وكانت مصادر إعلامية موالية للنظام، قد نشرت الثلاثاء، أنباء عن “سيطرة الجيش السوري” على البحارية، وأشارت المصادر إلى أن التقدم جاء استكمالاً لـ”هجوم منسق يقوده الجيش منذ فترة، يهدف من خلاله السيطرة على القطاع الأوسط بعد سيطرته على القطاع الجنوبي”.
وجاء الإعلان عن سيطرة النظام على البحارية بعد يوم واحد من إعلان “جيش الإسلام” سيطرته على تلتها. “جيش الإسلام” أشار إلى أنه سيطر على ثلاث نقاط استراتيجية مهمة، الثلاثاء، أهمها تلة البحارية الاستراتيجية التي تطل على بلدات المرج. وأعلن عن تدمير وعطب آليات لقوات النظام ومقتل وجرح عدد من عناصرها. مصدر عسكري قال لـ”المدن”، إن “جيش الإسلام” تمكّن من “تدمير دبابة T72، وعطب عدداً من الآليات العسكرية، وقتل خلال المعارك أكثر من 30 عنصر للنظام السوري”.
وتعتبر حملة قوات النظام على البحارية الأكبر، بعد سيطرتها على القطاع الجنوبي، في أيار/مايو الماضي. وتشارك في الحملة حشود عسكرية كبيرة، وعدد كبير من المدرعات، فضلاً عن تغطية نارية كبيرة عبر الغارات الجوية، وقذائف المدفعية والهاون. وبدأت معارك البحارية بـ”عدوان خماسي”، وفق تعبير “جيش الإسلام”، في 13 حزيران/يونيو، على حوش الفارة والبحارية وميدعا والبلالية والقاسمية، وتركزت خلال اليومين الماضيين على البحارية.
وتحد البحارية بلدتا النشابية وحزرما المُحررتين، ولها أهمية استراتيجية كبيرة، وسقوطها بيد قوات النظام يعني أن عدداً من بلدات قطاع المرج بحكم “الساقطة” عسكرياً هي الأخرى، وفق ما قاله مصدر محلي لـ”المدن”.
وأفاد الناشط الحقوقي محمد الثائر، لـ”المدن”، إن “المنطقة تشهد نزوح عشرات العائلات من بلدة حزرما المجاورة نتيجة شدة القصف عليها، فأكثر من 100 قذيفة سقطت الثلاثاء على حزرما فضلاً عن عدد من الغارات الجوية”.
الخاسر الأكبر من معارك الغوطة الشرقية هم المدنيون بغض النظر عن نتائج المعركة. مصدر محلي قال لـ”المدن”: “وقع الفلاحون في أزمة جديدة تضاف إلى سلسلة من التحديات التي واجهت القطاع الزراعي في الغوطة الشرقية، لا سيما أن الغوطة الشرقية المحاصرة تعتمد على محاصيلها الزراعية الداخلية في تأمين أكثر من 80 في المئة من استهلاكها، ومعارك البحارية وما رافقها من قصف النظام تسببت بنزوح عدد من الفلاحين وترك أراضيهم المزروعة، فيما حرقت بعض الأراضي المزروعة بالقمح”.
رغم أن المعطيات والأخبار تشير إلى رجحان كفة “جيش الإسلام” على محور البحارية وما حولها، إلا أن المعركة لم تحسم بعد. ويُحاول “جيش الإسلام” ضمنياً تحميل مسؤولية أي خسارة قد يمنى بها على جبهة البحارية لـ”فيلق الرحمن”، بعدما طالب مصدر عسكري من “جيش الإسلام” الضغط على “فيلق الرحمن” لإعادة ما أخذه من عتاد وسلاح ومعامل، لما له من أثر كبير على سير المعارك. وقال المتحدث باسم “هيئة أركان جيش الإسلام” حمزة بيرقدار، لـ”المدن”، إن “الفيلق لا يزال يحتجز الكثير من الأسلحة الثقيلة والخفيفة والذخائر، ورغم ذلك الأمور على أرض الواقع لا تزال جيدة”. ولم يصدر أي ردّ رسمي من “فيلق الرحمن” حول الاتهامات الموجهة إليه. ويبدو أن الفصيلين باتا يملكان “ذريعة” لسقوط أي منطقة تحت سيطرتهما، وتحميل الفصيل الآخر المسؤولية، فلا تزال بعض مقرات “جيش الإسلام” تحت سيطرة “فيلق الرحمن”، والعكس صحيح.
من جهة ثانية، تتعرض بلدات جسرين والمحمدية المُحررة، لحملة قصف عنيف، ترافقها محاولات تقدم لقوات النظام من القطاع الجنوبي باتجاه القطاع الأوسط. ويصدّ “فيلق الرحمن” تلك المحاولات. الناطق باسم “فيلق الرحمن” وائل علوان، قال لـ”المدن”: “تشهد المنطقة معارك عنيفة، إلا أن المعارك قبالة بلدة بالا، وليس على أطراف جسرين، جسرين حالياً مؤمنة بعد معركة فيلق الرحمن التي أطلقها قبل أيام: ولا تهنوا”.
وتعرضت بلدات المرج والقطاع الأوسط لقصف شديد خلال الأيام القليلة الماضية، أودى بحياة مدنيين، كان آخرهم 7 سقطوا الإثنين الماضي في منطقة المرج، بعد قصف المنطقة بصواريخ أرض-أرض، الأمر الذي دفع نشطاء إلى إطلاق حملة إعلامية تضامنية مع منطقة المرج.