الخميس. نوفمبر 13th, 2025

واصلت “قوات سوريا الديموقراطية” تقدمها من ثلاثة محاور باتجاه مدينة منبج، لليوم الرابع على التوالي، وسيطرت على عدد من القرى ومساحة واسعة في محيط المدينة، وأصبحت على مسافة 10 كيلومترات منها، وسط اشتباكات هي الأعنف جنوب شرقي المدينة مع عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”.

وسيطرت “سوريا الديموقراطية” على قرى حمام صغير وحمام كبير والجوثة وخرفان وشناعة والدوشان والهوشرية وقراط، ومعظم هذه القرى تقع على الضفة الغربية لنهر الفرات. وشهدت قرية خرفان أعنف المعارك بعد تفجير مفخخة يقودها انتحاري تابع للتنظيم، وتبعها اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بين العشرات من عناصر التنظيم مع “سوريا الديموقراطية”

وتتألف القوات المُهاجمة، المنضوية تحت راية “سوريا الديموقراطية”، بشكل رئيس من “وحدات حماية الشعب” الكردية التي تتخذ من جبهة قره قوزاق والشريط الفراتي شمال شرقي وشمالي منبج منطلقاً لعملياتها. بينما ينطلق المقاتلون العرب ضمن “سوريا الديموقراطية” من جبهة سد تشرين عبر قرية أبو قلقل، وتشهد الأخيرة تقدماً طفيفاً للغاية وسط تصدي عناصر التنظيم لهم هناك.

ومع تداخل وطول جبهات القتال مع التنظيم في محيط منبج، اتخذت “سوريا الديموقراطية” استراتيجية قطع خطوط الإمداد للتنظيم في المدينة وحصارها من ثلاثة محاور، وفي الوقت ذاته الوصول إلى مدينة جرابلس الاستراتيجية.

وأصبحت القوات المهاجمة على مسافة 20 كيلومتراً من مدينة جرابلس، بعد سيطرتها بشكل كامل على الضفة الغربية لنهر الفرات، من سد تشرين شرقاً وحتى قرية الهوشرية وقراط غرباً، بمسافة تقدر بـ50 كيلومتراً. ولم تشهد تلك المناطق أي معارك وانسحب منها التنظيم قبل وصول “سوريا الديموقراطية” لها.

كما تقدمت “سوريا الديموقراطية” من الجهة الجنوبية الشرقية، وسيطرت على قرية خربة الروس وغره ومحيط قرى عشيرة البوبنا جنوبي منبج، وشهدت تلك المنطقة اشتباكات عنيفة وعمليات كر وفر بين التنظيم من جهة وقوات “المجلس العسكري لمنبج” التابع لـ”قوات سوريا الديموقراطية”. ويمثل “المجلس العسكري لمنبج” القوات العربية في “سوريا الديموقراطية”، ويبلغ تعدادهم 470 مقاتلاً مقسمين على ستة فصائل رئيسية؛ “لواء جند الحرمين” و”كتائب شمس الشمال” و”تجمع كتائب فرات جرابلس” و”كتيبة شهداء الفرات” و”جيش الثوار”، ولا تشكل تلك القوات سوى 20 في المئة من مجمل “سوريا الديموقراطية” والتي تشكل فيها “وحدات حماية الشعب” الكردية النسبة الأكبر، ويبلغ تعداد مقاتليها 3 آلاف.

وأصيب كل من قائد “لواء جند الحرمين” إبراهيم البناوي، وقائد “كتائب شمس الشمال” فيصل أبو ليلى، ومستشار أميركي، بجروح، بعد استهدافهم بصاروخ حراري من قبل عناصر التنظيم. ونقل المُصابون إلى مستشفى في مدينة عين العرب/كوباني، فيما نقل فيصل أبو ليلى إلى مستشفى السليمانية شمالي العراق. وتحدثت أنباء عن مقتل المستشار الأميركي متأثراً بجروحه. ويعتبر أولئك القادة من أبرز المشاركين في عملية منبج.

كافة المعارك بين “داعش” و”قوات سوريا الديموقراطية”، تجري بالأسلحة المتوسطة والخفيفة، من دون تواجد السلاح الثقيل لدى الطرفين.

ونفذ تنظيم “الدولة” سلسلة إجراءات في منبج وريفها، بحسب ما قال الناشط الإعلامي أبو يمان الحلبي، لـ”المدن”. وأشار الحلبي إلى أن تنظيم “داعش” بدأ سحب عوائل عناصر التنظيم السوريين “الأنصار” إلى مراكزه في مدينة مسكنة جنوبي منبج، عبر جهاز “الحسبة النسائية”، في حين رافق المهاجرون عائلاتهم، وذلك بأمر من أمير التنظيم بضرورة تأمين عائلات المقاتلين في أماكن آمنة، بحسب خطب الجمعة. كما شهدت القرى التي تقدمت إليها “قوات سوريا الديموقراطية” حركة نزوح كبيرة للمدنيين باتجاه منبج وجرابلس.

وأوضح المصدر، أن التنظيم أعلن عبر مكبرات الصوت في المدينة، بأن كل من يحمل هاتفاً نقالاً وخط اتصال تركي سيتعرض للعقاب، وذلك خوفاً من التواصل مع “التحالف الدولي” أو القوات المهاجمة. وبدأ التحرك الفعلي داخل منبج عبر الأنفاق الأرضية التي قام بحفرها التنظيم، والتي تصل أطراف المدينة بوسطها، من دون الحاجة للظهور فوق الأرض. كما يتخذ التنظيم من المدينة القديمة تحت السوق في مدينة منبج مركزاً له، وهو ما يفسر اختفاء عدد كبير من عناصر التنظيم من المدينة.

وأضاف المصدر، أن التنظيم يستخدم الدراجات النارية للتنقل باتجاه جبهاته، وذلك لمنع استهداف أي عربات يحاول تحريكها، كما قام بحشد مجمل قواته من المدينة. ويتوقع أن تشهد منبج معركة كبيرة، لأن معظم من بقي فيها هم من “الأنصار”، مقاتلو التنظيم السوريين، وذلك بعد انسحاب معظم المقاتلين الأجانب إلى مسكنة والباب والرقة.

وقتل عشرة مدنيين في قرية أوجقناه إثر استهداف طائرات “التحالف الدولي” للقرية، بينما قتل سبعة أخرين بقصف لتنظيم “داعش” على قرية خربة الروس بعد يوم واحد من سيطرة “سوريا الديموقراطية” عليها، فيما قتل شاب برصاص طائش نتيجة الاشتباكات شرقي منبج.

ويسود جو من الخوف والترقب في منبج بالنسبة للمدنيين، رغم التطمينات التي أعلنتها “سوريا الديموقراطية” بأنها وفور سيطرتها على منبج ستسلمها لـ”المجلس المحلي” المشكل سابقاً، ليدير المدينة، بعد مشاورات مع كافة المكونات والعشائر فيها.

ويشكك قسم كبير من مثقفي منبج بما تقوله “سوريا الديموقراطية”، ويرون بأن “المجلس المحلي” هو واجهة وفقاعة إعلامية، لتنفيذ إجندات تلك القوات الرامية لتقسيم سوريا عبر إعلان الفيدراليات وتشريع سيطرة حزب “الاتحاد الديموقراطي” الكردي على مناطق العرب، على غرار ما حصل في مدينة تل أبيض في ريف الرقة.

عن صحيفة المدن السورية

By

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *