الأثنين. نوفمبر 17th, 2025
منذ سنتين ينشط فريق القرصنة الداعشي الشهير “الخلافة الإلكترونية” لشن هجمات ضد أهداف غربية ونشر البروباغندا المتطرفة وتجنيد المقاتلين عبر السوشيال ميديا، لكن معلومات جديدة انتشرت مؤخراً، تفيد أن الفريق الخطير لا يتبع لتنظيم “داعش”، بل هو جزء من خطة تجسس روسية سرية ضد العالم الغربي.
وحسب التقرير الذي نشرته صحيفة “أوبسيرفر” البريطانية، فإن أبرز عمليات “الخلافة الإلكترونية” عبر الإنترنت هي مجرد تمويه ذكي لنشاطها الحقيقي تحت شعارات “الدولة الإسلامية”، بما في ذلك اختراق مجموعة من المواقع الحكومية الأميركية وحساباتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من مرة، وتحديداً موقع وزارة الدفاع الأميركية في الشرق الأوسط، فضلاً عن هجمات أصغر اسهدفت قواعد بيانات في وزارة الدفاع وكشف معلومات عن 1400 شخصية تابعة للعسكرية الأميركية، وهجمات في بلدان غربية أخرى مثل التجسس على رسائل البريد الإلكتروني لمسؤولين كبار في الحكومة البريطانية، واختراق القناة الفرنسية الخامسة “TV5Mond” في شهر نيسان/أبريل 2015.

ومنذ إنشاء التحالف الغربي ضد “داعش” ومجموعات إسلامية متطرفة في سوريا والعراق، وضعت الحكومة الأميركية قراصنة “داعش” ضمن لائحة أبرز المطلوبين لها، ثم أعلن البنتاغون عن خطة مكافحة إلكترونية ضد “داعش” شاركت فيه كبرى شركات التكنولوجيا العالمية، قبل أن تنجح غارات أميركية في مدينة الرقة السورية في القضاء على عدد من قادة المجموعة، منهم القرصان البريطاني من أصول باكستانية جنيد حسين أواخر آب/أغسطس 2015.

ورغم ذلك، كانت هناك شائعات في الإعلام حول الهوية الحقيقية لجماعة القراصنة الداعشية، لكن المخابرات الفرنسية كشفت مؤخراً، أن المتورطين في الهجوم على القناة الخامسة، لا يتبعون أبداً لـ “داعش”، بل يشكلون جزءاً من جماعة القرصنة المقربة من الكرملين “APT28” والشهيرة بكونها الذراع السري الإلكتروني في موسكو وفقاً لخبراء أمن غربيين، وبالتالي يمكن القول أن “الخلافة الإلكترونية” عي عملية استخبارات روسية تتخفى خلف الإرهابيين الأكثر شراً لتحقيق أهدافها الحقيقية.

تؤكد هذا الاستنتاج وكالة الأمن القومي الأميركية، على لسان أحد خبرائها في تصريحات لـ “أوبسيرفر”، والتي تعرض مجموعة من الدلائل الأخرى على ارتباط “الخلافة الإلكترونية” بالكرملين، بما في ذلك تقارير أجهزة المخابرات الألمانية، التي نشرتها في وقت سابق مجلة “دير شبيغل” باللغة الألمانية، والتي تنص أن لدى الكرملين أكثر من 4000 قرصان موزعين على مجموعة أجهزة أمنية رفيعة المستوى، تشكل القوة الحقيقية الهائلة لروسيا عبر الإنترنت والتي تعمل على شن حروب ضد أهداف غربية مختلفة.

ومطلع هذا العام، تم الكشف عن عدة مجموعات قرصنة تخفي هويتها وراء أجندات إسلامية لتحقيق مكاسب مالية، مثل جماعة القرصنة الفرنسية التي تبعث رسائل تهديد إلى المدارس حول العالم لإيقاف التدريس في يوم محدد بالاتفاق مع طلاب من داخل المدرسة مقابل مبلغ مادي معين، وبذات الأسلوب تنشط وكالات التجسس العالمية، الروسية تحديداً، في إخفاء هويتها وتجنيد عملاء لصالحها أيضاً، خاصة أن روسيا تمتلك تاريخاً طويلاً في هذه الممارسات المراوغة إبان الحقبة الشيوعية والحرب الباردة، وتعود هذه الممارسات اليوم “لخدمة سياسات موسكو وضرب أعدائها”!

هذا النوع من العمليات الاستخباراتية الروسية الخفية، صادم، خاصة أنه يأتي من دون شك، بأوامر مباشرة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكنه ليس مفاجئاً عند الأخذ بعين الاعتبار تاريخ بوتين العسكري والتدريبات التي تلقاها كضابط سابق في الاستخبارات الروسية، وبالتالي تطوير عمليات التجسس السوفييتية القديمة إلى شكل حداثي معاصر يواكب تكنولوجيا القرن الحادي والعشرين، مع الاحتفاظ بعقلية “المؤامرة” القديمة.

 المدن

By

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *