الأثنين. نوفمبر 17th, 2025

الرقة بوست – خاص

يبدو أن تصريحات السفير الروسي لدى الأمم المتحدة في جنيف بورودافكين “أن النظام يخطط لشن هجمات دير الزور والرقة بدعم من سلاح الجو الروسي ،على غرار ماحدث في تدمر منذ أسابيع” ،بدأت تنفذ عملياً ،بدأتها في الرقة لتعيش الرقة ليلة من أحلك لياليها الحالكة أصلاً ،وقبل انتهاء ليل يوم الأثنين  ،بدأ سرب من الطائرات الحربية هجماته على قلب مدينة الرقة ،بعد عدة أيام غاب عنها ،لتكون أولى الغارت على قلب المدينة بعد هدوء لعدة أيام في مناطق الفردوس ،والنعيم ،والمحكمة ،والملعب البلدي ،وقرب مشفى الطب الحديث ،وغارة أخرى قرب حديقة الرشيد ،في حين استهدفت طائرات أخرى المنطقة بين شارع المنصور وسيف الدولة ،واستهدفت غارات غيرها شمال المدينة ،حيث قصفت “مدرسة منير حبيب” وهي -مدرسة شبه مدمرة بفعل ضربات جوية سابقة  -،وغارة أخرى على شارع “الساقية “واستمرت الغارات لتستهدف شمال المدينة على حي الصوامع تجاوزت السبع غارات ،وغارة وحيدة على الفرقة 17 .

وبعد ذلك عادت الطائرات الحربية لتستهدف مدرسة جميلة بوحيرد وسط المدينة وأنباء أولية عن تسويتها بالأرض،واستهداف محطة تحويل الكهرباء الرئيسة في المدينة الكائنة في منطقة الفروسية شمال المدينة ،ومازالت طائرات الاستطلاع تحلق في سماء المدينة ،وسط انقطاع تام للكهرباء ،لتغرق المدينة في الظلام ،والضوء الوحيد المتبقي هو وهج الانفجارات والنار المتصاعدان ،من الأماكن التي استهدفتها الطائرات ،إلى ذلك ذكرت وكالة أعماق التابعة لتنظيم ” الدولة الإسلامية” داعش أنّ “الطائرات الحربية قصفت عدة أماكن داخل مدينة الرقة ب28 صاروخاً ،في حين ذكر أحد الناشطين للرقة بوست من داخل الرقة بأن الغارات تجاوزات الثلاثين غارة ،وأضاف بأن بعض السكان التجئوا إلى بعض الأقبية والملاجئ القليلة و القريبة من سكناهم ،ومازالت أصوات سيارات الإطفاء والإسعاف تسمع في كثير من جهات المدينة ،ولايمكن إحصاء دقيق لعدد الشهداء أو الجرحى نتيجة صعوبة التغطية المباشرة والتواصل المتقطع ،إلا معلومات يفيد بها ناشطون على وسائل التواصل الإجتماعي -لم يتسن التأكد من صحتها -تفيد بتجاوز العشرين شهيداً جميعهم من المدنيين وسقوط عشرات الجرحى

الرقة المدينة الغائبة الحاضرة عن مرآى ومسمع العالم ؛الذي لايريد أن يرى فيها إلا عاصمة للجهادين ،و كل من في داخلها من المدنيين،هم أسرى ومحكومون من قبل “الإرهاب” ،في حين أنّ لا أحد يأبه لأمرهم وحياة أكثر من مليون شخص ،يضاف لهم أكثر من 200 ألف من النازحين لها من تدمر و السخنة ودير الزور وريف حمص .لم يعد أمام كل هؤلاء أي مكان آخر يلجؤوا إليه ،فالتنظيم لايسمح لأحد بمغادرتها ،وتركيا أغلقت الحدود منذ أشهر ،وحتى من استطاع الخروج من المدينة فإن مليشيات البيدا لا تسمح  لسكان الرقة الدخول لريف محافظتهم ،بعد أن اعتبرت المليشيات أن ريف الرقة الشمالي ،أصبح ضمن الإدارة الذاتية ،ضمن “فيدرالية “تضمن التعايش المشترك ؛إلا لسكان الرقة فهم كلهم “دواعش” …!

 

By

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *