكثر من 24 عنصراً من عناصر التنظيم ،و أوردت المواقع وبعض الناشطين أخبار استشهاد أكثر من 20 شهيد وقرابة 50 جريح ،في حين لم تتعدى إحصائية المرصد أكثر من 8 ذكرهم على حد وصفه بأنهم “قتلى” ،والمعروف أن المرصد يطلق على قتلى مليشيات (PYD) الموالية للنظام السوري “شهداء” ،إلى ذلك لم يحدد التقرير الجهة التي قامت بالقصف ليلاً أو صباحاً تاركاً الترجيحات تدور بين طائرات التحالف ،والطائرات الروسية ،وطائرات النظام ،حين أورد تقريره مقتل 3 قياديين أحدهم يحمل جنسية غير سورية ! .والمعروف لكل السوريين أن النظام هو من يقصف نهاراً ومعروفة هي أشكال طائراته حين تحوم في السماء ،ناهيك عن تمييز أصواتها ،وأصوات الانفجارات التي تخلفها ،فمنذ 5 سنوات تعود السوريين عليها ،وعرفوها وتعايشوا معها ،وكذلك تمييزهم لطائرات التحالف التي تسبقها دائماً طائرات “التجسس” بدون طيار التي ماتنفك أنّ تغادر سماء المدينة ليلاً ،لتأتي بعدها الطائرات المأهولة بالطيارين .

بذلك يسوق “المرصد السوري لحقوق الإنسان” والذي يتخذ من بريطانيا مقراً له بأن النظام هو من يقوم بمحاربة “الإرهاب” الذي هو يعد منبعه وأساسه ليحاول المرصد إظهار النظام شريكاً للتحالف ،الأمر الذي يسعى له النظام جاهداً منذ إعلان وزير خارجية النظام ،”أنّ من يعتدي على سورية يجب عليه أن ينسق معنا وإلا اعتبر ذلك عدواناً علينا” ،إلى تصريحات النظام الأخيرة أننا مستعدون للتنسيق مع الولايات المتحدة ،في “محاربة الإرهاب” .

التقاط

By

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *