الأثنين. نوفمبر 17th, 2025

نجيب سرور.. أضاعته مصر.. وأيَّ فتى أضاعت!؟

معبد الحسون -خاص الرقة بوست

                                                             ـــ كس أُمّيّات نجيب سرور ـــ

ببلوغرافيا وملاحظات:

ـ ولد في محافظة الدقهلية عام 1932، وتوفي في أحد مشافي الأمراض العقلية عام 1978، والتي أودعته فيه المخابرات المصرية في الحقبة التي كان فيها صلاح نصر على رأس السلطة المخابراتية في السبعينات، فكانت جملة حياته التي عاشها 46 عاماً.
ـ نجيب سرور شاعر وكاتب مسرحي وناقد أدبي وكاتب سيناريو سينمائي، وأبرز كتاب الشعر السياسي المباشر والهجائي الطابع والتعبير، أشهر وآخر أعماله التي كتبها وهو على فراش الموت يحتضر تقريباً كان ملحمته الشعرية الطويلة المريرة، والتي تنضح سخرية ومرارة وألماً من واقعه وواقع مصر بعد هزيمة حزيران، والتي جعل عنوانها: ( كس أميات نجيب سرور)، والمكتوب باللهجة المصرية الشعبية.
ـ من المفيد التذكير بأن (كس أميات نجيب سرور) التي نستطيع تصنيفها كنوع أدبي هجائي فضائحي يتناول الشتيمة الشعبية المبتذلة والمرتجلة ويعيد إنتاجها في طابع أدبي خاص. مع التأكيد بأن كس أميات نجيب سرور قد تزامن ظهورها هي والوتريات الليلية التي كتبها مظفر النواب في وقت واحد ومرحلة واحدة، ومع تشابه المزاجي الشعري بين الشاعرين إلا أن مظفر النواب قد سطع نجمه وبرز بروزاً أكثف، ربما كان لاحتضانه القضية الفلسطينية ـ سيدة قضايا تلك المرحلة ـ أو ربما لاحتضان الشارع الفلسطيني واليساري عامة، واعتنائه بشعر النواب ماغلب شهرة هذا الأخير على شعر نجيب سرور.
ـ نجيب سرور كان غزير الكتابة في كل الأجناس الأدبية، وقد اشتهرت له دراسات ودواوين شعر ومسرحيات عدة، وهذه بعض مقاطع من ملحمته الشهيرة التي سطرها بلغة الوصية، حيث قال في آخرها، كأنه يختم حياته بهذه الأبيات:
آه يا بلدْ.. بنت لبوهْ.. ولبوه زي امِكْ
خسارة فيكي الكلام: أزجالْ وشعرْ ونثرْ
آخر كلامي بقولْ من غُلبي: كُس امِكْ
وكس أمي أنا.. إن عُدتِ اقول الشـعرْ
ثم أضاف هذه الملاحظة؛ كمن يُبقي النصَّ مفتوحاً إلى آخر أنفاس العمر: ” للكس اميات بقية.. إن كان لينا عمر” ـ نجيب سرور ـ
مستشفى الدكتور النبوي المهندس – المعمورة – إسكندرية
……………………………………………………………..
مقطوعات مختارة من ملحمة (كس اميات نجيب سرور):
تسرقْ شلن تبقى هيصه .. وبلوه وجَرِيمَه
تسرقْ أُلوف الأُلوف تبقى من الأبطالْ
وكل ما السرقه تكبرْ .. القانون سيمه
وكل ما السرقه تصغرْ .. فيه حرام وحلال

وتيجي تُجْرُد تلاقي الحسبه عال العالْ
مسددين الخانات، والمِيَّه فى المِيَّه
فيه خانه ناقصه ؟.. حريقه فجأه مش عَ البالْ
وكس أمي إن لاقيت حنفية المَيّهْ

ماعدشي غير دمي يالله.. سيحوا دمي
أنا صليببي تعب يا مصر من كتفي
أنا أبويا اتقتلْ.. يا مصر بعد اميْ
وأنا كمان هانقتل.. وَلاَّ هاموت منفيْ

ابويا مات مصري ثاير .. بس عاش فيَّهْ
أبويا عايش .. أبويا تاره لسَّـه مامتش
أبويا كافحْ.. وكان عنده الكفاح غيَّهْ
واللي أبوه زي أبويا.. يبقى ما اتيتمش

أنا أبويا جدعْ .. قصدي أبويا كانْ
وعاش غريب فى الوطن .. ياقسوة الغربهْ
وترابنا من عهد خوفو.. بيحضن الجدعان
مبروك عليك التراب.. يا نازل التربهْ

يابني أنا جعت واتعريت وشوفت الويل
وشربت أيامي.. كاس ورا كاس طرشت المُرْ
يابني بحق التراب.. وبحق حق النيلْ
لو جعت زيي.. ولو شنقوك ما تلعن مصرْ

أخُـشّ (بيت الأدب) ألقى الأدب ممنوعْ
تدخل ورايا المباحث.. شيء ومش معقولْ
يمين شمال بتراقبنى.. والكسوف مرفوعْ
لولا الملامه لياخدوا عينه من البولْ
9/5/2016

By

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *