الخميس. نوفمبر 13th, 2025

الرقة بوست – خاص

خالد العلي

نشرت وكالة فرانس بريس خبر وصول وفد أمريكي بقيادة المبعوث الأمريكي للحرب على “داعش” باتريت ماكفورك بحضور عسكريين فرنسيين وبريطانيين، إلى مدينة عين العرب “كوباني” أول من أمس الثلاثاء وعقدهم لاجتماع سري مع قيادات حزب الاتحاد الديمقراطي برئاسة صالح مسلم الذي وصل بطائرة أمريكية حطت بالقاعدة العسكرية الأمريكية في “خراب عشك”، بعدها بدأت تنتشر وتتوارد أخبار وتقارير إعلامية كثيرة أشبه بعملية ضخ إعلامي على المواقع الإلكترونية  ووسائل التواصل الإجتماعي؛ يكاد يكون منظماً ومنسقاً بين كثير من الجهات على اختلاف توجهاتها وأشكالها حول معركة تحرير الرقة، ومن هي الجهة “المحررة” مليشيات البيدا ..!

مايصرح به المسؤولون الأمريكيون السياسيون والعسكريون ،من أنّ الهدف القريب هو “حصار داعش” أو “حصار الرقة”، وليس الهدف مرتبطاً بعمل عسكري يستهدف إخراج أو محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” داعش من الرقة ، ويأتي ذلك في سياق استسهال هذه المعركة وكأنها قرية، أو منطقة صغيرة، فكيف للتنظيم أن يقبل بخسارة مدينة أصبح لها رمزية، تلازمت مع صعود نجم التنظيم هذا الصعود السريع والمخيف .؟

 هل أقنع الأمريكان مليشيات البيدا ببدء معركة الرقة ؟

سرت أخبار بأن الأمريكان أقنعوا مليشيات البيدا الذراع العسكري  لحزب الاتحاد الديمقراطي ،ببدء معركة الرقة، بغطاء من التحالف الدولي ،وتأجيل فتح أي معركة أخرى غربي الفرات مقابل ضمها إلى “مناطق الإدارة الذاتية” والاعتراف بالفيدرالية التي أعلنها الاتحاد الديمقراطي منذ عدة أشهر في مؤتمر ديريك ،الذي تزامن مع انعقاد مؤتمر الرياض، وفتح ممثلية في واشنطن، على غرار الممثلية التي افتتحت في موسكو؛أي إبعاد للاتحاد الديمقراطي ومليشياته العسكرية من الحضن الروسي، إلى الحضن الأمريكي .

هل سيخسر التنظيم المعركة ،وينسحب من الرقة ؟

إن المتابع الحصيف للتنظيم، الذي يعرف بنيته، وتركيبته، يدرك جيداً أن امتداده في سورية، وتواجده فيها، هو خط الدفاع، عن معقله الرئيس في العراق، المنبت الذي نشأ وتطور فيه التنظيم منذ بداية الاحتلال الأمريكي للعراق في 2003، وإن الإدارة الأمريكية محرجة من بطئ سير المعارك، وفشلها لغاية الآن في العراق، فبالرغم من وجود أكثر من ثلاث فرق عسكرية للجيش العراقي، وقوات البيشمركة، بالإضافة إلى الحشد العشائري (السني) مازالت كل تلك القوات تبعد أكثر من 100كم عن الموصل، وتكاد تتموضع في موضع الدفاع عن النفس أمام الهجمات المباغتة للتنظيم ومفخخاته التي ما انفكت تفتك بتلك القوات، الأمر الذي أحرج الولايات المتحدة واستراتيجيتها في الحرب على تنظيم “الدولة الإسلامية” داعش ، فهي تبدو راغبة بانتزاع الرقة من براثن التنظيم، كما قامت في بدء حملتها بإلقاء منشورات على شمال مدينة الرقة، تصور هزيمة التتنظيم، وخروج الأهالي منها مع سقوط لبعض عناصر التنظيم قتلى. رافق كل ذلك تقدم لمليشيات البيدا لقرية “الهيشة” التي تبعد55 كم شمال الرقة.

لا يبدو في الأفق مايشير إلا أنّ التنظيم سينسحب ويترك المحافظة التي لم يخسر منها سوى نصف القسم الشمالي للمحافظة، وتاريخ مليشيات البيدا القريب، مليء بالقتل والتهجير لسكان الريف الشمالي، فكيف ستجد تلك الميليشيات بيئة تقبل هذا “التحرير”، فهل ستكون معركة الرقة سهلة وسريعة، ؟ ومامصير أكثر من 700ألف مدني من أهلها، ومن النازحين إليها، كما حدث في تل أبيض، ومدينة تدمر، أم سينتظر المدينة  مصير أسود وغامض،والسكان هم الخاسر الوحيد والأكبر..؟

 

By

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *